تعد اسرائيل اكثر الدول عدائية حيث خاضت 14 حربا منذ نشأتها عام 1948 اربع حروب مع الجيوش العربية النظامية وعشر حروب مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية سبعة مع الاولى وثلاثة مع الثانية مايدل على انها دولة عسكرية استيطانية توسعية ذات سياسة عدوانية. فالعدوان الاسرائيلي على غزة المتواصل منذ نصف شهر ليس الاول وقد لايكون الاخير بالرغم من التصعيد الذي تعرض له القطاع والذي خلف حصيلة ثقيلة من الشهداء والجرحى والنازحين، اولى حروب اسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية هي جملة نهر الليطاني في مارس 1978 والتي شنتها بذريعة عملية الشهيد كمال عدوان التي قادتها الفدائية دلال المغربي من حركة فتح والتي ازاحت فيها اسرائيل قواعد الفدائيين بعمق 10 كلم عن الحدود واقامة منطقة آمنة تحت ادارة جيش لبنان الجنوبي وقد استغرقت سبعة ايام قتل خلالها 1160 من اللبنانيين والفلسطينيين. وكانت الحرب الثانية ضد المقاومة الفلسطينية في الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 او ماسمي بحرب «سلامة الجليل» اذ تمكنت اسرائيل من الوصول الى بيروت ومحاصرتها لثلاثة اشهر مع قصف جوي ومدفعي وبحري مستمر وقد نجم عنها مصرع نحو 14 ألف من اللبنانيين والفلسطينيين مقابل 400 من الاسرائيليين. كما شنت اسرائيل حملتين عسكريتين على المقاومة ممثلة بكتائب شهداء الاقصى وكتائب فتح وكتائب عز الدين القسام التابعة لحماس ابان الانتفاضة الثانية (200 / 2004)، وقد نجم عن الحملتين العسكريتين «السور الواقي» و«الطريق الحازم» معاودة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية وتفويض البنى التحتية لفصائل المقاومة ومحاصرة الزعيم الراحل عرفات في مقره برام الله الى غاية رحيله الى فرنسا للعلاج اواخر عام 2004. وكانت الانتفاضة الثانية «الذروة في المواجهات العسكرية اذ صرع حوالي 1060 اسرائيلي مقابل 5 آلاف شهيد فلسطيني اما حربها الخامسة التي شنتها على قطاع غزة اواخر 2008 واوئل 2009 فكانت تهدف الى اضعاف حماس ومحاولة تحرير الاسير جلعاط شاليط وسميت بحملة الرصاص المصبوب والتي اتسمت بالوحشية حيث نجم عنها مصرع 1391 فلسطيني منهم 344 قاصر و110 من النساء مقابل مصرع تسعة اسرائيليين منهم ستة عسكريين فقط. اما الحرب السادسة نوفمبر 2012 فقد اسمتها «عمود السحاب» استمرت اسبوعا كاملا حصيلتها مصرع 191 فلسطيني وجرح اكثر من 1500 آخر مقابل مصرع ستة اسرائيليين وهاهي اليوم تخوض حربا سابعة ضد قطاع غزة في محاولة منها لتطويع الفلسطينيين وتدمير قدرات المقاومة. ورغم الحصار الذي يعرفه قطاع غزة وفلسطين عموما وضعف امكاناتهم اثبتوا انهم لوحدهم يستطيعون خلخلة امن اسرائيل ورفع كلفة الاحتلال وكشف عنصرية وعنهجية اسرائيل واجرامها الدائم والمتواصل والذي لايمكن ايقافه الا بواقع عربي ودولي جديد اكثر صرامة وجدية.