ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 282 شهيدا، إضافة إلى أكثر من 700 جريح منهم 180 في حالة خطيرة، حسب ما أفادت مصادر طبية فلسطينية، في حين تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الثاني، واستهدفت إحداها مكانا قريبا من مقر الحكومة الفلسطينية المقالة. وفى مواجهة هذه المحرقة الإسرائيلية الجديدة أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصميمها على مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ صباح السبت على قطاع غزة، ودعت إلى رد فلسطيني يتخذ شكل انتفاضة جديدة. وطالبت الدول العربية بموقف عملي لإنهاء هذا العدوان. ورغم بشاعة الجريمة الإسرائيلية قالت في غزة الحكومة المقالة التي تقودها حماس: إنها لن ترفع الراية البيضاء. ولن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني مهما بلغت قسوة الاعتداءات الإسرائيلية، معتبرة أن الاستهداف الإسرائيلي لمقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية في القطاع يؤكد مدى الهلع الإسرائيلي من صمود الفلسطينيين . وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو في مؤتمر صحفي في القطاع: إن المجزرة الإسرائيلية تهدف إلى ضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، لكنها لن تفت من عضد الفلسطينيين أو تجبرهم على ترك خيار المقاومة. ودعا النونو الدول العربية وأحرار العالم إلى قول كلماتهم، وأضاف: لن نقبل عبارات الإدانة والاستنكار وعلى أطراف الإقليم تحمل مسؤولياتها. ومن جانبه دعا رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان السبت. وقال مشعل في حلقة يوم السبت من برنامج حوار مفتوح على شاشة قناة الجزيرة الفضائية: إن هذا وقت الانتفاضة الثالثة، داعيا سكان الضفة الغربية إلى التظاهر والتضامن مع إخوانهم في قطاع غزة، وفصائل المقاومة إلى تنظيم وتوحيد الصفوف حتى يعرف هذا العدو أنه لن يستطيع هزيمتنا. وناشد رئيس المكتب السياسي لحماس الفصائل الفلسطينية التكاتف في الانتفاضة القادمة من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي، وخص بالذكر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وسماها فتح البندقية والانتفاضة والكفاح، وقال إنها مستهدفة مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي وكل الفصائل. وكان موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس رفض الاتهامات التي وجهها نمر حماد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية لحماس وحمل فيها حماس مسؤولية تدهور الأوضاع بالقطاع. وقال أبو مرزوق في اتصال هاتفي: إن هناك أطرافا تحض على العدوان الإسرائيلي على القطاع، واصفا ذلك التصعيد بأنه إبادة جماعية في حق الفلسطينيين. في حين أكد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أن وصل أمس إلى العاصمة المصرية وفد أمني إسرائيلي لمناقشة الطلب المصري بوقف العدوان العسكري الذي بدأ السبت على قطاع غزة، وذلك وسط معلومات تفيد بأن الجانب الإسرائيلي سيركز على تبرير عملياته التي خلفت أكثر من 282 شهيدا بأنها لم تستهدف المدنيين وأنها ركزت على المسلحين الفلسطينيين. وقد نددت الرئاسة المصرية بالاعتداءات على غزة، واستدعى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط السفير الإسرائيلي بالقاهرة. وأعرب له عن رفض القاهرة للعدوان الإسرائيلي. كما أصدر الرئيس مبارك تعليماته باستقبال كافة جرحى العدوان الإسرائيلي عبر معبر رفح، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية. وحمّلت مصر إسرائيل مسؤولية ما سيسفر عنه العدوان على غزة، في وقت تعرضت فيه حكومة القاهرة لانتقادات شعبية متزايدة حملتها مسؤولية ما يجري في القطاع واتهمتها بالتواطؤ مع إسرائيل. وأوضحت رئاسة الجمهورية في بيان أن إسرائيل استمرت في التلويح بالتصعيد العسكري في غزة خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن القاهرة حذرت من هذا التصعيد وتداعياته. وذكر البيان أن مصر دعت الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع جهودها لتمديد التهدئة، والامتناع عما يتيح الذرائع لإسرائيل للعدوان على غزة. كما اتهم تل أبيب والفلسطينيين بعدم التجاوب مع الجهود المصرية خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن هذا لن يمنع من مواصلة هذه الجهود. وفي هذه الأثناء قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: إن إسرائيل لن تقبل بوقف غاراتها على غزة، مضيفا إلى أن جيشه قد يقوم بتنفيذ عملية برية في القطاع إذ ما اقتضت الضرورة ذلك. وفي رده على سؤال حول السبب الذي دفع الشرطة في الحكومة المقالة لإقامة حفل تخرج للمجندين الجدد في غزة في ظل تهديدات واضحة من الحكومة الإسرائيلية باستهداف القطاع، أجاب نزال بأنه لم يطلع على الظروف والملابسات التي دفعت الشرطة الفلسطينية هناك لاتخاذ مثل هذا الموقف. وطالب نزال باتخاذ إجراءات عملية من قبل الدول العربية من بينها قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وفتح معبر رفح وكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والضغط على المجتمع الدولي لإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني.