قال الدبلوماسي الأمريكي السابق برادي كيسلينغ: إن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة خاطئة، لأنها تفسره باعتباره معركة بين الأخيار أي إسرائيل وبين الأشرار أي المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي اعتبره حماقة سياسية. وبالمقابل كتب أرون ديفد ميلر مقالا في مجلة نيوزويك يدعو فيه الرئيس المنتخب باراك أوباما إلى التحلي بالقسوة تجاه إسرائيل إذا ما كان جادا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. واستهل الكاتب -وهو مستشار سابق في عدة إدارات ديمقراطية وجمهورية بالولاياتالمتحدةالأمريكية- مقاله بالقول: إن اليهود قلقون على حياتهم وإن التاريخ المأساوي يشفع لهم هذا القلق، ولكن الهجوم العسكري الإسرائيلي الراهن على قطاع غزة لن يخفف شيئا من تلك المخاوف أو حتى يعالج المطالب الأمنية الإسرائيلية على المدى الطويل.وأشار الكاتب إلى أنه ستكون في واشنطن مخاوف أخرى كثيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، منها إيران النووية وتعاظم قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله في لبنان، وفوق كل ذلك إصلاح صورة ومصداقية أميركا في الخارج وكذا التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط.ويرأى الكاتب أن أيام العلاقات المتميزة مع إسرائيل ربما أوشكت على نهايتها، مشيرا إلى أنه رغم التطمينات التي صدرت إبان الحملة الانتخابية فإن على الإدارة الجديدة -إذا ما كانت جادة بشأن السلام بين العرب والإسرائيليين- أن تكون أكثر قسوة من سابقاتها سواء إدارة جورج بوش أو بيل كلينتون.كما ان نقطة الانطلاق لأي عملية سلام من وجهة نظر الكاتب سواء مع سوريا أو الفلسطينيين يجب أن لا تقوم على الحركة السياسية في إسرائيل بل على متطلبات جميع الأطراف. ويتابع ميلر: أن أهم قضية هي البحث عن التوازن الصحيح في علاقات أميركا مع إسرائيل عبر أمرين، أولهما التعامل مع السلوك الإسرائيلي على الأرض مهما كانت الانتهاكات الفلسطينية. وضرب الأزمة الراهنة في غزة مثالا على ذلك قائلا: رغم أن إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس، فهل من المنطق أن تدعم أمريكا سياسة إسرائيل في معاقبة حماس عبر تحويل حياة أكثر من مليون ونصف إلى جحيم..؟ الجواب، لا. ثم قضية المستوطنات التي يقول الكاتب إنه على مدار 25 عاما لم يلمس أي محادثات جادة بشأن الدمار الذي تلحقه بعملية السلام، داعيا إلى الحاجة إلى شيء من المحاسبة في هذا الشأن.الأمر الثاني الذي طرحه ميلر لتحقيق التوازن في العلاقة مع إسرائيل هو حفاظ أوباما على المرونة التكتيكية والاستقلالية في لعب دور الوسيط، مضيفا: أن على أميركا أن لا توافق على كل فكرة يقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي. واختتم بأن تعديل أوباما في نمط التفكير عندما يتعلق الأمر بإسرائيل واستعداده لإظهار القسوة مع العرب أيضا من شأنه أن يجعل السنوات السبع المقبلة منتجة ورائعة.ومن جهته، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق برادي كيسلينغ: إن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة خاطئة لأنها تفسره باعتباره معركة بين الأخيار أي إسرائيل وبين الأشرار أي المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي اعتبره حماقة سياسية. واستغرب كيسلينغ -الذي عمل دبلوماسيا لبلاده في عدة بلدان من بينها إسرائيل واستقال من منصبه احتجاجا على الغزو الأميركي للعراق عام 2003 في مقابلة مع الجزيرة نت- أن تتجاهل السياسة الأميركية تعقيدات المشكلة في غزة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وأضاف: أن الإدارة الأميركية لا تريد أن تصدق أن هناك مشكلات في الشرق الأوسط لم تتمكن من حلها. مبديا تشاؤمه من فرص إيجاد السلام حيث إن هناك الكثير من الفرقاء الذين يرغبون العيش على أرض ضيقة قليلة الموارد. وأعرب كيسلينغ عن اعتقاده أن الحل في غزة لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، مستغربا أن تقوم إسرائيل بما تظن أنه معاقبة الفلسطينيين عبر الضغوط الاقتصادية واغتيال قادة المقاومة، في حين تدرك أن ظروف غزة تجعل من كل من يقاوم الاحتلال شخصية محترمة من الجماهير، وبالتالي قادة المقاومة يستطيعون إقناع مواطنيهم بحل سلمي لو تم الاتفاق معهم. وأضاف: أنه من الصعوبة بمكان فرض حكومة خارجية على قطاع غزة. مؤكدا أن سياسة فرق تسد التي اعتمدتها إسرائيل مع الفلسطينيين لا يمكن أن تنصب على غزة حكومة غير الحكومة الحالية. مشيرا إلى وجود فوارق مادية واجتماعية بين مناطق الضفة الغربية الغنية ماديا وبين مناطق غزة الفقيرة. ورأى كيسلينغ أنه كان من واجب الإدارة الأميركية أن تعطي الفرصة لحكومة حماس بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة لترى كيف ستتصرف في الحكم.وأكد أن العديد من الجهات سعت لإفشال دور تلك الحكومة. معتبرا أن شرعية الانتخابات التي نالتها حماس في تلك الفترة ربما هي أفضل من الشرعية التي تنالها اليوم من قصف المناطق الإسرائيلية. مشددا على أنه لو رحلت حكومة حماس فإن الأجيال التي ستعقبها ستكون أكثر تشددا وراديكالية.