كيفت المقاومة الفلسطينية في المدة الاخيرة اساليبها العسكرية في مواجهة المنطق العسكري الاسرائيلي بعد أن استعادت المبادرة الميدانية من خلال عملياتها للرد على العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين لاسيما في قطاع غزة·فقد نفذ مقاومون فلسطينيون أمس عملية فدائية نوعية استخدموا من خلالها ولأول مرة تقنية السيارة المفخخة استهدفت موقعا للمراقبة العسكرية تابعا لقوات الاحتلال على مستوى معبر أبو سالم الحدودي جنوب قطاع غزة· ورغم أن العملية لم تسفر إلا عن إصابة 13 جنديا إسرائيليا بجروح متفاوتة واستشهاد منفذها إلا أن ادخال تقنية السيارة الملغمة في العمليات الفدائية تعد خطوة جديدة لجأت إليها المقاومة الفلسطينية لضرب اهداف الاحتلال سواء عند المعابر او في داخل الخط الاخضر الذي يرمز الى اراضي فلسطين التاريخية· وأسفرت العملية التي تبنتها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أيضا عن استشهاد مقاومين فلسطينيين اثر تبادل لإطلاق النار الذي صاحب العملية·والمؤكد ان هذه التقنية ستدفع بإدارة الاحتلال الى اعادة النظر في استراتيجيتها المطبقة في مواجهة المقاومة الفلسطينية وهي التي اعتادت الى حد الآن على مواجهة مقاومين بأسلحة خفيفة او قنابل يدوية تقليدية الصنع· وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام إن عناصر من هذا التنظيم تمكنت في تلك العملية التي أطلق عليها اسم "نذير الانفجار" من اقتحام المعبر بأربع سيارات مفخخة تم تفجير ثلاثة منها· وأضاف أن الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية أكبر مما أعلنه الجيش وأن ذلك الاقتحام يعتبر فشلا للقوات الإسرائيلية· من جهته قال سامي أبوزهري المتحدث باسم حركة "حماس" أن عناصر "القسام" سيواصلون استهداف المعابر في مسعى إلى فك الحصار الإسرائيلي المشدد ضد قطاع غزة منذ أزيد من عام وبما يؤكد أن العمليات الاستشهادية بالسيارة الملغمة ستدخل العمل المسلح للمقاومة كورقة جديدة في المشهد العام بالاراضي الفلسطينية· وسارعت إدارة الاحتلال كعادتها للرد على العملية الفدائية بشن غارة جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين·وكان الجيش الإسرائيلي قد تكبد الأسبوع الماضي خسائر فادحة في صفوفه بعد مقتل سبعة من جنوده في عمليتين فدائيتين نوعيتين نفذتهما المقاومة الفلسطينية بإحكام· وقد حاولت ادارة الجيش الإسرائيلي التقليل من اهمية عملية "نذير الانفجار" بعد أن وصفتها بالفاشلة وتم خلالها تفجير سيارة واحدة فقط· وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الهدف من تلك العملية كان اكبر ويتمثل في أسر جنود إسرائيليين· وكان احد نشطاء المقاومة من عناصر كتائب القسام استشهد، في حين أصيب آخر جراء غارة جوية شنتها طائرة حربية اسرائيلية فجر امس على حي الشجاعية شرق مدينة غزة ليصل بذلك عدد شهداء امس في القطاع الى خمسة شهداء· يحدث هذا في الوقت الذي أعلن فيه بنيامين نتانياهو زعيم المعارضة اليمينية المتطرفة في إسرائيل ورئيس حزب الليكود أن أي اتفاق يبرمه رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود اولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يكون ملزما به اذا ما تم اعادة انتخابه مجددا على رأس حكومة الاحتلال· وقال نتانياهو في مقابلة صحفية أن أي اتفاق يتوصل إليه اولمرت لن يكون أكثر من مجرد اتفاق سخيف فاقد للصلاحية· وأضاف انه يستطيع القول بشكل واثق انه لن يوافق على تقسيم مدينة القدس المحتلة·وتطرح تصريحات زعيم المعارضة اليمينية التساؤل حول جدوى الاستمرار في مفاوضات السلام ما دامت الحكومة الإسرائيلية المقبلة لن تعترف بها· والحقيقة أن إسرائيل التي تسعى إلى الظهور بمظهر الباحث عن السلام وتدعي أنها تمد يدها إلى الفلسطينيين لن تقبل أبدا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهي حقيقة عبر عنها المسؤولون الإسرائيليون مرارا بعدما أكدوا رفضهم لإثارة قضايا الوضع النهائي في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين وقالوا أنهم يكتفون بالتوصل إلى إعلان مبادئ عام يحدد العلاقة بين الجانبين·