دعا المتدخلون في الملتقى المغاربي السابع، الذي نظمه مخبر المخطوطات أمس، بالتنسيق مع قسم التاريخ حول «التراث العربي المخطوط المحفوظ في الخزائن الوطنية وخزائن بلدان المغرب العربي بين الفهرسة والتحقيق والنشر»، إلى ضرورة العمل المشترك وتوحيد الجهود بين بلدان المغرب العربي، في مجال الفهرسة الشاملة لتراثنا المفقود والذي أخذ إلى المكتبات الأوروبية، مع تفعيل سياسة جدية لحماية المخطوطات المبعثرة والتي تعاني في معظمها من التلف. نبّه رئيس جامعة الجزائر02، الدكتور حميدي خميسي، في تدخله إلى نقطة مهمة وهي وضعية المخطوطات الموجودة بخزائن الصحراء، لاسيما بمنطقة أدرار كونه تنقل إلى هناك واطلع على حالتها، حيث أن معظمها مبعثرة وفي وضعية مزرية، كما أنها مكدسة بسبب تخوف القائمين على هذه المخازن من سرقتها، ولهذا فالمخطوطات لا تمنح للباحثين بسهولة، حتى يطمئنوا لهم على حد قول رئيس الجامعة. وأضاف الدكتور حميدي، أنه ما يزال أمام الباحثين الكثير من العمل والتحرّي لإخراج المخطوطات من المخازن والرفوف، داعيا في ذات السياق الأساتذة المهتمين أن لا يبقوا في مجال المخطوطات الدينية حول الأولياء الصالحين، بل على المختصين في الرياضيات الاهتمام بالمخطوطات العلمية التي لم تر النور بعد، لإظهار مدى إسهام الجزائر في الحضارة لاسيما مخطوطات الشيخ السنوسي، التي تعد أكبر دليل لأنه كتب في شتى العلوم. وبالموازاة مع ذلك، أوضح المتدخل، أن المخطوطات الموجودة في المغرب الكبير والوطن العربي كثيرة ومبعثرة ويجب أن ينفض الغبار عنها من جديد، من خلال القيام بعملية الجرد العام والمسح الدقيق لهذه المخطوطات، مثمنا في معرض حديثه الجهد الذي قام به رئيس مخبر المخطوطات بقسم التاريخ الدكتور مختار حساني في هذا الميدان، وكان سباقا لتنظيم مثل هذه الملتقيات منذ سنة 1996. من جهته، أفاد رئيس الملتقى ومدير مخبر المخطوطات، الأستاذ مختار حساني، أن الاهتمام بالمخطوط في الجزائر بدأ في أواخر سنة 1970 مع المركز الوطني للبحث والأنثروبولوجيا بتدشينه لمخبر المخطوطات، والذي تبعه إنشاء مخابر أخرى على مستوى الولايات التي تتوفر على خزائن المخطوطات كأدرار، غرداية، تيهرت التي كانت مركز إشعاع حضاري، غليزان، ومازونة، حيث تمكنوا من وضع مشروع لعملية الفهرسة قام به سعيد ترفاس رئيس قسم علم المكتبات، وكذا القيام بعملية التكوين، كما تم توجيه الطلبة لدراسة وتحقيق التراث المخطوط والفهرسة. وأبرز الدكتور حساني، أن هناك مخابر مختصة موزعة على مستوى الولايات ينقص فقط التنسيق لوضع برنامج مشترك، مضيفا بأن الهدف من تنظيم الملتقى هو تسليط الضوء على وضعية المخطوطات في المغرب العربي، التي هي متشابهة ويستوجب العمل المشترك بين هذه البلدان لحماية تراثنا من الضياع. نفس الأمر أكده صالح قربة رئيس اللجنة العلمية للملتقى قائلا أن المخطوطات التي شملت مختلف العلوم تمثل مفتاح هويتنا وحضارتنا على مدى 14 قرنا، وهي بحاجة ماسة للتعرف عليها، داعيا إلى طبع المخطوطات في شكل كتب ليستفيد منها الباحث والطالب، ولا تبقى حبيسة المخابر، مع وجوب توحيد علم الفهرسة لبلدان المغرب العربي. وطالب الأستاذ عبد الحميد أعراب بدوره بإيقاف التدهور المادي للمخطوطات، ورقمنتها، وكذا تكوين العاملين في الخزائن، مع تفعيل سياسة جدية لحماية التراث المخطوط عبر تسخير الإمكانيات لوضع هذا التراث تحت تصرف الباحثين.