اختتم ظهيرة أول أمس معرض الجزائر الدولي ال 42 بعد ستة أيام من النشاطات التي تميزت بمشاركة كبيرة للعارضين الأجانب و توافد كبير للجمهور والمهنيين، وفي نفس السياق، أجمع عدة متعاملين اقتصاديين عرب يشاركون في معرض الجزائر الدولي على أن انضمام الجزائر إلى المنطقة العربية للتبادل الحر سينعكس إيجابيا على مناخ التجارة والاستثمار في الجزائر ويقوي أكثر التعاون الاقتصادي بين الدول العربية. أوضح مدير الترقية والتعاون بالشركة الجزائرية للمعارض والتصدير المنظمة للمعرض مولود سليماني أنه تم إبرام 11 عقدا تجاريا وإقامة 16 شراكات خلال هذه التظاهرة بين مؤسسات جزائرية ونظيراتها الأجنبية في مجالات اقتصادية وتجارية مختلفة. واستنادا إلى المعطيات الأولى المأخوذة من 160 استبيانا من بين 1300 استبيان سلمته الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير للعارضين في إطار دراسة أشار سليماني أنه "تم إقامة 994 اتصالا جادا بين متعاملين وطنيين وأجانب من المتوقع أن تفضي إلى التوقيع على عقود. وقد شهدت هذه التظاهرة الاقتصادية مشاركة مؤسسات أجنبية من 40 بلدا منها أهم شركاء الجزائر على غرار الصين وفرنسا و إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة واليابان. ويسطير على المشاركة العربية المغرب الممثل ب39 شركة تليه تونس 31 والأردن (30) وأخيرا مصر ب 25 شركة في حين يعد السنغال البلد الوحيد الممثل لإفريقيا في هذه التظاهرة، ويغلب على المشاركة الوطنية القطاع الخاص الممثل ب 378 مؤسسة مقابل 69 للقطاع العام، وتنشط هذه المؤسسات في قطاعات الصناعة الغذائية والطاقة والبيتروكيمياء والصناعة الغذائية والأشغال الكبرى والبناء والصناعات الكهربائية والإلكترونية والأنسجة والجلود والتأثيث والصناعات الميكانيكية وصناعة الحديد والصلب والتعدين والخدمات وكذا نشاطات الصناعة التقليدية ونظم الصالون الجزائري للتصدير"جزائر- ايكسبور" الأول من نوعه في الجزائر على هامش معرض الجزائر الدولي ال42 قصد التعريف بالإنتاج الجزائري خارج المحروقات وترقية تصديره إلى الخارج. ومن جهة أخرى، أجمع عدة متعاملين اقتصاديين عرب يشاركون في معرض الجزائر الدولي على أن انضمام الجزائر إلى المنطقة العربية للتبادل الحر سينعكس إيجابيا على مناخ التجارة والاستثمار في الجزائر ويقوي أكثر التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، حيث أبرزت مسؤولة الجناح المغربي في المعرض نادية درافات أن انضمام الجزائر لهذه المنطقة والذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري "سيسهل مهمة المتعاملين العرب في سعيهم لدخول أسواق جديدة ويعمق التعاون الاقتصادي البيني العربي. كما سيستفيد الفضاء التجاري العربي من دخول الجزائر كعضو جديد بعد خلق فرص تعاون وتبادل تجاري جديدة من شانها كذلك وضع حد للعراقيل التي لا تزال تعرفها بعض الدول العربية في مجال تشجيع الاستثمار وحركة رؤوس الأموال والكفاءات البشرية، ويعد المغرب أول بلد عربي من حيث عدد المؤسسات المشاركة في معرض الجزائر الدولي ب 33 مؤسسة تنشط أساسا في قطاع الصناعات الغذائية والميكانيكية والخدمات خاصة منها السياحة. كما يعد المغرب ثاني زبون عربي للجزائر -بعد مصر- خلال السنة الفارطة وفقا لمعطيات الجمارك الجزائرية، وقالت أيضا إن مشاركة المغرب في الطبعة ال 42 للمعرض تهدف بالأساس إلى دفع التكامل الاقتصادي بين دول المغرب العربي وتنويع التبادل التجاري بينها. ولدى تقييمها مشاركة المؤسسات المغربية في المعرض أكدت درافات أن المتعاملين الحاضرين في التظاهرة "راضون على المشاركة وعلى المناخ الاقتصادي في الجزائر حيث ستكلل مشاركة العديد منهم بتوقيع عدة عقود شراكة أو تجارة مع مؤسسات جزائرية عديدة". من جهة أخرى وحسب مسؤول بالهيئة المنظمة للجناح المصري علاء الدين يوسف فإن طبعة 2009 للمعرض جاءت في وقت مناسب بالنسبة للمؤسسات العربية المشاركة خصوصا بعد انضمام الجزائر إلى المنطقة العربية للتبادل الحر والذي من شأنه تحسين مناخ التجارة والأعمال بالجزائر، وأبرز في ذات السياق الانعكاسات الإيجابية التي ستخلقها " التسهيلات والتدابير التحفيزية في إطار هذا الفضاء وعلى رأسها إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة بين الدول الأعضاء مؤكدا أن السوق الجزائرية سوق واعدة خاصة بالنسبة للمستثمر العربي، ورغم تراجع عدد المؤسسات المصرية المشاركة إلى 24 هذا العام إلا أن الاتصالات التي تمت خلال المعرض ستكلل بتوقيع اتفاقيات تعاون وشراكة بين مؤسسات جزائرية ومصرية، كما اغتنم العديد من ممثلي المؤسسات المصرية المشاركة و التي تمثل عدة قطاعات صناعية على غرار البلاستيك والزجاج والمنسوجات- إقامة الصالون الأول للتصدير " الجزائر إكسبورت" تزامنا مع معرض الجزائر الدولي لدراسة إمكانية استيراد منتجات جزائرية من جانبهم أعرب متعاملون اقتصاديون أردنيون يعملون في عدة قطاعات صناعية عن تفاؤلهم بانضمام الجزائر إلى المنطقة العربية للتبادل الحر وهو ما يمكنها، من زيادة ثقلها الاقتصادي على الصعيد العربي من خلال تكثيف وتنويع تبادلاتها التجارية في الفضاء العربي واستقطاب المزيد من الاستثمارات العربية مستقبلا. ويمثل الأردن في معرض الجزائر الدولي من طرف نحو 30 مؤسسة جلها من القطاع الخاص تنشط في عدة قطاعات كالميكانيك والمنتوجات الصيدلانية والخدمات الطبية حيث أكد عدد من ممثليها بالمعرض أن دخول الجزائر لهذه المنطقة التجارية "سيحفز ويشجع على إقامة علاقات شراكة وتمثيل تجاري" بينهم و بين متعاملين جزائريين خصوصا بفضل إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة مما يساهم في تطبيق أسعار تنافسية للمنتوج العربي، كما أكد عدد من مسؤولي مؤسسات أردنية حاضرة بالمعرض -والتي لها تمثيل عربي ودولي- أنهم مهتمون بفتح ممثليات تجارية لمؤسساتهم عبر شراكات مع متعاملين جزائريين لتسويق منتجات صيدلانية وصناعية على غرار الحافلات.