تعمل منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبيك) التي تمر بمرحلة صعبة خلال السنة الجارية بسبب تذبذب أسعار النفط على ضمان استقرار دائم للسوق الدولية للخام لصالح جميع المتعاملين. ولهذا الغرض، عقدت المنظمة خلال سنة 2008 اجتماعين طارئين شهري فيفري واكتوبر، وتتهيأ لعقد لقاء آخر هذا الأسبوع بوهران من شأنه أن يتوج بقرارات حول تقليص إنتاج بلدان المنظمة من أجل دعم أسعار النفط التي فقدت ما يقارب 70 بالمائة من مستوياتها القياسية التي بلغت شهر جويلية الفارط 147 دولارا للبرميل. وأشار كل من وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي لمنظمة الأوبيب السيد شكيب خليل والأمين العام للمنظمة السيد عبد الله البدري إلى حدوث إجماع عام بشأن تقليص عرض منظمة الأوبيب خلال اجتماع وهران. ونظم اجتماع تشاوري منذ اسبوعين بالقاهرة حيث قررت منظمة الاوبيب خلاله الإبقاء على حصصها في الإنتاج. واعتبر السيد خليل خلال هذا اللقاء أن تأجيل القرار حول انتاج دول المنظمة الى اجتماع وهران يعد استراتيجية لتقييم تطور السوق. وقال في هذا السياق »سيمكننا ذلك من معرفة رد فعل السوق من أجل اتخاذ القرار السديد«. وكانت منظمة الأوبيب قد قررت شهر فيفري (الإجتماع الطارئ) ومارس (الإجتماع العادي) الإبقاء على عرضها في السوق، معتبرة التغيير غير ضروري للحد من ارتفاع الأسعار. وأرجع أعضاء منظمة الأوبيب الذين اعتبروا أن السوق كانت ممونة بالقدر الكافي، إرتفاع الأسعار إلى المضاربة التي تعززت بسبب تدهور قيمة الدولار، الذي عزز القدرة الشرائية للمستثمرين الدوليين بعملات أخرى. وكان من المستحيل تسجيل إرتفاع خلال تلك الفترة بالنظر لتراجع الإقتصاد العالمي، اذ فضلت البلدان الأعضاء في منظمة الأوبيب الإنتظار و الترقب، وذلك من أجل تقييم افضل لأخطار الركود في الولاياتالمتحدة بشكل أفضل وآثرها على سوق النفط. وخلال اجتماعها الوزاري ال 149 في سبتمبر، دعت منظمة الأوبيب أعضاءها إلى الإحترام الصارم لحصص إنتاجها والذي كان يعادل تخفيض فعلي بأكثر من نصف مليون برميل في اليوم من العرض وذلك للحد من انخفاض الأسعار. كما قرر وزراء الدول الاعضاء في منظمة الأوبيب خلال اجتماعهم الإستثنائي يوم 24 أكتوبر الفارط، تخفيض إنتاج المنظمة بواقع 5ر1 مليون برميل يوميا والذي يرفع الى حوالي 2 مليون برميل في اليوم، الحجم المقرر لحد الآن من طرف المنظمة البترولية من اجل دعم أسعار الخام التي عرفت أدنى مستوى منذ فصل الصيف الفارط. وأبرزت منظمة الاوبيب في البيان الختامي للإجتماع أن الازمة المالية قد كان لها أثر على الإقتصاد العالمي اذ تقلص الطلب على الطاقة بصفة عامة وعلى النفط بشكل خاص في سوق ممونة بقدر كبير. برميل البترول يفقد ثلثي قيمته في اقل من 6 أشهر فقدت أسعار البترول الخام قرابة 70 بالمائة من قيمتها في أقل من ستة اشهر بعدما كان سعرها يترواح في حدود 147 دولارا للبرميل شهر جويلية الفارط لينخفض إلى حوالي 40 دولارا خلال الأيام القليلة الماضية . وبعدما حقق سعر البترول الخام في شهر جويلية الفارط ارتفاعا في الأسواق العالمية، عادت الأسعار لتنخفض وتحقق سقوطا حرا في ظرف وجيز لتفقد أزيد من 100 دولار للبرميل الواحد خلال هذه الفترة. وبدأ مسلسل انخفاض أسعار البترول في منتصف شهر جويلية الفارط جراء الأزمة المالية العالمية وما انجر عنها من تراجع في سعر صرف الدولار مقارنة بالعملة الأوروبية الأورو. ويأتي انخفاض أسعار البترول الخام جراء دخول معظم اقتصاديات دول العالم النامية منها والمتطورة مرحلة ركود اقتصادي وذلك رغم القرار الذي اتخذته مجموعة الدول المصدرة للبترول أوبيك في فيفري الفارط بخفض معدل الانتاج اليومي. وقررت منظمة أوبيك خلال اجتماعها ال 149 المنعقد في شهر سبتمبر الفارط في فيينا، الحفاظ على معدل الانتاج اليومي داعية الدول الأعضاء الى الاحترام الصارم لحصتها الانتاجية من البترول الخام. ورغم القرار الذي اتخذته منظمة اوبيك إلا أن أسعارالبترول الخام عادت لتنخفض الى أقل من سعر 100 دولار »البسيكولوجي« في ظل الأزمة المالية العالمية وما أفرزته من انخفاض في مستوى الطلب على البترول الخام في الأسواق الدولية. وفي شهر أكتوبر الفارط انخفضت أسعار البترول الى أقل من 70 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة منذ شهر أوت 2007 لا سيما بعد الإعلان عن ارتفاع حجم احتياطي البترول في الولاياتالمتحدةالامريكية. وعقب هذه المتغيرات، قررت دول منظمة اوبيك في ال 24 اكتوبر بفيينا خفض انتاجها ب 5ر1 مليون برمبل يوميا إلا أن ذلك لم يؤثر على سعر البترول الخام في الاسواق العالمية التي واصلت انخفاضها بشكل محسوس. وفي الثالث من شهر نوفمبر الفارط، استمر انخفاض أسعار البترول حيث فقدت حوالي 4 دولارات للبرميل في سوق نيويورك (64 دولار) في سوق لا يزال متشائما تجاه ارتفاع الطلب العالمي على البترول. ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى تنخفض أسعار البترول الى أقل من 60 دولارا للبرميل في سوق نيويورك وأقل من 57 دولارا في سوق لندن، محققا مستواه الادنى منذ شهر فيفري الفارط بسبب انخفاض التعاملات في البورصات العالمية. وبتاريخ ال 20 نوفمبر 2007 تراجعت أسعار البترول الى أقل من 50 دولارا للبرميل في أدنى مستوى له منذ عامين حيث بلغ سعره 22ر50 دولارا في سوق نيويورك و54ر48 دولارا في سوق لندن بسبب تأزم الوضع المالي العالمي. وفي بداية شهر ديسمبر، انخفضت أسعار الخام الى اقل من 40 دولارا في سابقة اولى منذ اربع سنوات حيث بلغ سعر البرميل 91ر39 دولارا في سوق لندن . وفي ال11 ديسمبر الجاري ارتفع سعر البرميل ب 4 دولارات قبل اسبوع من انعقاد اجتماع أوبيك في وهران التي ينتظر ان يخرج بقرارات جد هامة من شانها التاثير على السعر المرجعي لبرمبل الخام.