أكد الخبير الاقتصادي والوزير الاسبق للمالية الدكتور عبد اللطيف بن أشنهو على هامش ندوة الاوبيك التي تحتضنها وهران ونقلا عن القناة الاذاعية الاولى، ان انخفاض سعر البترول لن يؤثر على سير برامج التنمية الحالية، لان صندوق الارادات الذي به 4200 مليار دج يكفي لتمويل البرامج الكبرى. غير ان السقوط الحر لاسعار النفط يقول الخبير بن أشنهو يمكن ان يؤثر على البرامج المسطرة مستقبلا لان فعالية الاستثمار غير كافية، وقد اجرى في هذا الصدد مقارنة بين فاعلية الاستثمار ومعدل النمو المسجل في الفترة من 1970و ,2005 حيث استثمر المتعامل الجزائري مرتين ونصف اكثر من المستثمر المغربي ومرة ونصف اكثر من المستثمر التونسي، غير ان معدل النمو لم يرتفع لازيد من 0,1٪ في حين ان هذا الاخير وصل الى 2,5٪ في تونس و 1٪ في المغرب. ويرى ان ارتفاع سعر النفط هو الذي يجعل بلدنا في معزل عن الازمة التي يمكن ان تؤثر عليها اقتصاديا اذا ما استمرت الاسعار في الانخفاض الى مستويات ادنى، مشيرا الى ان اغلبية البلدان النفطية وقد خص بالذكر المملكة السعودية، الامارات العربية المتحدة وقطر.. اي بلدان الخليج عموما فانها سجلت خسائر كبيرة جراء الازمة التي تعرفها سوق النفط، خاصة وانها ضخت في مشاريع استثمارية كبرى ما قيمته 2200 مليار دولار. ومن خلال تحليله يعتبر ان الحل بالنسبة لهذه البلدان وغيرها ليس في استقرار السعر المرجعي في حدود 60 دولار او 70 دولار، وانما في العمل من اجل رفع سعر النفط، ويؤكد في هذا السياق على اهمية الالتزام بقرار تخفيض الانتاج الذي اتفقت الدول المصدرة للنفط (اوبيك) عليه في 24 اكتوبر 2008 بفيينا، بالرغم كما قال انه من الصعب التحديد بدقة، ما هو الانخفاض اللازم في العرض، والذي قد يكون اكثر من 1,5 مليون برميل حسب ما تم الاتفاق عليه، وذلك بالنظر الى السياق الاقتصادي العالمي الذي يتميز بازمة مالية امتدت في الزمان والمكان، ولذلك فان »قضية العرض« لها اهمية كبرى في الظرف الحالي. وفيما يتعلق بمشاركة روسيا لاول مرة في اجتماع دول منظمة »الاوبيك«، تطرق الخبير بن أشنهو الى خلفيات هذه الخطوة التي اقدمت عليها، فروسيا حسبه حصدت خلال الاسابيع الماضية مبالغ مالية ضخمة دخلت صناديق المساهمة. ودخول روسيا مهم يقول بن أشهنو وهي التي تبحث عن مصادر جديدة لرفع مداخليها، مضيفا في هذا السياق ان دول هذا البلد الذي يساهم في 70٪ من الانتاج العالمي للنفط للمنظمة سيمكن من احداث تغيير محسوس في هذه الاخيرة حيث ستتغير حسبه قواعد اللعبة، كما انه سيضفي تنظيم وانضباط اكثر في السوق النفطية. ولم يغفل اثناء تحليله للازمة التي احدثتها اسعار النفط على دول العالم، دور الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث يرى بن أشنهو ان انعاش الاقتصاد الدولي في يد باراك أوباما الرئيس الجديد لامريكا وهذا واقع لا يمكن انكاره مشيرا الى ان برنامج هذا الاخير في مجال الطاقة يتجه نحو استعمال الطاقات المتجددة، علما ان ثلث البترول في امريكا يستخدم في قطاع السيارات. ويؤكد هذا الخبير الى ان اجتماع وهران هام جدا وينبغي ان يتمخض عنه قرار صائب ومؤثر خاصة وان النفط قد فقد 70٪ من قيمته، ولا يمكن للدول المجتمعة ان تتجاهل هذا المعطى، في ظل استمرار الازمة المالية والاقتصادية وتأثيراتها على الطلب العالمي لدى دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والدول الصاعدة وعلى رأسها الصين والهند. ------------------------------------------------------------------------