أحيت ولاية الجزائر، أمس، الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، باستعراض شعبي ضخم ربط بين الماضي الثوري والطموحات المستقبلية للبلاد، وشاركت في التظاهرة فرق فلكورية رياضية وثقافية من كافة ربوع الوطن. أمام أنظار أعضاء الحكومة وفي مقدمتهم الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزراء الأشغال العمومية، الموارد المائية، البيئة، السياحة والبريد وتكنولوجيات الاتصال، الثقافة والتضامن ووالي العاصمة، إلى جانب رؤساء المنظمات والجمعيات الوطنية وإطارات، بالمنصة الشرفية بشارع زيغود يوسف، انطلقت التظاهرة الشعبية المخلدة لثورة الفاتح نوفمبر، وقدمت براعم وفرق موسيقية اللوحات الأولى جملة من الأغاني والأناشيد الوطنية. انطلقت ملحمة تاريخ الجزائر، بمرور أطفال الكشافة الإسلامية حاملين صور أعضاء مجموعة ال22 الذين وضعوا اللبنات الأولى لانطلاق الكفاح المسلح، متبوعة بصور مجموعة الستة (6) مصطفى بن بولعيد، محمد بوضياف، العربي بن مهدي، رابح بيطاط، ديدوش مراد وكريم بلقاسم. تحية إجلال لمجاهدي الأمس
وشاهد آلاف المواطنين من الشرفات والأرصفة، جزءاً من تاريخ الجزائر يمشي، مجسّدا في فوج من مجاهدي جيش التحرير الوطني، مرتدين الزي العسكري الحالي للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، والبذلات التي خاضوا بها معاركهم ضد الاستعمار الفرنسي، مروا بوقار شديد تحت الورود وأصوات الزغاريد اعترافا وتحية لما بذلوه في سبيل أن ينعم الجيل الحالي بالاستقلال. الاستعراض الشعبي الذي جرى تحت رعاية رئيس الجمهورية وإشراف وزارة المجاهدين وتنظيم ولاية الجزائر، تواصل بمرور فوج من الدراجات النارية للشرطة والدرك الوطني، ليتبع بمربعات للكشافة الإسلامية وأسلاك الأمن الوطني والجمارك، إضافة للحماية المدنية وأظهر جزءا من الوسائل الحديثة التي تحوز عليها لتأدية مهامها في الإسعاف والإنقاذ. وأهم ما ميز المهرجان الضخم الذي عرف مشاركة أزيد من 12 ألف شاب من العاصمة، فرق نحاسية رياضيون وفنانون وقدماء المجاهدين، استعراض فرق الخيالية، حيث مر بشارع زيغود يوسف أزيد من 600 حصان من مختلف ولايات الوطن، وتفاعل كل من بالمنصة الشرفية والمواطنين بطلقات البارود، وشاركت ولاية غرداية بقوة في المهرجان بفرقها الفلكلورية وأطفال الكشافة، كما قدمت فرق باقي الولايات لوحات تقليدية تعكس التنوع والثراء الثقافي الجزائري وعراقة تاريخ كل منطقة وجهة من جهات الوطن الأربع. الحايك والسيارات القديمة تشد الأنظار وبصمت المرأة على مشاركة مميزة بعد تفاعل منقطع النظير مع مجموعة من النساء يرتدين الحايك التقليدي، وهو اللباس الذي يعكس أصالة وتقاليد العاصمة. أعقبها مرور حوالي 100 سيارة ودراجة نارية تعود لسنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أعادت رسم طريقة الاحتفال ذاتها بالتخلص من المستعمر الفرنسي يوم 05 جويلية 1962. وتواصل الاستعراض الشعبي، الذي انطلق من ساحة مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بمشاركة فرق رياضية وشبابية وثقافية، جابت الشوارع الرئيسية للعاصمة، كشارع عبد القادر بن مبارك، مرورا بساحة الوئام وساحة حرية الصحافة، شارع الشهيد العقيد عميروش، حديقة صوفيا، فشارع زيغود يوسف مكان المنصة الشرفية وصولا إلى ساحة الشهداء، وتابع سكان العاصمة باهتمام شديد مجريات المهرجان الذي اختتم بإطلاق الكرات الهوائية من طرف البالي الوطني. احتفالات العاصمة بستينية اندلاع الثورة التحريرية، تواصلت بمختلف النشاطات، حيث شهد ميدان الفروسية بالخروبة عرضا فنيا في الفنطازيا، إضافة إلى عرض للألعاب النارية بمقام الشهيد على الساعة الثامنة ليلا.