تمتاز منطقة الحضنة المسيلة بعادات وتقاليد ظلت لسنوات القلب النابض للعديد من الأسر الجزائرية والمسار المنتهج في أداء العديد من المناسبات والأفراح. أعراس ما تزال تحمل العديد من العادات المتوارثة أبا عن جد، إلا أنها وفي السنوات الأخيرة بدأت تعرف إيقاعا شبه متغير يحمل في طياته العديد من الرؤى الغربية يطبق تحت عنوان «الحداثة». دأبت العائلات المسيلية على إحياء أعراسها كل صائفة وفق ما ورثته عن الأجداد بكل ما يتعلق بالعريس والعروس من شتى النواحي بداية من الخطبة وصولا إلى العرس ، حيث تبدأ عملية تشكيل الأسرة انطلاقا من خطبة العريس للعروس والاتفاق بين العائلتين. التنورة البوسعادية ضمن جهاز العروس تختلف الأعراس بالمسيلة بشكل بسيط مقارنة ببعض مناطق الولاية إلا أنها ما تزال تحمل نفس المضمون. فبعد الاتفاق على مقدار الصداق الذي حدده أئمة مساجد الجهة الشرقية في ما مضى بمقدار سبعة ملايين سنتيم فقط هناك أيضا حقيبة العروس و ما تحتويه من ألبسة تقليدية ، دون أن ننسى الحلي والجواهر أو ما يعرف بمنطقة بوسعادة بسعفة الهناء التي تحتوي على خاتمين من سلسلة من ذهب. وعند قراءة المعروف أو الفاتحة يستقبل عائلة أهل العروس أهل العريس من الرجال يقدم لهم التمر، الحليب والحلويات على أن يحضر العريس مع النسوة في الأمسية لوضع الحناء للعروس في يدها رفقة الحلي ثم يضع العريس الخاتم للعروس ، تتصدر العروس خلال هذه الأمسية بالعديد من الألبسة المتخلفة الأنواع والألوان الخاصة بمختلف ربوع الوطن، شرط أن تكون من ضمنها التنورة البوسعادية . في نفس الفترة تقوم العروس بشراء التجهيزات التي تتعلق بعش الزوجية على غرار الأفرشة والأغطية إلى غاية وصول موعد الزفاف، حيث يكون أهل العريس قد حضّروا لإقامة العرس، بتحضير مأدبة غداء للأهل والجيران، تتنوع بين الكسكسي والشربة باللحم والسلطة و أطباق أخرى كطاجين الزيتون واللحم الحلو والمشروبات وبعض الفواكه . يتوجه أهل العريس في المساء رفقة الأصدقاء إلى بيت العروس في موكب من السيارات لإحضارها إلى بيت الزوجية تحت طلقات البارود ونغمات الموسيقى والأغاني. الخيل تنافس السيارة لا يخلو أي موكب عرس من أعراس المسيلة من الخيل والبارود الذي أضحى من الأمور الرسمية في أي عرس كان، حيث يتم تزيين إحدى السيارات الفخمة بالزهور يقودها أحد أصدقاء العريس ويتبعها العديد من السيارات الأخرى ، بالإضافة إلى موكب آخر من الخيالة الذين يمتهنون ركوب الخيل. وغالبا ما يحملون بنادق لإطلاق البارود في الهواء، والقيام بحركات أخرى كالسباق واللعب على ظهور الأحصنة إلى غاية الوصول إلى بيت العروس، أين يجدون أهل العروس في انتظارهم يدخل العريس إلى عروسه ويخرجها من منزلها تحت إيقاع الزرنة والبارود و منبهات السيارات وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض. ومن بين الأمور التي بدأت تتنشر في المنطقة إقامة سهرات غنائية يحييها أحد كبار الفنانين بعد أن كانت العجائز تقوم بهذه المهمة . كما أن العديد من العرسان أصبحوا يفضلون إقامة العرس في قاعات حفلات خاصة بحضور الأهل والأصدقاء ، وأصبح الرجال المتخصصون في الطبخ ينوبون عن النساء في تحضير الوجبات الخاصة بالمناسبة، وهذا ما أسهم ولو بشكل بسيط في اندثار عادات وتقاليد المسيلة، وأفقدها قليلا من طعمها وحرارتها.