يتوجه المنتخب الوطني، مساء اليوم، الى البرازيل في رحلة خاصة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، من أجل المشاركة في كأس العالم 2014 ، و هي الرابعة للجزائر والثانية على التوالي في أكبر عرس عالمي لكرة القدم .. والهدف هو المرور الى الدور الثاني في مجموعة تضم كل من بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا. ويتنقل " الخضر " الى بلاد الصامبا بمعنويات مرتفعة، بعد التربص الذي تم بسويسرا والذي كان ناجحا الى أبعد الحدود بفضل فوزين في المقابلتين الوديتين التحضيريتين اللتين فاز بهما أشبال المدرب هاليلوزيتش أمام آرمينيا و رومانيا .. حيث أعطت هذه الاختبارات شحنة إضافية لزملاء بوقرة في الطريق الى المونديال البرازيلي . نقاط قوة عديدة ... أشياء مهمة حدثت خلال هذه الفترة التحضيرية والتي دعمت طريقة العمل الناجحة التي اعتمدها الطاقم الفني للوصول في ظروف مناسبة الى كأس العالم و التي اختلفت كثيرا عن تحضيرات المونديال السابق، والتي كانت صعبة خاصة في المقابلات الودية وعدم وضوح الرؤية .. لكن في الفترة الحالية كل الأوراق بيد الناخب الوطني الذي بإمكانه وضع الاختيار الذي يريده في التشكيلة والاستراتيجية التي سيعتمد عليها لمجابهة المنتخبات الموجودة في المجموعة الثامنة . والأمور الايجابية التي تحدثنا عليها هي المتعلقة بالجو داخل الفريق الوطني عقب الفوزين المعنويين في التحضيرات، الى جانب ان الطاقم الفني أدخل معظم اللاعبين في الاختبارين و لا يوجد أي لاعب مصاب، بالرغم من التدريبات التي كانت مكثفة .. وكذا إعطاء الفرصة للاعبين تألقوا وأبانوا إمكانيات هائلة التي تسمح لهم التواجد ضمن التشكيلة الأساسية بقوة . جابو .. في ثوب لاعب أساسي ويمكن القول أن هاليلوزيتش سيكون في وضعية جد مريحة من حيث امتلاكه لعدة خيارات لا سيما في وسط الميدان والهجوم ببروز اللاعب جابو الذي أبهر كل المتتبعين بآدائه المميّز أمام رومانيا وصنع الفارق في وسط الميدان بفنياته العالية و مراوغاته التي استطاع بفضلها تقديم الكرات للمهاجمين وتحولت الى محاولات خطيرة .. وبالتالي يتمركز صانع ألعاب النادي الافريقي في موقع جيد للعب المونديال في ثوب لاعب أساسي .. كما أن صانع ألعاب غرناطة ياسين براهيمي قام بالعمل جيدا وكان وراء أغلب الكرات الخطيرة أمام أرمينيا. والمفاجأة الكبيرة أتت من القادم الجديد رياض محرز الذي أعطى دفعا جديدا للهجوم .. الأمر الذي ساهم في وجود العديد من المحاولات والأهداف، وهي أشياء جد ايجابية كونها أعطت للمنتخب الوطني قوة حقيقية من حيث الفعالية التي كانت في السابق غائبة . فهذه الحلول الهجومية ستكون نقاط قوة للفريق الوطني، الذي أصبح يلعب بسلاسة في الهجوم .. و الأمر الآخر الذي سجل في الأداء هو ان " الخضر " أنهوا المباراة الأخيرة بقوة من الناحية البدنية و كادوا أن يفوزوا بنتيجة ثقيلة أمام رومانيا لولا تسرع اللاعبين في اللمسة الأخيرة . لكن من جهة أخرى وبإجماع كل المتتبعين، فإن النقطة التي تقلق قبل أيام من المونديال هي غياب التنسيق الضروري في الدفاع بسبب التغييرات العديدة التي أحدثها هاليلوزيتش في هذا الخط، أين جرّب عددا من الاستراتيجيات قبل الفصل في الأمر خلال المقابلة الأولى أمام بلجيكا .. وفي هذا الاطار، أكد بعض لاعبي المنتخب الوطني أن أمور الدفاع ستجد الحل خلال الأيام التي تسبق انطلاق المونديال بالنسبة للفريق الجزائري . وبالتالي، فإن كل الأمور الفنية والتنظيمية مجتمعة للذهاب الى كأس العالم، أين اختار الفريق الوطني مركزه بمدينة سوروكابا القريبة من مدينة ساوباولو .. ويتنقل في كل لقاء الى المدينة التي ستحتضن المقابلات، الأولى في بيلو أوريزانتي، الثانية بورتو اليغري والثالثة كوريتيبا .. في انتظار امكانية المرور الى الدور الثاني، وهو حلم كل الجزائريين.