الجزائر أنجبت خيرة الأدباء الذين يكتبون بالعربية أثار الروائي رشيد بوجدرة ضجة وسط الأدباء والمثقفين والناشطين المصريين، بسبب تصريحاته التي أطلقها في إحدى ندواته، قائلا: «بأنه لا يوجد أدب في مصر لأنه ما كتب فيها بلهجة محلية»، معتبرين ذلك إهانة وانتقاص للدور الثقافي والتنويري المصري. وحسب موقع وكالة الأنباء للشعر، فإن الروائي رشيد بوجدرة أكد في حديث له ضمن فعاليات المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، خلال ندوة لتكريم «جابرييل غارسيا ماركيز» إنه لا يوجد أدب في مصر» في سياق حديثه عن غياب حركة نقدية عربية تواكب ما يكتب، مشيرا بأن الموجودين ليسوا سوى صحفيين يتحدثون عن أي شيء (الأدب والسينما والمسرح والفن التشكيلي) دون تخصص. وذكرت الوكالة أن الشاعر المصري سمير درويش طالب رشيد بوجدرة بشرح ما قاله بشكل موسع، مستنكرا تصريحاته عن الأدب المصري، ورد بوجدرة «إنه لا توجد رواية في مصر، فالروايات التي يكتبها المصريون محلية لا علاقة لها بالرواية المغاربية أو العالمية»، وإنه لا يوجد بها شعر كذلك، فالشعر في بلاد الشام، وإن المصريين متمكنون في القصة القصيرة فقط». من جهته، وصف الكاتب المصري «علاء الديب» تصريحات الروائي رشيد بوجدرة، ب «أحكام عامة لا يصح أن تصدر عن مثقف، وقال أن الأديب الجزائري يتجاهل دور مصر ومثقفيها المصريين ودور القاهرة وكل محاولات التنوير التي قامت بها العاصمة المصرية في العالم العربي. وشدّد على أن الكتاب والأدباء لم يعانوا يوما من ازدواجية اللغة مثلما يحدث مع الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية على حد تعبيره . ويبدو أن الكاتب علاء الديب نسي أو يتناسى أن الجزائر أنجبت خيرة الأدباء في العالم العربي والذين يكتبون باللغة العربية، كما ظهرت أسماء دافعت عن لغة الضاد في كتاباتها. فالرواية الجزائرية عرفت أوجها خصوصا في المشهد الأدبي والثقافي بالعربية، على غرار روايات الطاهر وطار، عبد الله الركيبي، عبد الحميد بن هدوقة، رضا حوحو،وآخرين أبدعوا في كتابة القصة الطويلة (الرواية حاليا)، على غرار بوجدرة، فاسي عبد المالك مرتاض، حشلاف وزاغز. وبالتالي فالحكم على مشهد أدبي من خلال أسماء دون أخرى، هو ضرب في الخيال، لأن الأدب الجزائري ليس محصورا في هاته الأسماء دون غيرها، وهو هذا الكل المتكامل، حتى أن الروايات التي كتبها محمد ديب، رشيد ميموني، مولود فرعون كلها كتابات كانت تُشرح الواقع الجزائري المعاش، فالروائي مالك حداد كان لا يعرف العربية إلا أنه كان يدافع عنها وعن العروبة؟ وكان يعتبر نفسه منفيا في الفرنسية، فرضتها عليه ظروف الجزائر المستعمرة، غير أنه رفض الكتابة بها بعد الاستقلال واعتبر أن مهمة الكتاب الجزائريين بالفرنسية قد انتهت.