بن دعماش والمطرب شاعوا ل (الشعب) فنان موهوب أبدع في الفن الأصيل غيّب الموت عن الجزائر الفنان والمؤلف القدير «محمد هواج» المعروف باسمه الفني «محمد الشرشالي»، عن عمر ناهز ال65 سنة، وذلك بعد صراع مرير مع المرض الذي أطفأ شمعة أنارت على مرّ السنوات درب الساحة الفنية بأعماله الخالدة. أمتع الفنان محمد الشرشالي محبي الفن الأصيل، وعشاق الأغنية الشعبية بأروع الأغاني، حيث ألف لعدد كبير من المطربين، من بينهم مراد جعفري، رضا دوماز، سمير تومي.. وقد ترك «الشرشالي» في رصيده الفني حوالي 200 أغنية، أشهرها «سيدي إبراهيم الغبريني» و»السعد يالسعد»، كما أنه من كتب ولحن الأغنية الخالدة «من صابني قمري ونطير» التي أداها الفنان رضا دوماز. وفي هذا الصدد، أشاد الباحث عبد القادر بن دعماش في حديث ل»الشعب» أن فقيد الجزائر محمد الشرشالي من الفنانين الموهوبين الذين أنجبتهم «شرشال»، حيث ترعرع في جو موسيقي بهذه المدينة، جعلته يتميز بالدقة في أغانيه. وقال بن دعماش أن بداياته الفنية انطلقت من الحفلات والأعراس، ليقيم أول حفل له بشرشال يوم 05 جويلية 1962، عشية استقلال الجزائر بمشاركة كبار الفنانين، حيث ذاع صيته وانتقل إلى العاصمة وبالضبط إلى حسين داي، أين اشتغل بمستشفى «بارني»، ومن هناك بدأ في اتصالاته الفنية حسب بن دعماش وكون فرقة خاصة به، تضم الشيخ الناموس ورابح خلفة، الذين آمنوا بقدراته الفنية لأنه كان ينتهج نوعا خاصا والمعروف ب»الخلوي». وأضاف عبد القادر بن دعماش أن الفنان الراحل أصدر سنة 1968 أول أسطوانة له، وألف العديد من الأغاني التراثية، كما تعاون في سنوات السبعينيات مع الفنان الكبير محبوب باتي الذي ووجه في مشواره الفني وقدم له نوعا من الاحترافية. وأشار محدثنا إلى أن محمد هواج ابتعد عن الساحة الفنية خلال الثمانينيات ليعود إليها في التسعينيات ليواصل مسيرته الفنية ويكتب ويلحن لكبار المطربين، وقال في ختام حديثه «محمد الشرشالي كان دقيقا في ألحانه وكتاباته». ومن جهته أكد عبد القادر شاعو في اتصال هاتفي مع «الشعب» أن محمد الشرشالي خسارة للفن الجزائري، مشيرا إلى أنه كان فنانا معطاء وقدم الكثير للفن الفنانين الجزائريين من خلال تأليفه لقصائد متنوعة غناها نخبة من المطربين. وأضاف عبد القادر شاعو أن الموت وقف حائلا بينه وبين محمد الشرشالي ولم يسعفه الحظ التعامل معه، مؤكدا أنهما اتفقا الصائفة الماضية على عمل فني غير أن القدر كان أقوى منهما.