تمكنت مصالح الأمن الحضري الرابع بالمدية من فك لغز حادث المرور المميت الذي وقع يوم 07 ماي الجاري، والذي تسببت فيه حافلة نقل الطلبة الجامعيين بحي ثنية الحجر بالمدية، راح ضحيته شخص يبلغ من العمر (66 سنة). وقائع القضية وحسب المعاينة الأولية لعناصر الشرطة فور الحادث تبين أن صاحب حافلة نقل الطلبة الجامعيين ركن حافلته بمنحدر على حافة الطريق بهذا الحي وبالضبط بالقرب من العيادة المتعددة الخدمات لاقتناء بعض الأغراض الشخصية من إحدى الصيدليات المتواجدة بعين المكان، لينزل تاركا محرك الحافلة يشتغل، وفجأة شاهد الحافلة تتحرك من مكانها لتتجه لوحدها إلى آخر الطريق لتصيب الضحية الذي كان يعبر الطريق فأردته قتيلا، مع إصابة اثنين آخرين بجروح، كما خلف الحادث خسائر مادية معتبرة تسببت في تحطيم (09) سيارات كانت مركونة على حافة الطريق. وبعد التحقيق الذي فتحته هذه المصالح الأمنية ، ومن خلال التصريحات التي أدلى بها سائق الحافلة كونه (شاهدا) لاحظ تواجد شابين داخل الحافلة يقومان بتحويلها من مكانها مقدما بذلك مواصفات لهذين الشابين، وفي ظرف جد قياسي تمكنت عناصر البحث والتحري بهذا الأمن الحضري من تحديد هوية المشتبه فيهم من خلال المواصفات التي قدمها السائق، أين تم توقيفهم وعرضهم على السائق الذي تعرف على اثنين منهم من الوهلة الأولى، علما بأن المشتبه فيهم تتراوح أعمارهم ما بين (18 و22) سنة. وبعد التحقيق معهم اعترف أحدهم أن القاصر (ك. ف) هو من صعد على متن الحافلة وقام بتحرير المكبح اليدوي لها، مما أدى إلى تحرك الحافلة من مكانها، وعند محاولته توقيفها فقد السيطرة عليها مما جعله يقفز منها تاركا إياها تسير لوحدها، إلى غاية حدوث الكارثة، الأمر الذي اعترف به القاصر عند سماعه في محضر رسمي بحضور ولي أمره، الذي أقر بأنه حقا ركب الحافلة وقام بتحرير المكبح اليدوي دون أن يقصد الإضرار بالغير، بل فعل ذلك من باب الفضول والمزاح، أما المشتبه فيه الثالث فقد أنكر قيامه بذلك جملة وتفصيلا. وبعد ذلك تم تحرير محاضر قضائية ضد المشتبه فيهم كما تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية، فأداع كل من القاصر (ق .ف) و المدعو ( م.ع. ح) الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بالمدية، فيما استفاد المدعو ( ق .ا) من استدعاء مباشر، أما السائق فقد وضع تحت الرقابة القضائية، عن قضية القتل الخطأ متبوع بتحطيم ملك الغير.