الحرب الضروس اومحرقة اسرائيل التي تشنها منذ أكثر من 10 أيام ضد قطاع غزة وماتخلفه يوميا من ضحايا في الأرواح البشرية فاقت الى حداليوم أكثر من520 شهيدا وما يزيد عن 2500 جريح، ناهيك عن تخريب ودمار للبنية التحتية.. هدية رأس السنة الميلادية من بني صهيون ملطخة بدماء مواطنين أبرياء عزل، ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون يقيمون بجزء من فلسطينالمحتلة يعتبره الصهاينة أرض عدائية لإسرائيل، وما أشبه اليوم بالبارحة،، حيث يتواصل تقتيل الشعب الفلسطيني في القطاع بحجة حماية اسرائيل من صواريخ كتائب القسام الجناح المسلح التابع لحركة حماس وقد التقت الرؤى العمياء حول الترهات والأكاديب والأراجيف التي يطلقها النازيون الصهاينة، وتجد مع الأسف الشديد القبول بل والتشجيع من واشنطن وخصوصا توابعها في الاتحاد الأوروبي، وعلى سبيل المثال لا للحصر المستشارة الألمانية ''مير كيل'' التي حملت ''حماس'' مسؤولية هذه الحرب ، فيما يساند وزير خارجية التشيك الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي اسرائيل في عدوانها؟! وكل هؤلاء المتواطئين ينسون سجل جرائم الصهاينة، آخرها بالأمس القريب العدوان على قرية» قنا« اللبنانية عندما كان شمعون بيريز« على رأس الحكومة، والذي حصد عشرات القتلى والجرحي، ومن بعده الحرب عى حزب الله في جوان 2006 والتي خرج منها بنو صهيون بهزيمة نكراء ما تزال أصداؤها مدوية الى حد الساعة، تستمر هذه الجرائم بعناوين مختلفة آخرها الحرب الراهنة على قطاع غزة معقل المقاومة الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة »حماس« التي ترفض اسرائيل وجودها جملة وتفصيلا، وسبق أن صرخت معارضة انضمام حركات الى حكومة الوحدة الوطنية تضم كل الفصائل الفلسطينية قد يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم إزاء الشعب والقضية، وكأنها أي اسرائيل تملك حق »الفيتو« ترفعه متى تشاء وضد من تشاء وهو سلوك مرفوض بكل المقاييس ويعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الفلسطيني. إن حركة »حماس« شاءت اسرائيل أم أبت باتت مكونا اساسيا من مكونات الشعب الفلسطيني وحقيقة تفرض نفسها في الشارع الفلسطيني، وبنو صهيون أول من يدركون بأن آية تسوية لاتملك تأشيرة العبور الى أرض الواقع مالم تحز على موافقة كل مكونات الشعب الفلسطيني ومنها حركة »حماس« وكل حركات المقاومة الأخرى التي تدفع ضريبة الدم، لايمكنها أن تقبل أبدا بالتهميش، او بالقاء السلاح والقفز في المجهول خاصة مع عدو مناور وشرس مثل اسرائيل. لقد اتفقت أمريكا مع إسرائيل على أن تنذر العالم كله، وتحذره من ( إرهاب) حماس، والجلوس والحوار مع وزراء وقيادة »حماس« وأغلقت منافذ العون المادي حتى يجوع الشعب الفلسطيني ويعرى في عهد هذه الحركة. والحقيقة أن أروبا التي تخا ف من اسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية تعلم أن الشعب العربي المريض الضائع التائه والمتنازع لا يقدر أن يضرها ان وافقت وسارت في طريق أمريكا واسرائيل، فرفعت لافتة المقاطعة بقصد اسقاط الحكومة الفلسطينية ومن ثم القضاء على حركة حماس. تلك هي مواقف اسرائيل وأمريكا وأوروبا تجاه الشعب الفلسطيني عامة وحركة حماس خاصة، التي وجدت نفسها عندما كانت على رأس الحكومة الفلسطينية في بحر تحرك أمواجه ضدها رياح وعواصف تصنعها المصالح والظلم العالمي من كل جانب لكن، بفضل احتضان الشعب الفلسطيني لها وارادة صمودها تظل ''حماس'' تحمل مشعل المقاومة الفلسطينية، وتطلعات الشعب الفلسطيني محافظة على صواريخها وكافة أسلحتها بما فيها حجارة نضالها، مما سيمكنها من الخروج منتصرة من هذه الحرب معززة الوحدة والقوة ضد بني صهيون المتعودين على بث الفتن وتعفين الوضع السياسي والعكسري، ومن ثم شن الحروب الخاطفة كما توخاها أدولف هتلر في أربعينيات القرن الذي ولى، وقد كان كلما إحتل بلدا مجاورا لألمانيا اعطى انطباعا بأنه سيتوقف عند ذلك الحد من الاعتداء والهجوم. الأكيد ان اسرائيل لن تخرج مستفيدة ولا نقول منتصرة من حربها ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والتي تدعمها فيها أمريكا وأوروبا، لأن ما سيتجد من ظروف وأحوال في الأيام اللاحقة قد يفوق كل التصورات ، فالقوة وحدها لاتكفي لكسب القضايا حتى ولو كان صاحب القوة يملك في مخزونه ما يهيب به العالمين. ------------------------------------------------------------------------