إنتقل إلى رحمة الله، الإعلامي البارز، والمناضل الفذّ محمد سعيدي، ليلة أول أمس بباريس، عن عمر يناهز 80 سنة، إثر مرض عضال ألزمه الفراش لسنوات. وقد تلقت أسرة جريدة "الشعب" النبأ الفاجعة بألم وحسرة، ولكن لا مردّ لقضاء الله وقدره. وقد تقلّد عدة مسؤوليات في حياته المليئة بالنشاطات، حيث تولى إدارة جريدة "الشعب" خلال فترة (1967 1970)، بتعيين من الرئيس الراحل هواري بومدين لمّا كان محمد الصديق بن يحيى وزيرا للإعلام، وكان الفقيد محمد سعيدي ذراعه الأيمن، لأنه حيكم في مواقفه وكتاباته موضوعية و ممتازة، لاسيما وأنه درس الآداب في الاتحاد السوفياتي، وهو مجاهد وابن شهيد، ودوره بارز في مسيرة الإعلام الوطني، حيث كان يكتب الافتتاحية التي لا تخرج عن الخط الوطني ويمضيها باسم الشعب. وكانت له علاقة وطيدة مع وزير الإعلام بن يحيى رحمه الله ولذلك أخذه معه شهر جوان 1970 لما عيّن على رأس وزارة التعليم العالي، كونه يثق في قدراته وكفاءته ووطنيته، وصاحب ثقافة راقية يقبل النقاش والحوار، ويتقبّل الرأي الآخر، وكان محافظا للحزب الواحد (جبهة التحرير الوطني) في كل من ولاية بسكرة وقسنطينة. وقد حاولت جريدة "الشعب" من خلال طاقمها الحالي من باب الإعتراف بالجميل تكريم كل من كان له الفضل في إدارة الجريدة والمساهمة في ترقيتها منذ تأسيسها في عدد خاص صدر منذ سنتين (2012)، فحاول الزميل بن عياد الاتصال به، إلا أنه لم يوفق في ذلك، لأن سي محمد سعيدي كان مريضا بباريس، وحاول جمع شهادات ممن عاصروه من أمثال لمين بشيشي وبن فريحة وعمي صالح ڤوجيل، وقد كرّمت مكانه ابنته المصون، وقد علمنا أنه سعد بهذه الإلتفاتة كثيرا. وما عسانا أمام هذا المصاب الجلل، إلا أن ندعو الله أن يتغمّد روحه الطاهرة بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وسيوارى جثمانه الطاهر بمقبرة الشلفمسقط رأسه وهي وصيته حسب ما أدلى لنا به نجله حميد وسيحدد تاريخ ذلك عند قدوم جثمانه من باريس. ((إنّا لله وإنّا إليه راجعون))