يعرف الغطاء النباتي بولاية الشلف تراجعا كبيرا، نتيجة إغفال أهمية المساحات الخضراء والتشجير وضعف عملية السقي والصيانة، في وقت يشهد مشروع إنجاز حديقة التسلية بحظائرها السبع تأخرا فادحا بمنطقة حي الردار بعاصمة الولاية، رغم انعدام مثل هذه الفضاءات الخاصة بالراحة والترفيه في منطقة تعرف حرارة قياسية. هذه الوضعية المحيّرة صارت مصدر قلق للسكان الذين استغربوا عدم تحرك الجهات المعنية لتوفير غطاء نباتي، من شأنه توفير أدنى شروط الراحة بعاصمة ولاية الشلف، مادامت البلديات تعيش واقعا أشد قسوة وضيقا ومعاناة، وتعب نفسي صار يضايق الشلفاويين الذين يمتلكون مساحات أرضية خصبة وفضاءات لتنويع الغطاء النباتي الذي صار النقطة السوداء في مشاريع هذه الولاية التي لا تحظى بالمتابعة بعد تسليمها النهائي، وهو ما يجمع عليه سكان الحسانية والشارة والشرفة والإخوة عباد والسلام والردار، حيث صارت عملية التشجير غير متابعة كما هو الحال بالحي الأخير حيث تتعمد الجهات المعنية عدم سقيه. وتحدّث الكثير من التقيناهم عن العملية المبيتة التي تحاك ضد مثل هذه المشاريع الخاصة بالغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وإلا كيف نفسّر عملية الإهمال التي تمارس على مرأى المسؤولين المطالبين بحرصهم على الحفاظ على المال العام وترشيد النفقات وتوجيه هذه المبالغ إلى مشاريع أخرى لفائدة المواطن الذي لا يمكن استثناؤه من عملية التدهور وقلة التحسيس وغياب جمعيات البيئة التي لا تظهر إلا في المناسبات أو تستعمل لأغراض غير نشاطها المسند إليها؟ حسب أقوال السكان. أشغال مشروع حديقة التسلية بحي الردار بوتيرة السّلحفاة يستغرب كل من يمر بهذه الهيكل أو يعرف بداية الأشغال به، عن وتيرة إنجاز المشروع الذي يمتلك كل المقومات ليكون هيكلا متكاملا ومنسجما وفضاء قلما نجده بولايات أخرى، بالنظر إلى مكانه الاستراتيجي الهام والذي يطل منه الزائر على مدينة الشلف وأحياءها وبلدية الشطية التي تبعد بحوالي 7 كيلومتر و مطار أبو بكر بلقايد. لكن ما يلاحظه السكان ويستغربه كل من مر بذات المشروع الجاري إنجازه أو زوار الناحية الوتيرة التي تسير بها الإشغال التي قارنوها بوتيرة السلحفاة رغم مرور أزيد من سنتين من منح المشروع. فالشروع يخضع لدراسة متكاملة لكل هياكله حسب بطاقة العملية التي كانت معروضة في إطار حديدي يتطلع عليها المواطن بكل تفاصيل المشروع لكنها فجأة اختفت، فالحظائر السبع التي تحتويها من مسابح وملاعب لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها وفضاءات للعب الأطفال والمساحات الخضراء وأجنحة للحيوانات والطيور والثقافة والمكتبة والحفلات والمقاهي وفضاءات الأنترنيت. فعوض أن تباشر الأشغال في كل الفضاءات ربحا للوقت مادامت هناك دراسة لكل مشروع، لكن الغريب أنّ الأمر طال بناية المدخل مع الجدار الخارجي وبعض المحلات الخدماتية على قلتها، أن تشرع الجهات المعنية في رسم الطرقات ووضع الأرصفة والشروع في برنامج غرس شامل لأن بعض الأشجار الحالية لا يمكن الإحتفاظ بها، كون أنّ عملية النمو يستغرق وقتا طويلا أم أن الذين يتابعون المشروع قد غابت عنهم مثل هذه العمليات والإجراءات التي تجرى بالموازاة مع أشغال أخرى. فاتباع هذه الطريقة التي تجري حاليا يجعل هذا المشروع يمتد إلى سنوات دون أن يكتمل، فهل تنبّهت الجهات المعنية بالمشروع؟ وهل تحسين المحيط العمراني والمعيشي للسكان يتطلب حوالي 7سنوات لتحقيق حلم مواطن مزال محروما من فضاءات الترفيه؟ في وقت أنّ ولايات أخرى حديثة تشهد تطورا متسارعا ونمطا عمرانيا واهتماما بالغطاء النباتي بشكل يكشف عن نمو وازع التمدن والمدينة وثقافة الغطاء النباتي الذي أحدثته الوزارة نظرا لأهميته. المطالبة بتفعيل آليات الرّقابة والتّحسيس الجمعوي الغائب الواقع المرير بهذا القطاع لا تغطيه سلسلة التقارير التي تنسجم مع الواقع، فما الفائدة من غرس الأشجار والورود التي يطاردها العطش والإتلاف دون حمايتها ومتابعتها، لأن بعض المشاريع أعيدت أكثر من مرة نتيجة هذا السبب. ففتح تخصّصات في البيئة والمشاتل والغرض والتلقيم والزبر والسقي، ووضع السياج من شأنها تفعيل قطاع الغطاء النباتي وحمايته خاصة في مثل هذه المناطق الحارة، لذا يطالب الغيورون عن وجه المدينة بإخراج فرق المراقبة والتقنيين من وراء المكاتب والتقارير التي لا تعكس الواقع باتجاه العمل الميداني وتنشيط الحركة الجمعوية الخاصة بالبيئة والمحافظة على القطاع النباتي حتى نصل إلى مدن خضراء وفضاءات ترفيهية مازالت الولاية تفتقد إليها رغم مرور سنوات من برامج إعادة بناء مدينة الشلف.