تطرق دحو ولد قابلية، رئيس الجمعية الوطنية لقدماء مجاهدي التسليح والاتصالات العامة، أمس، إلى نشاطات الجمعية منذ تأسيسها سنة 1990، في ميدان كتابة التاريخ والحفاظ على الذاكرة الوطنية، وكذا "المالغ" كهيئة مسيرة للثورة وما حققته من مساندة لحرب التحرير الوطني، مؤكدا أنه تم تأليف 27 كتابا وثلاثة أشرطة، وذلك خلال مداخلته التي انعقدت بالمديرية العامة للحماية المدنية بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، عبد المجيد شيخي، مدير الأرشيف الوطني وشخصيات تاريخية. أفاد دحو ولد قابلية، خلال الجمعية العامة لمجاهدي التسليح والاتصالات "المالغ"، أن أعضاء الجمعية قاموا بعمل جماعي فيما يخص جمع شهادات كل الأعضاء، وعلى وجه الخصوص قائمة أعضاء "المالغ" في بعض الجرائد التي تحدثت عن تاريخ هذه المنظمة منها جريدة "جزائر.كوم" ومجلة"ميموريا"، مع إعداد ثلاثة أشرطة من طرف الشاب أمين قيس حفيد المجاهد الحاج بن يخلف، علاوة عن المحاضرات التي نظمتها الجمعية وتناولت مواضيع المساهمات الشاملة للمالغ في حرب التحرير، ومشاركتها في اتفاقيات ايفيان، والاتصالات والاستعلامات والتكوين القاعدي وغيرها من المواضيع. وبالموازاة مع ذلك، استعرض رئيس الجمعية حصيلة التكوين تحت إدارة العقيد عبد الحفيظ بوصوف، مشيدا في معرض حديثه بخصاله ووطنيته، قائلا أنه نهاية سنة 1962 كونت المالغ 135 إطار في المحافظة السياسية خلال سنوات 1957، 1958، و1959 وذلك بمدرسة الإطارات ومن بين أساتذتها المجاهد الكبير عبد السلام بلعيد. وأضاف ولد قابلية أنه فيما يتعلق بأعوان الاتصالات فقد تم تكوين 900 عون في مدة ست سنوات في مجال الشفرة، ب16 دفعة منهم من عينوا في الوحدات القتالية داخل التراب الوطني، و125 إطار استشهدوا داخل الوطن، كما تم تكوين 250 إطار في الصيانة وصناعة الأسلحة، وعشرين مهندسا في البتروكيمياء برومانيا والاتحاد السوفياتي سابقا. وفي هذا السياق قال ولد قابلية أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانت تفكر في القطاعات المحتاجة لها، لتوظيفها بعد الاستقلال، ولهذا كانت تكون إطارات في مختلف الميادين، مضيفا إلى أنه تم تكوين أيضا ثمانية مختصين في علوم المناجم والإلكترونيك والهندسة النووية الذين أرسلوا إلى تشكسلوفاكيا وألمانيا الشرقية سنة 1957. بالإضافة إلى ميادين أخرى، مشيرا إلى أن حصيلة التكوين المشترك بين أحمد بن بلة، كريم بلقاسم، عبد الحفيظ بوصوف، واوعمران هي تكوين سبعين طيارا مهندسا، أربعين ضابط بحرية، عشرة رجال ضفادع وأربعين محافظ شرطة. وأوضح أن هدف تكوينهم هو تغطية حاجيات الجزائر المستقلة بإطارات كفؤة في شتى الميادين، مما اكسبهم خبرة ومعرفة في ممارساتهم للقضايا الاقتصادية، السياسية والدبلوماسية من خلال نشاطاتهم في مصلحة الاستعلامات والمخابرات، ليوظفوا بعد الاستقلال. ونوه سعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين، بالمجهودات التي تقوم بها جمعية المالغ في جميع المراحل، منوها بمبادرة المجاهد بن عودة الذي كان أول مؤسسيها، مضيفا بأن هناك قواسم مشتركة تجمع المالغ بمنظمة المجاهدين هي الجهاد. وقال أيضا عبادو أنه من واجبهم عقد مثل هذه اللقاءات للتذكير بتضحيات المجاهدين والشهداء، حتى نبقى أوفياء للمبادئ والقيم التي استشهد من اجلها الرجال. وبالمقابل ابرز يوسف الخطيب قائد الولاية الرابعة التاريخية أهمية كتابة التاريخ، قائلا أن منظمته قامت بمجهودات كبيرة في هذا المجال، من خلال جمع ستة آلاف تسجيل لشهادات المجاهدين، بهدف الحفاظ على الذاكرة الوطنية. من جهته، تأسف العقيد حسين سنوسي عضو بالجمعية الوطنية لقدماء مجاهدي التسليح والاتصالات العامة على فقدان العديد من قدماء مجاهدي المالغ، مبرزا أهمية كتابة التاريخ الذي يمثل الغذاء الحيوي لذاكرة الشعوب، قائلا: «بطولة المجاهدين، عبقرية المسؤولين واستشهاد مئات الآلاف وصمود الشعب الجزائري في شتى المحن هي أجمل صفحة من تاريخنا العظيم ولا ينبغي التفريط فيه». وأعرب سنوسي عن استعداد الجمعية لتقديم أرشيفها للمركز الوطني للبحث والدراسات في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 54، ليستفيد منها الباحثون في كتابة تاريخنا، وبالتالي إيصال الرسالة للأجيال. ودعا عبد المجيد شيخي المدير العام للمركز الوطني للأرشيف، إلى توحيد الجهود والتنسيق بين المؤسسات العاملة في هذا الشأن لكتابة تاريخ الجزائر كي لا تتشتت جهود المؤرخين، وذلك في إطار برنامج مدروس ومتكامل مشيدا بدور المالغ في دعم الثورة. تجديد الثقة في ولد قابلية كللت أشغال الجمعية العامة للجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والإتصالات العامة "المالغ"، أمس، بانتخاب السيد دحو ولد قابلية رئيسا لها لعهدة جديدة تدوم 4 سنوات. وفي كلمة له عقب هذه التزكية أبدى ولد قابلية اعتزازه بهذه الثقة مبزرا "تجنده في الماضي والحاضر (من أجل الجزائر) ومن أجل نقل المشعل" الى الأجيال الصاعدة. كما تم خلال جلسة الاختتام انتخاب المجلس الوطني الذي يضم 77 عضوا والمكتب الوطني المتكون من 23 عضوا الى جانب نواب رئيس الجمعية وأمينها العام. يذكر أن الجلسة الصباحية قد خصصت لاستعراض التقرير الأدبي والمالي للجمعية الى جانب تسجيل تدخلال لبعض الشخصيات التاريخية والباحثين في التاريخ أكدوا فيها الأهمية الملقاة على عاتق جميع الفاعلين في مجال كتابة تاريخ الثورة والحفاظ بالتالي على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.