قررت لجنة تحكيم مهرجان المسرح المحترف في طبعته الثالثة حجب جائزة أحسن نص مسرحي، الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا على وجود أزمة نص حقيقية يعاني منها المسرح الجزائري، فبالإضافة إلى المستوى الهزيل الذي ظهرت به عدة عروض على مستوى النص، غابت النصوص الأصلية أو الخالصة وحضر الاقتباس بقوة• ويرى عدد من المختصين والمهتمين الذين تحدثوا ل"الفجر"، التي أثارت هذا الموضوع، أن حجب الجائزة يمثل دعوة للكتاب للانخراط في الكتابة المسرحية لأنه، وحسب تعبيرهم، "لا مسرح دون نص"• عزيز خيون/ رئيس لجنة التحكيم، العراق بعد تشاور لجنة التحكيم حول النصوص المقدمة، وجدنا أنه ليس هناك نص خالص، الكل إما تناول أو إعداد أو اقتباس، وهذا أحزننا وأقلقنا كثيرا، لذلك ارتأينا حجب جائزة النص لكي ينتبه الكتاب بتزويد المسرح بنصوص مسرحية، دعني أتساءل: أين هو الكاتب الجزائري؟ فمن غير المعقول أن يكون هناك مسرح جزائري إن لم يكن هناك نص، صحيح أن هناك نصوصا من المسرح العربي والعالمي، ولكننا نطمح في النص الجزائري الخالص• حيدر بن حسين/ مخرج مسرحي نعم، نحن نفتقد إلى كتاب مسرح، نفتقد إلى تقنيات الكتابة المسرحية، وأعتقد أنه قد حان الوقت لكي يكون لدينا كتاب عمليون في فكرهم وفي تعاملهم مع المسرح• عبد الرزاق بوكبة/ مدقق لغوي الأكيد أن حجب الجائزة كان منطقيا، فمن غير المعقول أن تعطى جوائز لنصوص مقتبسة، نريد نصوصا أصلية وهذه فرصة للاشتغال من طرف الكتاب والمسرحيين• حجب الجائزة فعلا يسرني، لأنها دعوة للكاتب الجزائري سواء أكان مسرحيا أو أديبا للانخراط في هذا المسعى• احميدة عياشي/ إعلامي ومسرحي يبدو أن لجنة التحكيم رأت أن النصوص المشاركة في المهرجان لم تكن في المستوى المطلوب، وهذه هي وجهة نظري الشخصية أيضا من خلال متابعتي لبعض العروض، هناك تقدم على مستوى السينوغرافيا، لكن من حيث النصوص يبدو أن المشوار مازال طويلا• ولكن المشكلة لا تتعلق بغياب النصوص الأصلية والاعتماد على الاقتباس فحسب، لأن الاقتباس هو فن قائم بذاته، فحتى الأعمال المقتبسة لم تراع فيها معايير الاقتباس، حيث بدا أن اللجوء إليه هو فقط بحث عن السهولة• وطفاء حمادي/ ناقدة من لبنان: النص كان إشكالية المهرجان، هذا الجيل تحديدا يملك أفكارا جميلة، ولكنه يفتقد إلى تقنيات التأليف المسرحي• إقبال نعيم/ ممثلة ومخرجة مسرحية، العراق لا أتصور أن هناك أزمة نص، بل هناك تكاسل في الاختيار، كيف نختار ولمن نختار وماذا نختار، أهم شيء عند الفنان هو أن يختار نصه الذي يعبر عنه وعن هموم مجتمعه ويوظف المسرح لخدمة المجتمع، المسرحيون العرب لديهم هذه المشكلة لأن الحواجز كثيرة: سياسية ودينية وحتى جنسية، وبدل الهروب من الرقيب بالذهاب إلى النصوص الجاهزة، على المسرحيين أن يبحثوا عن نصهم الحقيقي الذي يجب أن يكونوا جريئين في تقديمه، لأن المسرح تجاوز للحواجز والقيود•