اختتمت صبيحة أمس فعاليات الصالون الجهوي للصناعات التقليدية الذي احتضنته قاعة الأفراح وسط مدينة سطيف، بعد أن امتد على مدار 3 أيام متواصلة، ويأتي تنظيمه تزامنا واليوم الوطني للصناعات التقليدية والذي تم اعتماده منذ 3 سنوات قبل الآن كتاريخ رسمي للاحتفال بالقطاع وقد حمل هذا العام شعار "أصالة وإبداع". التظاهرة جاءت من تنظيم وإشراف مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرفة الصناعات التقليدية بالولاية، وهذا بالتنسيق مع مديرية السياحة التي تعتبر شريكا فعالا بالنظر إلى الأدوار التي تلعبه في مجال التعريف بالمنتوج الحرفي والموروث الثقافي الجزائري الذي يمتاز بغناه وثراءه وكذا تنوعه، وحسب ما أفاد به مدير الغرفة المنظمة "زوبير بوكعباش" فإن الصالون ضم 42 عارضا قدموا من مختلف ربوع الوطن شرقا، غربا ووسطا منها؛ الجزائر العاصمة، قسنطينة، البويرة، الشلف، تيزي وزو، سكيكدة وبشار فضلا عن مشاركات حرفيين محليين يمثلون عددا من الجمعيات الناجحة محلا ومنها جمعية «المجد» وحركة النساء الجزائريات للتضامن مع الأسرة الريفية، والذين حاولوا هم بدورهم تجسيد التراث السطايفي العريق، وقد سعى هؤلاء المشاركون من خلاله إلى التعريف بالمنتوجات التقليدية التي تضرب بعمق في جذور التراث الجزائري الأصيل، وأخرى عصرية بعد أن حاكوا القديم وأضفوا عليه نوعا من الإبداع الحداثة، وتضمنت أجنحة الصالون ألبسة، أكلات، حلويات، حلي، فخار ونحو ذلك، ومن بين الأجنحة اللاّفتة في المعرض جناح الصّناعات الجلدية الموغلة في الأصالة والتّميز والإتقان ويشرف عليه الحرفي «روباش رشدي» الذي أمتع الحضور من خلال مصنوعاته المتمثلة في أحذية ومحافظ يدوية صغيرة صنعت من جلد التماسيح والثعابين والبقر.. إضافة لجناح الرّسم على القماش الذي أبهر الزوار برسوماته الأصيلة والمنوعة هذا وأضاف ذات المتحدث في معرض حديثه ل"الأيام" أن تنظيم هذا النوع من المعارض جاء بهدف خلق فضاءات للتعارف بين مختلف حرفي ربوع الجزائر، وبالشكل الذي يضمن تبادل الخبرات بينهم، ويسهم من ثمة في تفعيل النشاط الاقتصادي على وجه العموم، جدير بالذكر أن الصالون -حسبه- عرف عند افتتاحه تكريم أحد الحرفيين في اختصاص النحاس وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء ولاية سطيف، فيما تم توزيع جائزتين للإبداع، فأما الأولى فتخص أحسن جناح، وأما الأخرى فتخص أحسن منتوج محلي، إلى جانب هذا تكريم الحرفية "عراس الضاوية" من بلدية "بيضاء برج" التابعة لسطيف وهذا نظير مشاركتها في الصالون الوطني للصناعات على مستوى الجزائر العاصمة أين استطاعت افتتاك المرتبة الأولى في انتظار أن تحظى بتكريم وزير القطاع قريبا، زيادة على نجاحها أيضا وبامتياز في نقل الموروث الثقافي ل"البنوار السطايفي" خارج الوطن عن طريق فلاحها في تجسيد شراكة مع حرفي "تركي" واستطاعت أن تحقق بالتنسيق معه ما يعرف بالتزاوج الثقافي، إلى جانب ابداعتها القيمة في مجال المودلات الجديدة، وحرصها الدؤوب على تعليم الفتيات وإنجاز مجلة دورية في الاختصاص، أما عن نوعية الإقبال فأفاد ذات المصدر بأنه ورغم برودة الطقس واستمرار تهاطل الأمطار بين الفينة والأخرى إلا أن الإقبال كان قويا على الصالون. وقد كشف مدير الغرفة عن برنامج طموح يتضمن نظام تنشيط الانتاج المحلي في مجال الترصيص الصحي وامتدادات الغاز والمياه والكهرباء، وهذا بالتنسيق مع الشريك الأجنبي الممثل في مكتب التعاون الألماني "جي تي زاد" والوزارة الوصية، ويهدف في الأساس إلى تجميع أصحاب هذا الحرفة في شكل تجمعات حرفية ومرافقتهم ماديا ومعنيا من خلال برنامج تكويني يمتد لسنوات قصد الحصول على المشاريع المسطرة ضمن البرنامج الخماسي الجاري. نشير في الأخير أن المشاركين في الصالون أبدو استحسانهم الكبير لمستوى التنظيم والتسيير من قبل الجهة المنظمة، حيث أكدوا أنه يختلف اختلافا كليا عن أجواء المعارض السابقة.