الكثبان الرملية، الطيور والحيوانات النادرة تستقطب السياح تعتبر بشار عاصمة الجنوب الغربي الساورة من المناطق الواعدة بمستقبل سياحي ممتاز، بالنظر إلى المؤهلات التي تتميز بها من مواقع أثرية وإرث حضاري وثقافي. وما يميز بشار في الوهلة الأولى، واحات النخيل وقصور قديمة، إلا أن هذه الطاقات الهائلة لا تكفي لوحدها لخلق نشاط سياحي بالمنطقة إن لم تتضافر الجهود. بشار منطقة عبور تربط الشمال والجنوب الغربي من خلال موقعها الجغرافي المميز، تعد بوابة الصحراء تتوافر على إمكانات هائلة في المجال السياحي جعلتها تكسب شهرة واسعة سبق وأن تخطت حدود الوطن. ومن خصوصيات بشار أنها تعمل جاهدة للوقوف على كيفية تفعيل أو تحريك الاستثمار السياحي من أجل أن تكون من المناطق الرائدة في تطوير مخطط المرافق السياحية وإحياء المرافق القديمة كالقصور، عن طريق تشخيص الواقع وتحديد المشاكل، خاصة وأن هناك جمعيات وشباب واعد يريد تحريك عجلة السياحة بهذه الولاية نحو الازدهار من خلال وضع برامج محلية وتظاهرات سياحية وثقافية ورياضية. الواحات والحيوانات النادرة والقصور... ثالوث الحياة بالساورة ولبشار خمسة تضاريس هي الجبال والسهول والوديان والحمادات والكثبان الرملية (العرق الكبير)، والسائح عند دخوله المنطقة لن يستطيع اكتشافها، نظرا لشساعة مساحتها، حيث تضم بشار 65 واحة على طول الوديان من بني ونيف وبويعلة وفندي والصفصاف، مرورا بوادي بشار إلى واحات الساورة، وبهذه تحتل مكانة سياحية تاريخية، حيث أنها كانت مقصداً لمختلف الأجانب والأجناس البشرية ولازالت حتى اليوم مقصد قوافل السياح. ويعجب السياح الأجانب وأبناء الوطن بجمال واحاتها التي تتربع في وسط الكثبان الرملية على ضفاف الأودية، كما تستهويهم رؤية الحيوانات والطيور البرية المتواجدة بالمنطقة، كالفنك والغزال وطائر الحبارى وثعلب البحر النادر في العالم، وكذا كرم سكان المنطقة وضيافتهم وأخلاقهم، والعادات والتقاليد والطقوس بدءا من القنادسة إلى قصر تاغيت والواتة ومازر وتبلبالة، حيث توجد مقبرة سبع رجال اللغز الذي حيّر الجميع وحتى الباحثين في الآثار لطول القبر الذي يبلغ 7 أمتار. أما إذا دخلوا إلى بني عباس فتقابلهم واحات النخيل التي يطلق عليها إسم العقرب وذلك لشكلها. وعلى بعد 18 كيلومترا عن بني عباس نجد منطقة المرحومة التي تتواجد بها نقوش لحيوانات متنوعة خلفها الإنسان، ومتحف يحتوى على عديد الحيوانات ومسكن الأب «شارل دوفوكو» وهو عبارة عن غرف ومصلى للمسيح وبستان. كما تتميز ولاية بشار بصناعتها التقليدية، كصناعة النسيج والزرابي وصناعة النحاس والجلود وصناعة آلات العود والنقش على الخشب والأحذية والتحف المتنوعة. طلبة الهندسة المعمارية يعيدون الحياة للقصور القديمة وقفت جريدة «الشعب» بدائرة الواتة، على شيء يفرح ويبشر برجوع السياحة بسواعد أبناء جامعة بشار في اختصاص الهندسة المعمارية، حيث وجدناهم رفقة أستاذهم منشغلين بترميم أحد القصور العريقة التي تعرضت إلى الاندثار جراء فيضانات سنة 2008، هذا القصر الذي سيصبح بيتا للشباب السائح بدون شك يحتوي على جميع المرافق الضرورية وبه أكثر من 30 غرفة وساحة تطل على واحة نخيل بقصر أماس بدائرة الواتة. وصرح الأستاذ المشرف على عملية الترميم بالقول، إن هذه المبادرة تثمّن الثروات المادية التي تزخر بها الولاية، مشيرا إلى إمكانية تعميمها وتوسيعها وهو أحسن ضمان للمساهمة في التنمية السياحية. وكان والى الولاية، سلامني محمد، موجوداً بعين المكان وشجّع الطلبة على مواصلة هذا الجهد، واعداً إياهم بتقديم يد المساعدة لبناء البلاد وترقية السياحة. غلاء أسعار الإيواء بالفنادق... النقطة السوداء ولاية بشار، بالرغم من احتوائها على طاقات سياحية هائلة، إلا أنها لاتزال من أضعف ولايات الجنوب من حيث استقبال السياح، وهذا بسبب غلاء الفنادق وعدم ترخيص أو وجود سند قانوني يحمي المواطن عند استقبال السائح بمنزله، ناهيك عن نقص السيارات الخاصة بنقل السياح وعدم الانخراط الجدي لأصحاب الوكالات في الترويج الحقيقي للسياحة المحلية. من ناحية أخرى، تتوافر عاصمة الساورة على عوامل مشجعة للسياحة، منها موقعها الجغرافي المميز في الجنوب الغربي، وشساعة مساحتها التي تجعلها البوابة الكبرى للصحراء، فضلا عن مناظرها الخلابة المتعددة في وسط رملي جميل وغروب الشمس النادر في دائرة بني عباس والذي يقبل عليه عديد السياح الأجانب من أجل أخذ صور تذكارية، بالإضافة إلى الإرث الثقافي والحضاري النادر كالعادات والتقاليد المتميزة والقصور الفريدة من نوعها وهي ظروف متاحة ليستفيق المسؤولون لأجل إعادة الاعتبار للسياحة وتنشيطها في البلد. وإلى جانب ذلك، يملك العنصر البشري قابلية ممارسة النشاط السياحي، من حسن استقبال وترحاب ومعاملة لائقة، وبالتالي إعطاء نفس جديد للسياحة بالولاية وجعلها تقوم بدورها الاقتصادي والاجتماعي المنتظر، كتشغيل الشباب وتطوير القطاعات الأخرى ذات الصلة بالنشاط السياحي، وكذلك العمل على تحسين الخدمات السياحية وجلب أكبر عدد من السياح الأجانب والمحليين والباحثين، وإعطاء الأولوية لقطاع السياحة وذلك بإنشاء مخطط ورسم استراتيجية مستقبلية وواضحة إن أردنا إنعاش السياحة وخدمتها مهما كانت العوائق.