مباشرة بعد انتهاء المباراة الأولى بدأ الفريق الوطني محاولة تدارك الموقف و استرجاع الحظوظ ، لاسيما و أننا لمسنا أن التركيز كان كبيرا على اللقاء الأول منذ عملية القرعة التي أوقعتنا أمام الشياطين الحمر ,, فالتفكير الاحترافي و في منافسات من هذا الحجم أي كأس العالم لابد من معرفة كيفية طي الصفحة و التركيز لما هو قادم من الناحية البسيكولوجية . و ظهر عناصر الفريق الوطني في التدريب الأول لهم بعد صدمة بيلو أوريزنتي بمعنويات " ثقيلة" لكن العمل كان جدي كون سيرورة المنافسة لا يمكن أن تعطي الفرصة لأية ثغرة و كل يوم له حجمه العملي في الاستعداد لما هو قادم و الظهور بشكل لائق في موعد يوم غد الأحد بمستوى يعيد الأمل للأنصار و الملايين من الجزائريين الذين ينتظرون أن يظهر زملاء بوقرة في المستوى الذي نعرفه عنهم و هو العودة إلى اللعب الهجومي الذي كثيرا ما صنع الفارق في الأشهر الأخيرة .. و في الحصة التدريبية ليوم الخميس خصصت أكثر للجانب التكتيكي الذي سيطبع مباراة كوريا الجنوبية ، خاصة و أن معنويات اللاعبين ظهرت أحسن بكثير من اليوم الأول بعد الانهزام ، و هذا بفضل احترافية اللاعبين ، أين قال حليش :« أنه من الضروري و الحتمي الفوز على كوريا الجنوبية للاحتفاظ بحظوظ التأهل إلى الدور الثاني ، حيث تبقى لنا مقابلتين أين علينا تحقيق نتائج فيهما و لا يمكننا الاستسلام في مثل هذا الظرف .. " . أما عن المنافس فأشار المدافع الجزائري أن كوريا الجنوبية منتخب يتميّز بالسرعة و تنظيم كبير للعب أين عاينا الأشرطة التي أعطت لنا الكثير من المعلومات ". و في هذا الإطار أوضح لنا المدافع المحوري رفيق حليش أن التركيز انصب مباشرة على المباراة الثانية وأن الفريق الوطني سيقدم مردودا طيبا ، بالرغم من الانهزام الأول أمام بلجيكا أين قدم الفريق مباراة محترمة .. و بالعمل و شئ من الحظ سيكون الفريق في الموعد. الشمشون الكوري .. تحضيرات مختلفة لكن خلافا لبلجيكا التي كنا نعرف عنها الكثير من خلال لاعبيها في الأندية الأوروبية و مسيرتها في التصفيات ، فإن التحاليل و الأخبار كانت بعيدة من جهة كوريا الجنوبية التي لا تملك لاعبين على مستوى عال في الأندية الأوروبية و الفريق الوحيد الذي اعتمد على استراتيجية مخالفة لما قامت به معظم المنتخبات المشاركة في المونديال ، أي أنها حضرت لهذا الحدث طيلة 6 أشهر الأخيرة بتربصات دورية خارج تواريخ الفيفا بلعب مقابلات في العديد من مناطق العالم بلاعبين محليين لمحاولة الوصول إلى المونديال بمجموعة متماسكة و تنسيق كبير بين عناصرها .. عكس بلجيكا التي تعتمد على الفرديات .. و الدليل على ذلك أن كوريا الجنوبية أجبرت روسيا على التعادل بفضل اللعب الجماعي و السرعة في التنفيذ .. و بالتالي ، فإن هاليلوزيتش سوف يكون أمام وضعية مخالفة تماما لما كان في اللقاء الأول .. أين ينتظر أن يحدث العديد من التغييرات بالنظر للتعداد الذي يملك .. و إذا كانت كوريا الجنوبية تعتمد على السرعة فإن للفريق الجزائري قدرات فنية علينا أن نجدها يوم الأحد و المتمثلة في إمكانية إقحام كل من براهيمي أو جابو .. خاصة وأن صانع ألعاب غرناطة ضروري في مثل هذه المقابلات . و حتى المدافع السابق للفريق الوطني عنتر يحي تساءل عن سبب عدم إقحام براهيمي في المباراة السابقة أين كنا بحاجة للاعب يحتفظ بالكرة و عدم تضييعها مباشرة ، لكن يبدو أن الخبرة خانت القادم الجديد رياض محرز الذي أراد هاليلوزيتش الاعتماد على سرعته في إحداث الفارق . تغييرات منتظرة على كل الخطوط و تقول بعض المصادر المتداولة هنا بالبرازيل أن كل الخطوط معنية بالتغييرات في لقاء الأحد ، لاسيما في وسط الميدان و الدفاع ، و بالتالي ، فإن لحسن قد يسترجع مكانه مع مصطفى في الوسط ليعود مجاني إلى وسط الدفاع رفقة بوقرة لإعطاء التوازن الضروري للفريق الذي لابد أن يلعب ورقة الهجوم كونه يحتاج لنقطتين للبقاء في المنافسة ، و ينتظر الجميع التدريب الأخير اليوم في ساعة المباراة لرؤية الاستراتيجية التي سيعتمدها هاليلوزيتش و لو أن الإعلاميين الحاضرين هنا بامكانهم رؤية الربع ساعة الأولى من المران الذي سيكون مغلقا حسب قوانين الفيفا ، و الذي يكتفي فيه المدرب ببرمجة الجري بدون كرة في الدقائق الأولى للاحماء و ليس العمل في الورشات . بينما واصل الفريق الكوري الجنوبي تحضيراته بعيدا عن الأضواء ، وأشار لنا أحد الصحافيين الكوريين أن الهدف بالنسبة لهم التموقع لخطف المكان المؤهل الثاني في المجموعة خاصة و أن اللقاء الأخير سيكون أمام بلجيكا . الأنصار .. تفاؤل وواقعية التحضير يسير بكيفية منطقية للمنتخبين حسب البرنامج المسطر آنفا أين يلتحق الفريق الوطني بمدينة بورتو اليغير اليوم في المساء قادما من سوروكابا .. في حين أن أنصار " الخضر " يتنقلون في صيغ مختلفة للالتقاء يوم المباراة في مدرجات الملعب لتشجيع زملاء سوداني ، خاصة و أن الآمال باقية و تفاؤل كبير طبع تعاليق الأنصار في الرحلة الطويلة التي قادت معظمهم من بيلو اوريزنتي نحو ساوباولو و منها إلى فلوريانو بوليس على أن يصلوا اليوم إلى بورتو اليغري ، فبعد المسافة جعل المنظمين يقسمونها لمراحل لتجنب التعب و الوصول في ظروف مريحة .. و في هذا الإطار أكد لنا أحد الانصار الذي سبق له وأن تابع الخضر عن قرب في جنوب إفريقيا أن الفريق الحالي ، بالرغم من الهزيمة التي سجلها إلا أنه يملك قدرات فنية ستصنع الفارق و أن السبب في الهزيمة هو أننا احترمنا المنافس أكثر من اللازم الأمر الذي أعطى صورة الحذر و الارتباك ، و وواصل : " الجزائري يكون دائما أفضل في وقت التحديات و بما أن الفريق الوطني عليه الفوز يوم غد الاحد ، فإنه سيكون في الموعد و فريق كوريا الجنوبية ليس أحسن من الخضر من الجانب الفني " .