عقب الاعلان عن انضمام الجزائر الى منظمة التبادل الحر العربية ، يبدي بعض المتعاملين الجزائريين تخوفهم من دخول هذا الفضاء الاقتصادي في ظل منافسة مبنية على جودة السلع والمنتوجات التي تجعها تنافسية، غير أن هذا العامل الهام للتموقع في الأسواق الخارجية ما تزال تفتقده المؤسسات الوطنية. وتعد الجزائر آخر بلد عربي يعلن انضمامه لمنطقة التبادل الحر العربية بعد سنتين من التوقيع على الاتفاقية المبدئية كحتمية يفرضها منطق توسع السوق بعد دخول مرحلة الانفتاح الاقتصادي والعولمة التي تقتضي وجود تكتلات اقتصادية على غرار الاتحاد الاوروبي وغيره لضمان التموقع في الاسواق الخارجية. ويعتبر محمد بنيني مدير مؤسسة ترقية الصادرات »برومكسي« أن قرار الانضمام الى هذا الفضاء العربي الحر عامل إيجابي لصالح التصدير، غير أن المؤسسات الجزائرية ما يزال ينقصها التأهيل لتتحصل على القدرة التنافسية والتكيف مع معطيات هذه السوق العربية المشتركة، مشيرا الى أن الجزائر أصبحت منذ السنوات القليلة الماضية تشكل شريكا قادرا وذلك بعد دراسة الوضعية الاقتصادية ومعرفة كل القدرات المادية والطاقات البشرية. ويؤكد بعض الخبراء الاقتصاديين أن المؤسسات الجزائرية لكي تكون قادرة على مواجهة التنافسية في السوق الخارجية عموما والعربية على وجه أخص لابد أن تخضع الى عملية التأهيل، مبرزين من خلال مداخلاتهم في حصة تصريح وآراء التي تبثها القناة الاذاعية الاولى أهمية هذا العامل في التكيف مع منطق التوسع الاقتصادي. ولقد وضعت العولمة استراتيجية لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك بالاستفادة مما يتيحه البرنامج الاوروبي »ميدا« من دعم تقني وهادي، حتى تبلغ المقاييس الدولية وتكون قادرة على أن تصبح تنافسية، ولتحقيق ذلك يتوجب عليها التحكم في الخبرة والابتكار واستخدام التكنولوجيات الحديثة. بالاضافة الى التأهيل يطرح المتعاملون الوطنيون عامل المتابعة والرقابة كشرط أساسي لمكافحة التقليد الذي تعرضت اليه المنتوجات والسلع، ويوفر هذا العامل نوع من الطمأنينة للمؤسسات الجزائرية ويؤدي الى تنمية المهارات. وتجدر الاشارة أنه تم تشكيل لجان لدراسة ما ينقص هذه الاتفاقية ومتابعة مسار الانضمام الى منطقة التبادل الحر العربية كتلك التي شكلت لمتابعة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. وينتظر أن يحدث دخول الجزائر الى هذا الفضاء الاقتصادي العربي آثارا ايجابية على أسعار المواد الاستهلاكية خاصة الأساسية مما يسمح للمؤسسات الاقتصادية خاصة الصغيرة والمتوسطة من التوسع في الأسواق الخارجية استعدادا لولوج الأسواق الاوروبية والتموقع بها . ------------------------------------------------------------------------