عشية انعقاد اجتماع منظمة الأوبيك بوهران يتوقع خبراء في مجال الطاقة أن ما سيتمخض عن هذا اللقاء الذي يأتي في ظرف اقتصادي عالمي يتميز بالاختلال والتذبذب، لن يكون له تأثير كبير على ما تعرفه سوق النفط من عدم استقرار وتراجع كبير لأسعار النفط التي فقدت أكثر من 70٪ من قيمتها منذ أوت الماضي. وبالنسبة للخبير عبد المالك سراي، فإن الجزائر لن تكون لتراجع أسعار الذهب الاسود التي سجلت مستوى يقارب ال 40 دولارا منذ الأسبوع الفارط، أثر كبير على اقتصادها، وذلك بفضل الموقف الحذر التي اتخذته السنوات الماضية من سوق النفط ، والتقلبات المتوقع حدوثها فيه، حيث اعتمدت على سعر مرجعي للبترول 37 دولارا خلال اعدادها لميزانية ,2008 بالرغم من بلوغ سعر النفط مستوى عالي وصل الى 147 دولار لنفس السنة، هذا التحفظ سيقول ذات الخبير جنب بلادنا انعكاسات الأزمة. ويرى هذا الخبير أن المعرفة الحقيقية لسوق النفط ستتضح شهر مارس المقبل، أي بعدها يعلن باراك أوباما الرئيس الجديد لأمريكا عن سياسة الإنعاش الاقتصادي، التي ستحدث تغيرا على أسعار البترول ، لأن التحكم في هذه الأخيرة ليس مسألة تخفيض انتاج، وبالتالي فإنه لا توجد كما قال مؤشرات قوية لتقوية أسعار البترول ما بعد اجتماع وهران، لأن دول منظمة »الاوبيك« ليس لها خيارات كبيرة، ويبقى عليها كما أبرز أن تنتظر القرارات التي ستصدر السنة المقبلة من طرف الإدارة الامريكيةالجديدة. وحسب توقعات الخبير الاقتصادي شيخاوي أرسلان التي ذكرها من خلال حصة »في الواجهة« للقناة الإذاعية الأولى وانطلاقا من تحليله لما يشهده سوق النفط العالمية من هزات متتالية، فإن »الأوبيك« لايمكنها أن تؤثر لوحدها في هذا السوق، وبالتالي ينتظر أن تتجه الى اعتماد سياسة الحوار والنقاش مع الدول غير المنضوية تحت هذه المنظمة كروسيا، النرويج والمكسيك، لأن المرحلة القادمة تفرض ذلك وعلى كل الدول المنظمة وغير المنظمة للأوبيك، أن تتخلص كما ذكر من الخلافات وتتجه نحو توحيد الرؤى، والاستعداد لمرحلة بعدية ترتقي فيها من علاقات مبنية على الحوار إلى علاقات مبنية على التنسيق لمواجهة التقلبات المحتملة لسوق النفط. ويشكل التنسيق عاملا هاما بالنسبة لدول »الأوبيك« باعتباره صمام أمان يمكن أن يخفف عنها انعكاسات السوق النفطية على اقتصادياتها، وينتظر أن يكشف اجتماع وهران غدا عن تنسيق بين أهم المنتجين للنفط كالمملكة السعودية وإيران داخل المنظمة وروسيا من خارجها، ويتوقع خبراء ومحللون أن تقدم هذه الأخيرة على اتخاذ قرار خفض انتاجها بصفة رمزية كمساهمة منها لاستقرار الاسعار، مع الأشارة إلى أن انتاج المنظمة قد تراجع في نوفمبر الماضي أكتوبر 2008 . كما يتوقع الخبير الاقتصادي شيخاوي انطلاقا من تحليله لأسباب الأزمة التي تعرفها سوق النفط والاقتصاد العالمي، أن يعاد هيكلة كل المؤسسات الدولية البنك العالمي، صندوق النقد الدولي... وحتى منظمة الاوبيك، حيث ستبحث هذه الاخيرة عن دور لها في الاقتصاد العالمي الجديد، لأن العالم حسبه يعرف أزمة هيكلية نتيجة التحول من اقتصاد ليبيرالي الى اقتصاد مبني على العولمة، مما جعل دول في العالم تعيش اشكالية كبيرة لعدم تمكنها من تكييف وسائلها وامكانياتها مع التوجه الجديد (العولمة). وحسب ذات الخبير فإن ثمة عوامل أخرى أثرت على أسعار النفط منها العوامل الجيوسياسية (العلاقات المتوترة بين أمريكا وإيران) والأزمة التي تعرفها نيجيريا نتيجة التدهور الأمني التي تعرفه دلتا النيجر، بالاضافة الي تراجع النمو العالمي والمنتظر أن لايتجاوز 3٪ مما سيقلص الطلب العالمي على النفط، وبالتالي يرتقب أن تستمر الأزمة الى سنة 2011 ------------------------------------------------------------------------