توجه أفراد الجالية الجزائرية المقيمون في مرسيليا، بكثافة، أمس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم للخمس سنوات المقبلة من بين الستة مترشحين، وكلهم أمل في أن يروا الجزائر آمنة مستقرة يقودها رئيس، سواء كان جديدا أو جددت فيه الثقة، ويواصل حمايتها في ظل «التكالب» والمحاولات «اليائسة» التي تحاول إرجاعها إلى سنوات اللاإستقرار، وهو ما يرفضه أبناء الجالية، حيث رأوا في توجّههم إلى مراكز ومكاتب التصويت، ردّا قويا على هؤلاء ودليلا واضحا على تشبّثهم بالوطن الأم مهما كانت الظروف. ولم تمنعهم «مغريات» عطلة نهاية الأسبوع، ولا «كثرة» الأشغال التي غالبا ما تتراكم بعد أسبوع مضنٍ من العمل، من التوجه في ساعات الصباح الأولى إلى مراكز ومكاتب الاقتراع التي هيّأتها القنصليات الجزائرية عبر التراب الفرنسي. هم الجزائريون المقيمون في مرسيليا، سمعوا نداء الوطن، فلبوه لأداء «الواجب» وهم أمل في أن يفرز الصندوق رئيسا يتولى سدة الحكم في الجزائر للخمس السنوات المقبلة، ويجتاز الظرف «الصعب» الذي تمر به البلاد بأمان. تسهيلات كبيرة... واستقبال الناخبين بالقهوة والشاي ولأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن، سخّرت لهم الدولة، من خلال القنصليات الجزائرية المتواجدة في فرنسا، كافة الإمكانات والوسائل لأداء واجبهم الانتخابي في ظروف ملائمة وطبقا للقانون الجزائري وبكل حرية، حيث تم احترام الشروط المادية، بتجهيز المكاتب بكافة الوسائل والتجهيزات، كما وفرت الأوراق الخاصة بالمترشحين، بل وأكثر من هذا حضرت القهوة والشاي في استقبال الناخبين وهما رمز الجود والكرم الجزائري، أينما حلّ وارتحل، مسؤولا كان أو مواطنا عاديا. وبالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد الإمكانات البشرية لضمان التأطير الجيد لمكاتب ومراكز الانتخاب. مع العلم أن مرسيليا وحدها تحصي 65 ألف مسجل في قوائم الانتخابات، 40 من المئة منهم رجال، و60 من المئة نساء، وقد تم تخصيص 9 مكاتب لاستقبالهم طيلة أيام الاقتراع. توافد منذ ساعات الصباح الأولى ويقول عزالدين تومي، نائب مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بمرسيليا، في اتصال هاتفي ب»الشعب»، إن الجزائريين المقيمين في مرسيليا والمناطق التابعة لها، توافدوا منذ الساعة الثامنة ونصف صباحا لأداء واجبهم الانتخابي، مشيرا إلى أن معظم الوافدين في الفترة الصباحية كانوا من أبناء المنطقة والأحياء القريبة، حيث سهل الميترو عملية تنقلهم إلى مركز التصويت للقيام بعملية الاقتراع، وسط أمل في أن يساهم صوتهم في اختيار الرجل المناسب الذي سيفوز بكرسي الرئاسة يوم الخميس 17 أفريل الجاري. ولم يتخلف عن أداء الواجب لا المرأة ولا الرجل، وحضر بقوة أبناء الجالية الأكبر سنّا، وهي الفئة المعروفة بوفائها الدائم للوطن في مثل هذه المناسبات، في حين لوحظ إقبال محتشم للشباب، الذين قال بشأنهم تواتي إنه «من الصعب إقناعهم بالتصويت لصالح مترشح، باستثناء البعض فهم مندفعون». غير أن هذه الصورة، لم تمنع تواتي من إبداء بعض التفاؤل بشأن ارتفاع وتيرة الإقبال على مراكز ومكاتب الاقتراع، اليوم الأحد، كون أن هذا اليوم يتزامن وعطلة نهاية الأسبوع، حيث لا يكون العاملون بشكل خاص مرتبطين بأي موعد عمل. غياب ممثلي تواتي، رباعين وحنون رغم حرصهم طيلة 21 يوما من عمر الحملة الانتخابية على الدعوة إلى استحقاقات حرة وشفافة، وتأكيدهم على تجنيد ممثليهم في مكاتب ومراكز التصويت لمتابعة مسار العملية الانتخابية من بدايتها إلى غاية الفرز وإعلان النتائج النهائية، إلا أن اليوم الأول من التصويت بمرسيليا أبان على عجز المترشحين الثلاثة، يتعلق الأمر بلويزة حنون مرشحة حزب العمال، موسى تواتي مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، وعلي فوزي رباعين مرشح عهد 54، في تجنيد ممثلين لهم في مركز التصويت، في وقت حضر ممثلو المترشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، ومرشح جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، وهو ما يؤكد جديتهم في متابعة العملية الانتخابية، ويطرح ألف سؤال حول غياب الآخرين؟