دأب المشرفون على الساحة الثقافية بتندوف على تنظيم موسم بلال بن رباح بهدف تكريس مكارم الأخلاق في سكان تيندوف ونبذ كل ما قد يوسّع الهوة بين شرائحه، وهو ما أكّده عبد الحميد أحمد، رئيس الجمعية الثقافية للفن والتراث القديم محافظ التظاهرة الثقافية ل «الشعب» بعين المكان. وقال عبد الحميد بأنّ موسم بلال بن رباح الذي استمد اسمه من الصحابي الجليل هو فرصة لإصلاح ذات البين بين الفرقاء ونبذ الخلافات، كما يعدّ ملاذا آمنا للأسر المعوزة وفرصة لميسوري الحال، حيث يتم جمع التبرعات من المحسنين عبر خرجات يقوم بها أفراد في مجموعات يطلق عليهم محليا اسم «قنقة»، يجوبون الأحياء السكنية مشيا على الأقدام والوقوف أمام بعض المساكن في انتظار ما يجود به ذوي القلوب الرحيمة عملاَ بقوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة...}. جديد هذا الموسم، حسبه، إدراج ختان أطفال العائلات المعوزة وتوفير شاحنة للتبرع بالدم تخصص بالأساس لمرضى المستشفيات. افتتحت تظاهرة الموسم الثقافي والديني بلال بن رباح على وقع الزغاريد والهتافات الممزوجة بمدح سيد الأنام، بحضور لمسؤولين من قوات المينورسو العاملة بتندوف، وكوكبة من علماء ومشايخ الجزائر الأجلاّء يترأسهم المقرئ رياض الجزائري، الذي أمتع الحضور بأذانه الشجي وبمشاركة متميزة لمجموعة من الفرق الفلكلورية من دائرتي تبلبالة وتيميمون. تتواصل التظاهرة على مدار ثلاثة أيام، وهي فرصة للإطلاع على الثقافة المحلية للمنطقة والاستمتاع بالعروض المقدّمة كسباق «الهجن» وعروض البارود لولاية أدرار. الإبل حاضرة في سباق «الهجن» لا يكاد سكان ولاية تندوف يستغنون عن سفينة الصحراء في أي مناسبة ثقافية، حيث بقيت محافظة على مكانتها المرموقة والإحترام الدائم. حاولت الجمعية الثقافية للفن والتراث القديم إبراز الزخم والتمسك بالعادات من خلال إدراجها لسباق الهجن ضمن فعاليات موسم بلال بن رباح لهذه السنة، بمشاركة 35 متسابقا من ورقلة، تيميمون، بني عباس، المنيعة وتندوف. وأكّد السيد بوعام عبد الله، رئيس الجمعية المشرفة على تنظيم التظاهرة أنّ هذا السباق يحمل صبغة إعلامية وليندرج في إطار التحضير نظيره الوطني الذي سيقام بالجزائر العاصمة، مضيفا أنّ المضمار يتماشى والمعايير المعمول بها دوليا، وهو بيضوي الشكل يمتد على مسافة 10 كلم على الطريق الرابط بين تندوف ومنطقة مركالة.