أكّد عدد من الفنانين الجزائريين اِلتقتهم ''المساء'' أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا أن روائع أعمال الفنانة الراحلة وردة الجزائرية ستبقى خالدة، وأنها ليست مجرد فنانة بل هي أحد رموز الوطن وأيقونة لن ينطفئ وهجها في سماء الأغنية العربية الأصيلة. عبد القادر بن دعماش قال الكاتب والباحث المختص في أغنية الشعبي عبد القادر بن دعماش أن حب وردة الجزائرية للوطن برز منذ صغرها، حيث غنت وهي في ال14 من عمرها أغاني وطنية منها ''بلادي يا بلادي'' و''يا مروح لبلادي'' و''جميلة'' وغيرها من الأغاني الثورية، والأكثر من ذلك تدعم الثورة التحريرية في سنوات 1959 و1960 الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني في تونس، وكانت تمنح عائدات حفلاتها للثورة. وأشار أن عودتها للفن سنة 1972 لم يكن خطأ، حيث أمتعت البشرية بأحلى الأغاني كلمات ولحنا وآداء. حمراوي حبيب شوقي أكد سفير الجزائر برومانيا والإعلامي السابق حمراوي حبيب شوقي أن وردة الجزائرية هي رمز الأغنية العربية الأصيلة سوف تبقى دائما في قلوبنا، ولأنه كان من بين آخر من اتصل بها، كشف أنها كلمته كعادتها ودعت للجزائر بالخير والرفاه والازدهار، مشيرا إلى أنه سيكون لوردة ورثة كثيرون سيحملون مشعلها الطاهر في أداء نقي للأغنية الأصيلة. جمال فوغالي أما مدير الثقافة لولاية قسنطينة، فقد صرح أنه يعتبر نفسه واحدا من الذين كانت حياته مليئة بأغانيها ''وكتبنا منها رسائل لحبيباتنا''، وقال أن وردة هي وردة الأغنية العربية التي لن تذبل، أسست بصوتها المملوء بتاريخ الجزائر عناقا مع أسماء المبدعين العمالقة من أمثال محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم وغيرهم، وأضاف متحسرا ماذا بقي لنا في هذا الزمن حينما يتساقط العمالقة الواحد بعد الآخر؟ ميلود حكيم وقال مدير الثقافة لولاية تلمسان أن رحيل أميرة الطرب العربي يشكل مصابا جللا عظيما، إذ تعد آخر عمالقة الفن العربي من جيل لن يتكرر أعطى إبداعات خالدة، غنت للجزائر ومجدت ثورتها. وعن رحيلها أفضى المتحدث أنه الجزائر فقدت أحد رموزها الوطنية، اسمها ارتبط دائما بكل ما هو جميل في هذا الزمن. عايدة كشود وأكدت الممثلة وعضوة سابقة بالمجموعة الصوتية للإذاعة الوطنية عايدة كشود أن أجمل ذكرى تحملها في بالها هي عندما قرر الرئيس الراحل هواري بومدين أن تغني وردة في الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر، وشهدت للسيدة وردة أنها كانت بمثابة الأم لجميع الفنانين ومتواضعة مع كل الناس. وبالمناسبة، كشفت المتحدثة أن الراحلة سجلت أغنية عن الأم التي تزج بها ابنتها في دار العجزة وكان يفترض أن تصور في الجزائر العاصمة ولكن الموت خطفها، وأكدت أن الكليب صورت قصته ولعبت فيه عايدة دور الأم، وتتوقع الممثلة أن المخرج سيعمد إلى حيلة لتركيب الفيديو كليب على نحو جميل، ليعد بذلك آخر عمل تقوم به وردة الجزائرية قبل وفاتها بأيام قليلة. محمد بوليفة اعتبر الفنان محمد بوليفة أن الفقيدة وردة تعد ''رمزا وطنيا'' مؤكدا بالمطار عند استقبال جثمانها أن رحيل هذا الهرم في الفن العربي يعد ''خسارة فادحة'' لعالم الفن. وأضاف يقول أن ''هذه السيدة العظيمة ستظل إلى الأبد في قلوبنا. فلم يغادرنا إلا جسدها لكن صورتها وصوتها وروائعها ستمتعنا إلى الأبد''. كما أشار هذا الفنان الذي ألف لوردة الجزائرية ''بلادي احبك'' للشاعر مفدي زكريا سنة 1995 الى أن الجيل الشاب من المغنين ذوي المواهب الواعدة ينبغي أن يتخذوا من مشوارها الفني قدوة يستلهمون منه إذا أرادوا فعلا النجاح في عالم الأغنية. في السياق، ابرز السيد بوليفة انه ''علاوة على موهبتها الفنية الفريدة كانت وردة الجزائرية سيدة مرهفة الأحاسيس وذات عطاء كبير''. فلة عبابسة من جانبها، أعربت المطربة فلة الجزائرية في نفس المناسبة عن حزنها الكبير ''لفقدان إحدى رموز الأغنية العربية''. وأضافت الفنانة تقول ''لقد اخذ منا الموت أجمل أزهارنا. إنني حزينة جدا. إنها هي التي حببت إلي الأغنية الشرقية. لقد كانت وردة تتمع بصوت جميل وحضور قوي على الخشبة لقد كانت باختصار أسطورة'' وكانت فلة قد أدت بعض أغاني الراحلة في مختلف الحفلات والحصص التلفزيونية في بلاد المشرق. وخلصت إلى القول ''بأن وردة كانت مدرسة في الأغنية وقد فارقتنا تاركة وراءها كنزا فنيا خالدا''. عبد القادر بوعزارة أما مدير الجوق السمفوني الوطني عبد القادر بوعزارة فقد أعرب من جانبه عن حزنه الكبير لرحيل وردة لاسيما عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاستقلال الجزائر. وأضاف السيد بوعزارة ''إنني متأثر جدا لرحيل هذه السيدة العظيمة التي استطاعت تبوء مكانة كبيرة وسط عمالقة الأغنية العربية وقد أثبتت موهبتها الفنية إلى آخر رمق. المطربة سلوى اعتبرت الفنانة الجزائرية القديرة السيدة سلوى وفاة وردة الجزائرية بمثابة زوال احد أعمدة الأغنية العربية التي أصبحت ''يتيمة'' بعدها، وعبرت عن حزنها البالغ لذهاب أميرة الطرب التي كانت من جيلها. وقالت السيدة سلوى واثر الحزن باد على وجهها ''إني جد حزينة مثل الجميع لفقدان مطربة كبيرة شرفت الجزائر عبر العالم كله. اشعر بأسى عميق فالأغنية العربية في حزن شديد اليوم''. كما أجمع الفنانون الذين أتوا لاستقبال جثمان المرحومة على أنها تركت ''فراغا كبيرا'' في عالم الفن الذي فقد العديد من عمالقته مشيرين إلى أن أغانيها تبقى تحفا أصيلة وأبدية. زكية قارة تركي أما مطربة الأغنية الأندلسية زكية قارة تركي فإنها ترى ''وردة سيدة عظيمة تركت فراغا كبيرا في عالم الأغنية العربية'' وبعد أن اعتبرت وفاة الفنانة ''خسارة للجزائر'' قالت بأن أميرة الطرب العربي تركت لنا بحرا من الاغاني الخالدة لن ننساها ابد''. نسيمة شمس المغنية نسيمة شمس التي كان لها كما قالت شرف المشاركة في المجموعة الصوتية التي رافقت وردة في سنة 1995 عند تأديتها أغنية ''بلادي احبكي'' من تلحين الجزائري محمد بوليفة فقد وصفت الراحلة ب ''أسطورة'' الأغنية العربية. سليم هليل أما سليم هليل فنان الأغنية المغاربية فاكتفى بالقول أن المرحومة تركت بصمتها بفضل ''صوتها الجميل والقوي وأناقتها''. فؤاد ومان كما حيا الفنان فؤاد ومان موهبة وردة وحبها لوطنها الجزائر، معتبرا ''أن هذه الفنانة القديرة تمثل بالنسبة له ''مدرسة'' لأجيال كاملة من المغنيين''. كما أضاف لقد أطربتني أغانيها منذ الصغر.. وردة لن تنسينا فيها أية مطربة أخرى".