انطلق المخرج والمؤلف المسرحي عبد الرزاق قوادري هباز، من رؤية شاملة لما يعيشه الفن الرابع الجزائري في الوقت الراهن من تقهقر وتراجع في المستوى، وبالتالي يرى المخرج أنّ عملية حجب جائزة أحسن عرض متكامل من قبل لجنة التحكيم في مهرجان المسرح المحترف الذي احتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ما هو إلا تحصيل حاصل لما يشهده المسرح الجزائري من تداخل، غياب التخصص وتراجع حضور النقاد على الساحة الفنية. قال المسرحي عبد الرزاق قوادري في قراءته لأسباب حجب جائزة أحسن عرض متكامل خلال المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أنّ الإشكالية لا تكمن فقط في تراجع مستوى المسرح الجزائري، من حيث الإخراج والتمثيل ومستوى ما يقدم من نصوص مسرحية بشهادة أهل الاختصاص، بل أن القضية يمكن النظر إليها حتى من الجانب الشكلي ومن أطلق اسم "جائزة أحسن عرض متكامل". من غير المعقول أن يتم تخصيص جائزة أحسن عرض مسرحي متكامل في أي مهرجان وطني أو محلي، لأنّه من المستحيل وجود عرض متكامل يستجيب لكل المقاييس الفنية من حيث الإخراج، السينوغرافيا، الأداء، جودة النص واللوحات الكوليغرافية المقدمة من قبل الممثلين على الخشبة، وبالتالي يمكن إطلاق جائزة أحسن عرض متميز أو جائزة المرتبة الأولى على الأقل لتكون لجنة التحكيم أقرب إلى الموضوعية في عملية التقييم يقول المخرج. وأضاف المسرحي بالقول: "إنّ المسرح ليس علوما دقيقة بل هو ميدان متعلق بالروح والأحاسيس، وكل عرض يخضع لهذا القالب الفني، كما يمكن تقديم عرض جيد من حيث النص والأداء لكنه يفتقر إلى الكوليغرافيا، في حين نجد بعض المخرجين يركّزون أكثر على الجانب الشكلي، بتقديم لوحات استعراضية حتى ولو كان النص لا يستحق تلك اللوحات من أجل الفوز بالجائزة في النهاية..". كما انتقد صاحب جائزة علي معاشي للمسرح سنة 2012، واقع المسرح الجزائري، نافيا من وجهة نظره وجود مسرح محترف قائما بذاته وفرق مسرحية يمكن إطلاق عليها هذا الاسم، أو حتى أعمال مسرحية ترقى إلى المستوى الاحترافي، بل هي عبارة عن محاولات ومبادرات تقدّم من طرف بعض الفرق الهاوية كجزء من العمل المناسباتي والثانوي للمسرحيين، وكل هذا لا يمكن أن يخدم المسرح الجزائري ويرقى به إلى مستويات أعلى يمكن من خلالها دخول المنافسات الدولية، مثلما قال. في الأخير حمّل المسرحي عبد الرزاق قوادري وزارة الثقافة جزء من مسؤولية ما يعيشه المسرح الجزائري، باعتبارها شريكا أساسيا في دعم القطاع والنهوض به مجددا، خاصة من حيث التكوين، التكفل المادي بأعمال الفرق المسرحية، وإعادة الاعتبار للحركة النقدية في الميدان المسرحي عن طريق التكفل بالنقاد الشباب المتخرجين من مختلف المعاهد الوطنية كجامعة السانية بوهران ومعهد برج البحري، الذين وجدوا أنفسهم خارج الإطار ومهمّشين نتيجة هذه الوضعية المتردية للمسرح الجزائري، على حد قوله.