شدد حميد طمار وزير الصناعة وترقية الاستثمارات على الإطارات المسيرة في رفع أداء المؤسسات والاقتصاد الوطني الذي يخوض غمار اصلاحات جذرية تمنحه القوة والمتانة في مواجهة منافسة شرسة مفتوحة على كل الرهانات والأخطار. وأكد طمار في تنصيبه مسؤولي المعهد الوطني للانتاجية والتنمية الاقتصادية (ايمباد) أمس ببومرداس، أن الظرف الراهن يحتم وجود هذا النوع من الإطارات المسيرة في إدارة شؤون المؤسسات المجبرة للتسلح بفنون التسيير وعمليته في زمن الحديث بلغة »ايزو«، والمواصفات. وذكر بالمناسبة، بأن الإطارات المسيرة التي تعتبرها الجزائر أولى انشغالاتها للاستحقاقات الاقتصادية وغير الاقتصادية الحاضرة والمستقبلية، لا تكتفي باتخاذ التدابير الكفيلة برفع الانتاج والانتاجية لكن اتخاذ القرار المصيري في الوقت المناسب، استنادا إلى معطيات دقيقة.. وهو القرار الذي بقدر ما هو يحمل إيجابيات، يحتمل حمل السلبيات وتترتب عنه انعكاسات ليست مجندة في كل الأمور والأحوال.. وتحدث حميد طمار مطولا عن الخيارات الكبيرة المفتوحة أمام الجزائر التي تسابق الزمن من أجل إنشاء مؤسسات صلبة متوازنة، تأخذ في الحسبان المنافسة المشتدة عن آخرها، مع تجسيد اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في انتظار الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.. وتحتل هذه الخيارات صلب الأستراتيجية الصناعية التي شرع فيها منذ سنتين، غايتها إقامة شركات صناعية كبرى وعددها 13 شركة ذات اختصاصات وشعب، يعول عليها في مواجهة تحدي المنافسة التي تزداد شراسة، مع نهاية الإكراهات الجبائية والجمركمية في ظرف ثلاث سنوات من الآن.. وتقرر البدء بتسع شركات كبرى في مختلف جهات الوطن ، يحمل مقاييس المنافسة، وتملك مؤهلات فرض الوجود في خارطة اقتصادية تتشكل.. وذكر وزير الصناعة الذي أبرز أهمية (إيمباد) الذي تخرج منه على مدى 40 سنة أكفأ الإطارات المسيرة، وأكثرها نجاعة ومعرفية.. وقال في تنصيبه المدير العام الجديد موفق عبد الرحمان حامل شهادة ماستر فيزياء الكترونيك، ومدير سابق لمعهد الإلكترونيك »اينيلاك«، وعضو الكناس، أن هذا الموقف العلمي، يتحول مستقبلا الى مدرسة عليا للتسيير،، تخرج الاطارات حاملة التجربة في فنون التسيير واتخاذ القرار. وليس الاكتفاء بالتسيير العادي الذي يتولاه أي مدير حامل أي اختصاص. وواصل طمار في تنصيبه تشيلي بوعلام المدير بالنيابة، رئيسا لدائرة البيداغوجيا، وفيزالي علي رئيسا لمجلس الدراسات والبحوث، أن المعهد الوطني للانتاجية، الذي يتغير اسمه بحكم قانونه الجديد، يصبح مدرسة عليا للتسيير ويزود المؤسسات الجزائرية في كل الاختصاصات بالمؤهلات البشرية والإطارات الكفأة التي تتسلح بفنون التسيير. وتتولى بالإضافة الى اتخاذ القرارات المناسبة في احلك الظروف وأيسرها، تهيئة مناخ الأعمال والاستثمار.. وتسوية العاملين كل في موقعه للانخراط في رفع الاداء والانتاج، والسير كفريق واحد، يتقاسم المهام والوظائف، من أجل هدف واحد وحيد مراعاة مصلحة المؤسسة بعيدا عن قاعدة »تخطي راسي«. من جهته ذكر والي ولاية بومرداس، بأهمية المدرسة العليا للتسيير المنشئة على انقاض المعهد الوطني للانتاجية (ايمباد). وقال أنه أول المعنيين بالتكوين فيها لرفع مستوى الأداء والتسيير في زمن تداخلت فيها المشاكل، وسيطرت التعقيدات، وبات لزاما مواجهتها بروح العلم وفنون التسيير.. وبهذه الممارسة تكتمل الصورة الحقيقية ويترأى للجميع جدوى القاعدة المرددة على الملأ من زمان »الرجل المناسب في المكان المناسب«. وهي قاعدة حرص عليها شيلي بوعلام نائب مدير المعهد في مداخلة له. وتأكيده الصريح على تحويل المعهد الى مدرسة عليا للتسيير، يساهم الى جانب المدارس الخمسة المبرمجة، في مرافقة 30 ألف مؤسسة وطنية، في معركة التأهيل والتسيير، ودونها تسقط كل الحسابات والرهانات.. ويصعب كسب رهان المنافسة المحتدمة. ------------------------------------------------------------------------