3500إصابة بسرطان الرئة و10 آلاف ولادة مبكرة في إطار إحياء اليوم العالمي ضد التدخين الموافق ل31 ماي من كل سنة، نظمت، أمس، جمعية "الفجر" بمنتدى "المجاهد"، ندوة نقاش حول "التبغ والتشريعات"، التي ربط فيها البروفيسور سليم نافتي تنامي عدد المدخنين أساسا بعدم تطبيق العقوبات ضد من يخترقون القانون في الأماكن التي يمنع فيها التدخين. فالخلل، بحسب البروفيسور سليم نافتي، لا يتعلق بوضع القوانين، لأن الجزائر بها 76 قانونا أو مرسوما يمنع ويحدد الأماكن التي لا يمكن لأيّ شخص فيها التدخين ولكن الواقع يعكس غياب الصرامة في تطبيقها حتى في المستشفيات، الإدارة، المؤسسات التعليمية وغيرها. وفي إحصائيات قدمها البروفيسور، أكد تضاعف ظاهرة التدخين التي طالت حتى الأطفال في المدارس الابتدائية، حيث وصلت التحقيقات التي قام بها مجموعة من الأطباء، أن 7 من المائة من تلاميذ الطور الابتدائي يدخنون علبة سجائر واحدة في اليوم، مقابل 11 من المائة من تلاميذ الطور المتوسط يدخنون ما يقارب علبة ونصف في اليوم، أما في الطور الثانوي فالنسبة هي 16 من المائة، ثلثا هذه النسبة فتيات. وأضاف. أن 50 من المائة من مجموع الثانويين المدخنين تعاطوا القنب الهندي. أما في الجامعة ف24 من المائة من الطلبة الجامعيين يدخنون أي واحد من خمسة منهم، هذا الوضع، بحسب البروفيسور، يستدعي دق ناقوس الخطر، وضرورة حماية الأجيال القادمة، لأن الأرقام مخيفة ومروعة. وكشف سليم نافتي، أن استفحال هذه الظاهرة أهم سبب في انتشار الأمراض القاتلة كالسرطان، حيث سجلت مصلحة الأمراض الصدرية لمستشفى مصطفى باشا، الذي يشرف على تسييره 75 من المائة من مرضاه يعانون من هذا الداء الخبيث، كما يتم تسجيل 3500 إصابة بسرطان رئة جديدة سنويا، مضيفا أن مصلحة الولادة تسجل سنويا 10 آلاف ولادة قبل الأوان بسبب التدخين، وكذا 700 حالة جديدة بمصلحة أمراض القلب مرتبطة بالظاهرة. وما يزيد من خطورة الوضع، أن 50 أو 60 من المائة من السجائر التي يتعاطاها المدخنون مستوردة، ما يعكس الاستثمار المالي الكبير في هذه المادة القاتلة والتي وصفها البروفيسور سليم نافتي بمافيا التبغ. وقال البروفيسور سليم نافتي، إن التدخين يقتل أكثر من حوادث المرور، لأنه في كل يوم يموت 40 شخصا بسببه، أي 15000 شخص يموتوت سنويا. وذكر في الأخير، أن التحاليل التي أجراها مخبر كندي على السيجارة المحلية تحتوي على مادتي القطران والنيكوتين بكمية أكبر قد تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالمستوردة. أما المحامية حوحو، فأكدت على ضرورة تفعيل تلك المراسيم التنفيذية إلى قوانين، لأن التدخين خطر على المدخن وعلى المحيط بصفة عامة، ولن تجدي في غياب فاعلية وإرادة قوية من أجل تطبيقها، مع توسيع دائرة الأمكنة التي يمنع فيها التدخين، خاصة المدارس، الجامعات، الإدارة، المستشفيات ووسائل النقل، فهذه الظاهرة القاتلة، بحسب المحامية حوحو، تستدعي محاربتها بكل قوة لأنها مست حتى الأطفال الصغار. كما أوصت بتقنين ومراقبة تجارة التبغ، خاصة البيع والإنتاج، مع التركيز على تنظيم مكوناتها لتكون السيجارة إقل خطرا وضررا على متعاطيها. كما أبرزت أهمية منع أي إشهار مباشر أو غير مباشر للتبغ، ملحة على ضرورة تطبيق العقوبة ومضاعفتها، لأن الأولوية يجب أن تكون للصحة العمومية.