عمل تآزر وتضامن يطبع يوميات رمضان تتواصل العمليات التطوعية التي يقوم العشرات من شباب وجمعيات عدة أحياء كبرى ومدن مجاورة للعاصمة غرداية، بإفطار ما يفوق 3000 صائم يوميا، حيث ينظم شباب حي المجاهدين مائدة إفطار الصائم بساحة 8 ماي 1945، التي تقع على مسافة قريبة من محطة نقل المسافرين الرئيسية. وما إن يقترب موعد آذان المغرب إلا وترى العشرات من الشباب يقومون بفرش الساحة ووضع الموائد الرمضانية بطريقة أدهشت كل من يمر بوسط المدينة كون أن الساحة تقع وسطها كما يستفيد من هذه الموائد قرابة 250 عابر سبيل يوميا. وغير بعيد عن حي المجاهدين، تسهر جمعيات حي الحاج مسعود بتنظيم موائد رمضانية لمئات اللاجئين من الأفارقة والسوريين الذين يقطنون في أماكن أرهقت كاهلهم في عز الصيف التي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى 45 درجة. وتفضل جمعيات الحاج مسعود وما تحويه من شباب متطوع قضاء أوقاتها للتحضير للأكلات الساخنة وزيارة سكنات الأفارقة ونقلهم بواسطة سيارات وشاحنات للأماكن التي تخصصها الجمعيات كمقر لها لإفطار الصائمين وتعليمهم الدين الحنيف، بينما يبقى عدد منهم لإفطار العائلات المتبقية داخل سكناتها التي نصبوها بجانب البريد المركزي ومحطة نقل المسافرين حيث يستفيد قرابة 500 صائم من المائدة الرمضانية. وغير ببعيد من حي الحاج مسعود، ونحن نركب السيارة تقدمنا إلى مفترق الطرق بسيدي اعباز ومداخل الولاية أين يقوم عدة شباب بحي الثنية المنضوين تحت جمعية الإرشاد والإصلاح بتعليب وجبات باردة توزع عند مداخل المدينة وعلى المارة بمركباتهم ممن صادفهم موعد آدان المغرب في تلك الأماكن، حيث وبتطوع عدد من المحسنين يصل هؤلاء لإفطار عدد يترواح بين 100 إلى 150. لم نتوقف عند هذه النقطة بل واصلنا مسيرتنا لنعرف الأجواء الاجتماعية المفعمة التي يقوم بها شباب مدينة كان محل عدة أنظار لما لحق بها من أحداث عنف مؤسفة، توقفنا عند مفترق الطرق المنيعة زلفانة فوجدنا عدد من الشباب الآخر لكن هذه المرة من مدينة متليلي حيث يفضل هؤلاء الانتشار عند الطريق الرئيسي الوطني رقم: 1 لتغطية مختلف النقاط التي تعتبر نقطة ربط الأحياء والمدن بولاية غرداية. ويوزع شباب جمعية ناس الخير قرابة 200 علبة على المسافرين المتنقلين بالحافلات الكبيرة والسيارات كون أن الشباب اختاروا نقطة تشهد حركة مرور كبيرة، وليس ببعيد عن بلدية الضاية بن ضحوة، يختار الشباب الطريق الوطني من الزاوية الرابطة بين واد نشو وبوهرواة، حيث يفضل هؤلاء غلق كل الأماكن التي تفتقر لموائد إفطار الصائم بالعشرات من العلب التي توزع على المارة من المسافرين الذين يقطعون المئات من الكيلومترات، حيث يوزع هؤلاء الشباب حوالي 200 علبة بالإضافة إلى ما توزعه جمعية الإرشاد والإصلاح. وإذا توجهت لبلدية بريان ترى ما تراه بوسط مدينة غرداية حيث يفضل الشباب ببريان إفطار الصائمين من عابري السبيل على طريقتهم الخاصة بنصبهم لخيمة مجهزة بمختلف المأكولات الساخنة لإفطار الصائمين، وإذا كانت هذه البركات تهاطلت على ولاية أنهكتها الأزمات، فإن القادم قد يكون أكثر لشباب فضل التطوع في ظل عدم انطلاق الهلال الأحمر الجزائري لأعماله التطوعية التي ألف على القيام بها.