تتواصل معاناة اللاجئين داخل السودان وتزداد احتياجاتهم للمساعدات الإنسانية، في وقت لا تلتزم فيه المجموعة الدولية بتوفير العائدات المالية اللازمة لسدّها وتذليل مآسي هؤلاء النازحين، ودقت أمس الأممالمتحدة ناقوس الخطر، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل أسرع، قبل أن تتفاقم الأوضاع إلى كوارث لا يمكن التحكم فيها. وعبّر منسق الأممالمتحدة للشؤون التنموية والإنسانية في السودان علي الزعتري، أمس، عن قلقه من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في السودان وعدم قدرتها على الوفاء بها. وحذر من «أن انعدام التمويل المطلوب للاحتياجات الإنسانية يعرض حياة مئات الآلاف من المتأثرين من الصراع في مختلف أنحاء السودان للخطر». وأضاف الزعتري، في بيان له، إن الأممالمتحدة وشركائكها لم يحصلوا إلا على 33٪ من التمويل المطلوب والبالغ قدره 995 مليون دولار أمريكي المخصص لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2014. وأوضح «بينما التمويل الدولي للاحتياجات الإنسانية في السودان بدأ بالتراجع في ظل النزاعات الناشئة في المنطقة ولغيرها من الأسباب، فإن الاحتياجات الإنسانية في السودان في تزايد، حيث بلغ عدد النازحين بسبب النزاعات في الربع الأول من عام 2014 ما يقارب 300,000 نسمة في دارفور وحدها بالإضافة إلى 2 مليون شخص كانوا قد فروا من دارفور في السنوات السابقة خوفا من الصراع».ودعا الزعتري المجتمع الدولي إلى التدخل السريع والفعال لإنقاذ آلاف المتأثرين من الصراع المسلح في السودان. وتقاتل الحكومة السودانية ثلاث حركات مسلحة بدارفور، منذ العام 2003، وهي حركات «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم، و»جيش تحرير السودان» بزعامة مني مناوي، و»تحرير السودان» التي يقودها عبد الواحد نور.كما تقاتل الحركة الشعبية الحكومة السودانية منذ جويلية 2011 في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، وتتشكل الحركة من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005 ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011. الوكالات