دعا وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، إلى تنسيق الجهود الجهوية والدولية لمكافحة الإرهاب بالمغرب العربي والساحل، وجدد تأكيد الجزائر على تشجيع الحوار الشامل داخل البلدان التي تعرف قلاقل أمنية في المنطقة، معتبرا أنه الطريق الأنسب نحو الانتقال السياسي الناجح. قال لعمامرة، أمس، أن التهديدات الأمنية والإرهابية في المغرب العربي ومنطقة الساحل أصبحت معقدة وعابرة للأوطان، وأكد في كلمة له بمناسبة افتتاح المنتدى الاستراتيجي الدولي المنظم من قبل معهد الشرق الأوسط وجنوب آسيا للدراسات الاسترايتيجية (نيسا) التابع لوزارة الدفاع الأمريكية بالتنسيق مع وزارة الخارجية، قرأها نيابة عنه السفير أحسن بوخالفة مدير بالوزارة أن «جبهة اللااستقرار الجديدة مرتبطة بالوضع في ليبيا وتداعياته الجهوية». وأشار إلى أن العنف الدائر في ليبيا حاليا، كان متوقعا وسبق أن حذرت منه الجزائر، موضحا أن رقعة اللاأمن توسعت إلى كامل المغرب العربي والساحل وغرب إفريقيا، بعد ازدهار النشاطات الإجرامية والإرهابية. وبعد تنبيهه للخطر الإرهابي وتشابكه مع نشاطات الجريمة المنظمة، لفت لعمامرة، إلى أن الأزمة في ليبيا أدت إلى تدفق هائل للأسلحة في المنطقة في انعكاس فوري ومباشر للحرب التي عرفتها سنة 2011. ورأى وزير الخارجية في تنسيق العمليات وتبادل المعلومات ضرورة ملحة يجب أن تميز العمل اليومي للفاعلين الوطنيين، الجهويين والدوليين، مشيرا إلى أن ما يسمى «بالربيع العربي» سمح للجماعات الإرهابية المحلية من رفع تأثيرها الإيديولوجي وقوتها المادية ما أدى إلى اتساع رقعة التحديات المطروحة. وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن الجزائر تشجع كل الأطراف المعنية سواء في مالي أو ليبيا أو البلدان الأخرى على تفضيل الحوار الشامل الذي يسمح بنبذ العنف، والدخول في مسار الانتقالي السياسي الآمن. وأضاف «أن هذا الخيار سيتوجب تعزيزه بالتكفل الحقيقي والناجع بالمشاكل السياسية الأمنية والاقتصادية للدول المعنية، والحاجيات الاجتماعية والتربوية». وقال لعمامرة، أن إعادة تموقع تنظيم القاعدة في إفريقيا وانتشار النشاطات الإجرامية لجماعة بوكو حرام إلى وسط إفريقيا، «يثير انتباهنا إلى هشاشة الدول الواقعة تحت الشريط الصحراوي وتستدعي التعجيل بإقامة تقييم حقيقي للتهديد والتكفل الفعلي ودعم حاجات البلدان وشعوب المنطقة. وأكد رمطان لعمامرة، في كلمته الموجهة للخبراء القادمين من الولاياتالمتحدة، مصر، موريتانيا، تونس، ليبيا والمغرب، أن «الحرب ضد الإرهاب وجرائمه المترابطة يجب أن تكون دائمة ومنسقة، لكون الجماعات الإرهابية تمتلك قدرة فائقة على التكيف مع المتغيرات والوضعيات». هذا وسيقدم الخبراء المشاركون في المنتدى الدولي حول التهديدات العابرة للأوطان في المغرب العربي، تحليل وتقييمات للوضع الأمني الذي تشهده المنطقة وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية على الشعوب، وستختتم جلساته التي ستجرى دون حضور وسائل الإعلام، غدا الخميس.