أشاد فنانون جزائريون ومثقفون ممن عرفوا الفقيد مصطفى تومي الذي توفي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بخصال الفنان حيث أكدوا أن الساحة الفنية قد فقدت بوفاته فنانا ملتزما وشاعرا عظيما لطالما ساهم في ترقية الثقافة الجزائرية من خلال مؤلفاته ونضاله الوطني. وفي ذات السياق حيا عبد القادر بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب في تصريح لواج هذه "القامة الفنية" التي ميزت الثقافة الجزائرية مذكرا بنضاله حيث كتب مصطفى تومي أولى مؤلفاته للمسرح الجزائري في 1952 وبعدها في تونس باعتباره عضوا في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني 1958. وبشهادة بن دعماش فقد شهدت تلك الفترة كتابات عديدة حول الوطنية وكانت تبث عبر "صوت الجزائر الحرة" مسترجعا في ذاكرته أغاني كتبها الفقيد ك"دعاء المهاجر" ونصوص أخرى ألفها لمطربين في الاغنية الملتزمة أمثال الهادي رجب ومحمد بوزيدي. وأضاف انه سنة بعد الاسقلال (1963) كان مؤلف "سبحان الله يا لطيف" "في "قمة عطائه الفني" حيث كرس نشاطه من أجل ترقية الثقافة الجزائرية من خلال تقلده مسؤليات متعددة مشيرا الى ترأس مصطفى تومي في نوفمبر 1965 أول مهرجان وطني للأغاني الشعبية وواصل بالرغم من ذلك في الكتابة اذ كتب لمحمد العماري "شي غيفارا" في 1969. وخلص بالقول أن مصطفى تومي يعد "مكتبة حية" و"علامة" (...) وسيبقى يذكر خصاله الطيبة. من جهتها أشادت المطربة سلوى بالفنان مصطفى تومي الذي ألف لها سبعة نصوص أدتها الفنانة معتبرة الفقيد "صديقا ومؤلفا كبيرا لثقافة ثرية بالاضافة الى كونه شاعرا باللغة العربية والفرنسية". و قال المطرب الهادي رجب الذي عرف الفنان منذ شبابه أنه كان صديقا له أيام انضمامهما في فرقة جبهة التحرير الوطني بتونس معتبرا مصطفى تومي ب"الشخص المتميز" والذي "لا يستخلف". و من جانبه حيا المطرب محمد العماري "عملاق الاغنية الجزائرية" الذي يعد من جيل الفنانين -أمثال محبوب باتي- المحبين للفن والمتشبثين بالقيم . وبخصوص النضال السياسي للفقيد اعتبر العماري أن مصطفى تومي استطاع ان يترجم أفكاره الى نصوص وأشعار أداها فناون كبار". وبكثير من التأثر وصف مطرب اغنية الشعبي عبد المجيد مسكود وفاة مصطفى تومي بأنه بمثابة "انيهار العمود الحي للثقافة الجزائرية" ويشاطره المطرب حميدو في رايه بالقول ان "الفقيد كرس حياته للاصغاء لمجتمعه وهو ما جعل منه شاعر الشعب ". من جهته استذكر المسرحي عبد الحميد رابية علاقة مصطفى تومي بالمسرح الجزائري حيث كتب الفقيد سنة 1980 مسرحية بعنوان "فين كونت البارح". وبالرغم من أن المطرب عبد القادر شاعو لم يتعامل فنيا مع الفقيد الا انه ابدى تأثر بالغا بوفاة مصطفى تومي مؤكدا على "أصالة أشعاره التي استطاع من خلالها أن يحافظ على روح القصبة تلك المدينة العريقة التي ولد فيها مصطفى تومي والتي خلدها بفنه". توفي المؤلف وكاتب الكلمات مصطفى تومي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بالجزاثر العاصمة عن عمر يناهز 77 سنة. و ستلقى عليه النظرة الاخيرة صباح غد الخميس بقصر الثقافة مفدي زكريا بهضبة العناصر من قبل العديد من رفقائه من الفنانين و المحبين قبل أن يوارى الثرى بمقبرة القطار بالعاصمة.