تشهد أسواق ولاية سيدي بلعباس هذه الأيام بمناسبة إحياء يناير ككل سنة، توافد الكثير من المواطنين على مختلف الأسواق الشعبية، بالنظر إلى ما تحمله هذه العادة من قيمة روحية وسعادة وفرح خاصة في أوساط الأطفال. وبهذه المناسبة تجولت جريدة "الشعب" ببعض الأسواق للاطلاع على الأسباب التي تقف وراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث قصدنا سوق وسط المدينة الذي كانت أسعار المكسرات به مرتفعة الثمن إلى أعلى مستوى، حيث بلغ سعر التين المجفف 250 دج للكيلوغرام الواحد، أما الفستق فوصل ثمنه بين 150 دج و200 دج للكيس الواحد باختلاف الوزن والنوعية، أما الجوز فقد اختلفت أسعاره ما بين 450 و500 دج للكيلوغرام الواحد. وتقوم العائلات بالتحضيرات للاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف 12 جانفي لإحياء يناير وتكريس وفائها لتقاليدها الراسخة، ما أدى إلى تزايد وتيرة النشاط التجاري الذي يعكسه عرض مختلف المواد المطلوبة من قبل المستهلكين في هذه المناسبة التقليدية وفي مقدمتها المكسرات والفواكه الجافة. وتعد المناسبة فرصة جد مواتية لتجار المواد الغذائية بالجملة من خلال اقتناء مختلف السلع قبل عدة أيام من الحدث، حيث أولى تجار التجزئة أهمية لتقديم منتجاتهم في أجمل حلة لصنع ديكور متميز. وفي نفس السياق عبر لنا بعض المواطنين عن تفاجئهم بالارتفاع المفاجئ الذي عرفته بعض المواد الغذائية الأساسية، في الوقت الذي كانوا فيه ينتظرون انخفاضا واستقرارا في سعر هذه المواد التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، وتضاربت التفسيرات بين من يرجعها إلى تذبذب الأسعار العالمية وبين من يردها إلى تدخل الوسطاء والسماسرة الذين يتحكمون في تموين السوق وخلال هذه الجولة الميدانية التي قامت بها "الشعب" إلى بعض أسواق ومحلات بيع المواد الغذائية بعاصمة الولاية، أكد أحد التاجر وهو عمي "موسي"، أنه أصبح لا يستطيع الحديث مع الزبائن وتبرير هذا الارتفاع المتواصل في الأسعار، ليبقى المستهلك الضحية الأولى لغلاء أسعار المواد الغذائية التي تشهدها أسوق الولاية .