أصدرت محافظة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية الذي تتواصل فعاليته بدار الثقافة "علي سوايعي" بمدينة خنشلة بورتري للفنانة الراحلة "زليخة لواج" التي تركت بصماتها في الأغنية الجزائرية التقليدية والشاوية على الخصوص رغم مشوارها الفني القصير. وقد ولدت هذه الفنانة المعروفة باسم الشابة زليخة و التي اشتهرت بأغنية "صب الرشراش" و "شاش الخاطر شاش" بمدينة خنشلة من عائلة بسيطة في 6 سبتمبر1956 وغيبها الموت بعد مرض عضال يوم 5 نوفمبر 1993. و دخلت الفنانة المدعوة "حسينة عالم" الفن في سن مبكرة حيث غنت في الأعراس و الأفراح وهي لم تتجاوز سن العاشرة حيث كانت تنهل من التراث الأوراسي والغناء الشاوي الأصيل إلى أن صدرت لها في 1968 أول أسطوانة بعنوان "السبيطار العالي". و تنقلت الفنانة زليخة إلى الجزائر العاصمة سنة 1968 وبرزت في حصة "ألحان وشباب" برائعتها "صب الرشراش" و أعجب بها الراحلان المطرب خليفي أحمد والملحن معطي بشير اللذان شجعاها إلى أن ارتقت إلى درجة النجاح. كما شاركت الفنانة في فيلم سنة 1977 بعنوان "زيتونة بولهيلات" حيث تقاسمت الدور مع عز الدين مجوبي وكذا مع المطرب الأوراسي في فيلم "السخاب لحازورلي". وكان آخر ظهور لهذه الفنانة سنة 1992 في الحملة الخيرية التضامنية الوطنية لبناء "ديار الرحمة". وقد غنت زليخة صاحبة الصوت المتميز في الأداء التقليدي والشاوي في عديد الحفلات الفنية والرسمية وفي الكثير من الدول العربية و بالخليج العربي إلى أن غيبها الموت بالجزائر العاصمة وتدفن بمسقط رأسها بمدينة خنشلة. وكتب رئيس المجلس العلمي للفنون والآداب والباحث في الشخصيات الفنية الجزائرية عبد القادر بن دعماش عن مسيرة الفنانة "زليخة لواج" في مؤلفه تحت عنوان "الأسماء الخالدة للفن الموسيقي الجزائري" الصادر في 3 أجزاء عن منشورات "كريستال برينتفي" في 319 صفحة والذي يعتبر محطة في التأريخ للفن الجزائري. وقد اعترف الكثير من الفنانين الكبار إلى جانب الفقيد خليفي أحمد وعبد الله مناعي وعلي الخنشلي وعبد الحميد بوزاهر بالأداء الجيد للمطربة زليخة حيث اعتبرها الأستاذ عمر بوعزيز الذي هو من الشعراء الشعبيين وصاحب كتاب "أوزان وفنون في الشعر الملحون" من أحسن الفنانات الجزائريات اللائي تألقن إلى جانب بقار حدة في الغناء التراثي الأصيل بآلة القصبة و البندير مذكرا أن الراحلة أدت أغاني من تأليفه . كما اعتبرها الفنان الراحل خليفي أحمد بخليفته في أداء الطابع الصحراوي والموال. ووصف بعض الفنانين المشاركين في المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية أمثال حسان دادي من باتنة زليخة بالموهوبة و أنها لا تزال في ذاكرة المحبين للطبع الشاوي والتقليدي . أما الشابة يمينة من قسنطينة فقد وصفتها بالممتازة والمحبوبة في الوسط الغنائي التقليدي فيما اعتبرها الشاب ماسينيسا من باتنة صاحبة الصوت الرائع وتستحق أن تلقب بعميدة الأغنية الشاوية.