لعبت القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية دورها في متابعة وتغطية الحملة الانتخابية ومواكبة الموعد المقرر في 17 أفريل الذي سيقول فيه الشعب الجزائري كلمته في ظل الهدوء والالتزام. وتشرح مديرة القناة السيدة العالية بهيج في هذا الحوار كيف تابع صحافيوها وتقنيوها وتيرة السباق بين المترشحين وممثليهم وكيف حرصت القناة على ضمان خدمة عمومية كما تحدد للوهلة الأولى أهم العبر التي تم استخلاصها على درب تعميق التعددية السياسية وتجذير حرية التعبير في إطار قيم الأخلاق واحترام إرادة المواطنين بعيدا عن أي ضغوط أو تشويش على إرادتهم. وفيما يلي مضمون الحوار: ^ الشعب : انتهت الحملة الانتخابية وأمام المواطنين بات المشهد كاملا، كيف تعاطت قناتكم مع هذه الحملة القوية لنقل الواقع للمستمع؟ ^^ السيدة بهيج : لدينا ضمن مسار الإذاعة الوطنية وبالذات القناة الثالثة تجربة متقدمة في التعامل الإعلامي مع أحداث وطنية بهذا الحجم والأهمية. كان من الواجب علينا بمعيار الخدمة العمومية التي نسهر على ضمانها متابعة وتغطية نشاطات كل المترشحين للانتخابات الرئاسية وأعددنا لذلك ست فرق كاملة من صحافيين وتقنيين وسائقين تابع كل فريق مترشحا طيلة فترة الحملة، في سباق أشبه بماراطون، فرض على فرقنا مثل الزملاء من باقي وسائل الإعلام التكيف مع وتيرة المترشحين. وبفضل النظام الرقمي والجيل الثالث للهاتف النقال تمكنا من متابعة كل صغيرة وكبيرة ليس في المدن فقط وإنما – وهذا مهم- في كافة المناطق البعيدة والمعزولة التي تنقل إليها الفرسان الستة الذين كان أغلبهم ينظمون من تجمعين إلى ثلاثة تجمعات في اليوم. حرصنا على متابعة كامل المادة الإعلامية التي تبث عبر الأثير يوميا وتدقيق أوقات كل واحد ضمانا لقاعدة العدالة والإنصاف، لذلك أعرب عن كامل الرضا من جانبي على الأداء الذي قدمته القناة الثالثة بموضوعية والتزام وتوازن بما يجعل المواطن والمستمع في صورة الحدث فيتشكل رأيه بكل رصانة. وفرنا لممثلي المترشحين مساحة واسعة للتعبير فشاركوا إضافة للبرامج السياسية في برامج متخصصة كالصحة والبيئة والاقتصاد للتعبير عن رؤية ومواقف كل واحد. كانت فرقنا في الوقت الحقيقي مع نشاط الحملة كما أن المترشحين بدورهم أدركوا أهمية العمل الجواري بحرصهم على كسب ثقة الصحافيين بدل النفور منهم علما أنهم كانوا يختارون المقاطع التي تبث بحرية ونسهر فقط على منع أي قذف أو مساس بالأشخاص ضمن أخلاقيات المهنة وتجسيدا لروح التعددية وحرية التعبير. عزيمة، مهنية وصدق ^ وعلى المستوى المركزي للقناة كيف كانت تجري الأمور؟ ^^ على مستوى المقر المركزي للقناة كان هناك نشاط وحضور مكثف لجميع أفراد الطاقم على كافة المستويات. من أجل الحصول على المعلومة في الوقت وبالوضوح المطلوب واجهتنا بعض الضغوط في عدد من المناطق التي تعرف تغطية ضعيفة بنظام الأنترنيت، وركب صحافيونا وعناصر فرقنا الميدانية مخاطر التنقل عبر الطرق بكل ما يمكن توقعه من حوادث محتملة، إنها فعلا مهنة المخاطر لكنها شيقة طالما أن الخدمة لفائدة الوطن والمواطن. أقول بكل تواضع لقد نجحنا كقناة في هذا الموعد وسنواصل بنفس العزيمة والمهنية والصدق. 14 صحفيا إلى المناطق الداخلية إلى جنب الإذاعات المحلية ^ عشية يوم الاقتراع، كيف تتعاملون مع الموعد؟ ^^ بخصوص الترتيبات التي يستدعيها يوم الاقتراع الخميس المقبل، أعددنا مخطط عمل يشمل تغطية نشاطات المترشحين ومتابعة يومهم الانتخابي ولكن أيضا يتوجه 14 صحفيا إلى المناطق الداخلية حيث لا تتوفر الإذاعات المحلية على صحافيين يتقنون اللغة الفرنسية والعمل جنبا إلى جنب لتبليغ رسالة إعلامية واضحة ومن الميدان. وأريد هنا أن أشير إلى نموذج لصحفية ذات مسار طويل هي جويدة عزوق التي قضت 22 يوما بالتمام وأعدت 24 موضوعا مختلفا من 24 ولاية اهتمت فيها أساسا بالمواطنين من كافة الشرائح من نساء وشباب وعجزة إلى جانب إعطاء الكلمة للمنخرطين في العمل الحزبي وسلطت بالمناسبة الأضواء على مناطق معزولة أمكنها أن تعيش على نبضات الانتخابات. تبين أن السياسة أصبحت من تقاليد الأسرة الجزائرية حيث النقاش والحوار أمر عادي مما يعزز من قوة الجزائر. ونحرص على تحفيز وتحسيس المواطنين بضرورة الذهاب إلى الانتخابات وممارسة حق المواطنة وبالتالي جعل إرادة الشعب تحسم المنافسة واحترام اختيار أغلبية الناخبين في كنف الهدوء والتمدن. ينبغي على الجميع أن يشارك في الاقتراع بكل حرية وعدم السقوط في ما يروج له البعض من أحكام مسبقة لا يجب على الشباب خاصة الاستسلام لها. في هذا الإطار ولترقية روح المواطنة يتم بث ومضات باللغات العربية، الأمازيغية والفرنسية تحث الشباب والمواطنين على الذهاب إلى التصويت بكلمة ،، انتخب،،. لنقدم صورة قوية للعالم وأن يحترم كل واحد قواعد الديمقراطية ^ هل تم استخلاص بعض العبر من هذه التجربة الجديدة، وما هي الرسالة التي توجهينها للمواطنين؟ ^^ ما يمكن استخلاصه للوهلة الأولى اعتقادي بأنه في المستقبل ينبغي على المترشحين لمثل هذه المواعيد أن يستعينوا بخبرات أهل الاختصاص في الاتصال والإعلام من احترافيين تزخر بهم الساحة الإعلامية الوطنية المتشبعة بقيم حرية التعبير المكرسة في بلادنا. يبدو لي أنه يجب الانتقال إلى مستوى أعلى في مجال تسويق الصورة والخطاب الانتخابي. وبالمناسبة أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديري وشكري لكافة أفراد القناة على جديتهم والتزامهم وموضوعية أدائهم المهني. إنهم حقيقة احترافيون ومثال آخر للخدمة العمومية تجاه المستمعين والوطن بعيدا عن السقوط في البحث عن السبق بأي ثمن فالجزائر بكل ما تمثله عنوان فخر ورمز وجود للجميع ينبغي صونه والدفاع عنه. وبالنسبة للمواطنين الجزائريين فلدي قناعة بأنه من الواجب والضروري أن يتوجهوا بكثافة للإدلاء بأصواتهم لتقديم صورة قوية للعالم وأن يحترم كل واحد قواعد الديمقراطية بأن تحترم إرادة الأغلبية وأول التزام تجاه وطننا أن ننتخب جميعا في ظل الهدوء والاحترام.