تظنّها قابعة في فراش المرض وأنت تسمع صوتها، لتجد نفسك وأنت تخوض معها في الحديث أنّ نبأ وفاة المسرحي الكبير امحمد بن قطاف هو الذي كسّر كيانها وحطّمها، هي الشاعرة والكاتبة فوزية لارادي التي لم تستطع هضم هذا الخبر ومؤمنة بقضاء الله وقدره. أكّدت الكاتبة فوزية لارادي أنّ فقيد الثقافة عموما والفن الرابع على وجه الخصوص بن قطاف لم يتفان في مد يدّ المساعدة لكل واحد طرق بابه من أجل الابداع وخدمة أبي الفنون، حيث أنه ورغم صحته المتدهورة بقي على اتصال مع أبناء الخشبة والكتاب هاتفيا، يقدم لهم إرشاداته وينتفعون من استشارته من اجل انتاج اعمال جديدة تزيد الفن الرابع ثراء وزخما. وقد ربط لارادي ببن قطاف مشوار لبه الكتابة المسرحية، حيث استطاعت ان تلج عالم الفن الرابع بعد ان كانت تكتب كما قالت لنفسها، الا ان قوة الدفع التي كانت من طرف الراحل وابراهيم نوال جعلته تخرج من بوتقة نفسها لتكتب الى جمهور الفن الرابع، من خلال «السطح، النجوم، والحروف ساهرة» التي سمّاها الجمهور بالبوقالة، لتعود الكلمة المطبوعة في هذا المنتوج الأدبي الى المرحوم الذي واصل بعثه للمسرح بمساعدة الشباب وكل مبدع بغض النضر على سنه، عله يضمن استمرارية عطاء المسرح على مر الاجيال. قالت لارادي وبنبرة حزن وأسى قاتلين أن الجزائر تفقد رجلا كبيرا آخرا يرحل عنا، رجل ميدان، اعطى الكثير للمسرح والفن، متواضع ويسمع للكل، يتسم بروح الطرافة والنكتة والبشاشة، قائلة: «لا يختلف اثنان فيما قلته عن بن قطاف، بشرط ان يكونوا ممن عرفوا المرحوم عن قرب». بكلام انسانة تؤمن بقضاء الله وقدره، ومتقبلة لسنة الحياة، اكدت لارادي على المها لفقداننا لاهل الثقافة، هذه الاخيرة التي تعتبر الاساس، «فالحياة مسرح كبير، وهذا الاخير دنيا صغيرة لواقعنا المعيشي»، آملة في استفادة الاجيال من مواقف سابقيهم، مع طرق ابواب الكبار حتى تبقى الشعلة مضيئة عبر السنين.