تميز اليوم الثاني من العدوان الصهيوني على غزة بتعميق الضربات وتوسيع مجالاتها كما صرح بذلك يهود باراك وزير الحرب الصهيوني.. حيث قامت طائرات الاحتلال الاسرائيلي ظهر امس الأحد بقصف مجمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية - "سرايا غزة" - ما ادى الى تدمير اجزاء كبيرة منه والسجن المركزي الرئيسي. * * قصف مقرات الشرطة والمساجد ومستودعات الدواء * مسيرات الشهداء تجوب قطاع غزة * نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي * * ولقد سقط عدد من الشهداء والجرحى جراء عمليات القصف للمقر المذكور. من جهتها اكدت مصادر طبية ان عدد شهداء المجزرة الاسرائيلية التي تتواصل منذ ساعات صباح السبت على قطاع غزة ارتفع الى اكثر من 283 شهيد و900 جريح، جراح 120 منهم وصفت بالخطيرة، موضحة ان نسبة كبيرة من الشهداء هم من المدنيين والنساء والأطفال. * ومن جهته، اعلنت حركة "حماس" امس الأحد انها ترفض فتح معبر رفح الحدودي مع مصر امام الجرحى فقط، وتطالب مصر في المقابل بفتح المعبر من دون شروط واعلان انتهاء الحصار على قطاع غزة الذي يتعرض لغارات اسرائيلية أوقعت حتى الآن قرابة 280 قتيل. * وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم: "نحن رفضنا هذا المنطق الغريب ان يفتح معبر رفح امام الجثث المقطعة الأوصال ويغلق على مليون ونصف من الأحياء في غزة". واضاف: "نؤكد انه اذا كان لا بد من موقف مصري وعربي مسؤول ان يصار الى اتخاذ موقف فوري وعاجل بأن قطاع غزة انتهى حصاره وبدأت مرحلة الإمداد الى غزة بكل الانواع". وقال برهوم: "نستنكر ان يفتح معبر رفح للحالات الحرجة جدا التي لن تصمد امتارا بعد خروجها من غزة، بينما يغلق معبر رفح على مليون ونصف من الأحياء على مدار عامين ماتوا موتا بطيئا دون ان تسمح القيادة المصرية بفتح المعبر تحت حجج واهية وغير مبررة". وتابع: "بالتالي نحن نقول اذا كان لا بد من موقف مصري ان يعلنوا الآن ان حصار غزة انتهى وان المعبر مفتوح الى الأبد وان يبدأوا بإمداد قطاع غزة بالغذاء والدواء والوقود والطواقم الطبية. هذا هو الموقف الذي يجب ان يكون". * ومن جانبه، اكد معاوية حسنين، مدير مستشفى الشفاء بغزة ان ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى سقطوا في غارة اسرائيلية استهدفت مجموعة من القسام في حي المنصورة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، منتصف الليلة، سبقها 3 شهداء واربعة جرحى سقطوا في غارتين اسرائيليتين، احداهما على حي الزيتون خلفت شهيدا واربعة جرحى والأخرى في جباليا خلفت شهيدين. * واضاف حسنين ان هناك 15 شهيدا مجهولي الهوية في مسشتفيات القطاع، عثر عليهم تحت الاأقاض، مؤكدا أن 80 شهيدا وصلوا الى المشافي عبارة عن اشلاء، وهناك عشرات الضحايا مازالوا تحت انقاض المقار التي قصفت، مشيرا إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولى، وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة، مناشدا الدول العربية واتحادات الأطباء بإرسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر. وقال إن غالبية الجرحى بحالة خطيرة ولا يمكن نقلهم الى اي دولة عربية الا بعد استقرار وضعهم، مناشدا ارسال مروحيات خشية على حياتهم. * * قصف وأشلاء ودماء وحصار يعيق العلاج * * في غزة لا يعرف المواطنون ما الحيلة وما الذي يجب عليهم القيام به، هذا والد أخذ طفله طلبا لمكان آمن حيث لا مكان، وهذه أم تلتصق بأطفالها طلبا للأمان كما يلتصقون بها وليالي القصف ترعبهم وتلتصق بأذهانهم صور الشهداء الممزقين والدماء وأصوات الغارات والانفجارات التي لم تبارح غزة ليومين متواصلين. * الاستهداف مباشر لكل ما هو متحرك وساكن في غزة، أم أحمد التصقت بأطفالها ليلا، حيث رفضت ابنتها مرح ترك ذراعها وطالبتها بالبقاء بقربها حتى تزول الطائرات من الأجواء ولكن لا مناص. * المعلمة مريم من وسط القطاع قالت: "صراخ الأطفال يعلو مع كل غارة وزجاج المنزل يتطاير وبعضه ينتفخ بالهواء، ثم يعود وفي كل دقيقة نتوقع ان يكون القصف القادم لمنزلك ولسيارتك أو لجارك". * وكما المواطن في منزله فإن الإعلامي الذي يواكب الأحداث أولا بأول يقع تحت هذا التهديد المباشر حتى ان بعض الفضائيات طلبت من مراسليها عدم الحركة بالشوارع خوفا من استهدافهم. * وقد أخلت بعض الإذاعات كما فضائية الأقصى مقارها ونزلت إلى الشارع خوفا من استهدف المباني، حيث تبث معظم الفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية من الأبراج السكنية المرتفعة وبين الحين والآخر تتواصل مكالمات الأهالي للاطمئنان على أبنائهم الإعلاميين بعد كل قصف. * ورغم الترقب العارم الذي يكتنف المواطنين، الا ان هناك صمودا وثباتا يمكن ان يلمسه الجميع فقد هرع المواطنون الى المنازل التي هددت بالقصف، وجميعهم يؤكد انهم صامدون، داعين المقاومة الى تلقين الاحتلال دروسا لا ينساها. فأبو جمال من مخيم جباليا - الأعلى كثافة بين مخيمات القطاع - قال ان القصف لا يمكن له ان ينتزع المواقف من القيادة السياسية التي تمنى لها السلامة في ظل القصف المتواصل. وفي غزة يسير المواطنون على اقدامهم ويتنقلون بين خيمة عزاء وأخرى يحملون مواساتهم لذوي الشهداء، كما يعودون الجرحى الذين يتواصل سقوطهم بين غارة وأخرى. * * * فضائية الأقصى تواصل البث رغم قصفها * * "نتواصل معكم من وحدة البث الخارجي.. اليكم التالي: "قصف جديد على مدينة غزة وسقوط ضحايا بين شهداء وجرحى.. ابقوا معنا وسنوافيكم بكل جديد ونرجو منكم أخذ الحيطة والحذر"، هذا ما تلج به الاذاعات المحلية في قطاع غزة والتي يحرص المواطنون على متابعتها دقيقة بدقيقة عبر هواتفهم الخلوية، حيث انقطاع التيار الكهربائي المتواصل عن مناطق واسعة من قطاع غزة بمنعهم من متابعة الفضائيات والاذاعات عبر المذياع. * وقد عمدت الاذاعات المحلية وفضائية الأقصى ومرئية الاقصى الى اخلاء مقارها في ساعات متأخرة من مساء امس في ظل تواصل الغارات الاسرائيلية والتي استهدفت في ساعات المساء مدينة اصداء الاعلامية غربي خان يونس، تلتها غارة اسرائيلية أتت على مبنى فضائية الأقصى الواقع غربي مدينة غزة بعد اخلائها بدقائق قليلة من بعض العاملين الذين استمرا في متابعة الغارات وتساقط الشهداء. ولم ينقطع بث الفضائية التي تبث حاليا من مكان خفي، حيث اكدت الفضائية على لسان مذيعها أن القناة ستواصل عملها وبثها كالمعتاد، بالرغم من تدمير مبنى القناة، مضيفا "أن القصف لم ينل من عزيمتها على نقل معاناة الشعب الفلسطيني والكشف عن همجية الاحتلال". * وواصلت قناة "الأقصى" بثها كالمعتاد واستكمال تغطيتها المباشرة لمجزرة غزة الكبرى، على الترددات نفسها، حيث كانت كما يبدو، قد أعدت خطة عمل بديلة لأي طارئ، الأمر الذي أفشل سعي الاحتلال لإسكات صوتها الذي يصل إلى مختلف دول العالم وليس إلى داخل فلسطين فحسب. *