وجه الطبيبان الجزائريان التابعان للهلال الاحمر الجزائري، اللذان تمكنا من دخول قطاع غزة يوم الأحد الماضي نداء عاجلا للمجتمع الدولي من أجل التدخل لانقاذ المدنيين من كارثة إنسانية باتت تهدد سكان المنطقة في ضل تعنت إسرائيل واستمرارعدوانها الهمجي الذي لم يسلم منه لا الاطفال ولا النساء ولا حتى الرجال. وطالب الطبيبان الجزائريان، المجتمع الدولي بتقديم مساعدات طبية عاجلة لسكان قطاع غزة، واصفين الوضع بالمنطقة بالصعب والكارثي نظير تواصل الغارات الاسرائيلية على الأهداف المدنية، فسكان غزة بلا ماء ولا دواء ولا كهرباء والوضع الانساني يتفاقم يوما بعد يوم. ونقلا الطبيبان الوضع المأساوي الذي تعيشه الأسر والعائلات الفلسطينية والصور المفجعة التي وقفا عليها بمجرد دخولهما مجمع الشفاء بغزة، وروى الدكتور خودمي محمد عابد وهو مختص في الجراحة كيف أن اسرائيل ضربت عرض حائط كل الاتفاقيات الدولية بما فيها حماية المدنيين، فكل الجرحى والمصابين الذين وقف على حالتهم هم من المدنيين من النساء والاطفال صور يندى لها الجبين وتبكي لها العين ورغم ذلك يقول الدكتور أن معنويات الشعب الفلسطني لا تزال عالية فالأطباء في المجمع لم يرتاحوا منذ بدأ العدوان على غزة. وينسق الدكتور خودمي وزميله الدكتور الخليلي فراس منذ وصولهما المنطقة العمل بين الهلال الأحمر الجزائري والفلسطيني بغرض التعرف أكثر على احتياجات المستشفيات الفلسطينية. وكانا الطبيبان قد تمكنا من عبور معبر رفح الحدودي الى مدينة غزة على متن سيارتي اسعاف محملة بكمية من الأدوية ارسلتهما الجزائر في إطار المساعدات الإنسانية الموجهة الى الشعب الفلسطيني . وشرعا في تقديم العلاج والإسعافات الأولية للجرحى بمجرد وصولهما القطاع فضلا عن اتصالهما بممثلي الهلال الأحمر الفلسطيني وأعضاء لجنة الصليب الأحمر الدولي والمنسقة المكلفة بالجالية الجزائريةبغزة في اطار جهود القنصلية الجزائرية في القاهرة لإجلاء العائلات الجزائرية. وتمكن الهلال الأحمر الجزائري، من إدخال المساعدات الجزائرية إلى القطاع عبر معبر رفح مرورا بمطار العريش المصري، وتجاوزت تلك المساعدات 91 طنا من أدوية ومواد غذائية إضافة إلى سيارتين إسعاف محملة ب30 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية رفقة الطبيبين السالفين الذكر، وينتظر أن تبعث الجزائر مزيدا من المساعدات إلى سكان غزة في إطار الجسر الجوي الممدود بين الجزائروغزة والذي حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على إقامته وإبقائه مفتوحا لتقديم أي مساعدات عاجلة إذا ما اقتضى الأمر لاسيما وأن العدو الهمجي مصر على إغراق المنطقة في مزيد من الدم والدمار. ------------------------------------------------------------------------