أعطت، أول أمس، وزيرة الثقافة، خليدة تومي، إشارة انطلاق فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الإفريقي الثاني، الذي سيمتد إلى غاية العشرين من شهر جويلية الجاري، من خلال حفل الافتتاح الشعبي الذي حضره قرابة 30 مبعوثا إفريقيا، من بينهم وزراء ومندوبو ومكلفو الثقافة الإفريقية، رفقة العديد من الشخصيات الرسمية الجزائرية التي جلست على المنصة الشرفية التي تم وضعها ما بين ولاية الجزائر والمجلس الشعبي الوطني· حضر حفل الافتتاح الشعبي الذي أعلن عن انطلاق فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الإفريقي، الآلاف من الجزائريين الذين اصطفوا على جوانب الشارع الذي جابته 53 شاحنة أبرزت الموروث الثقافي الإفريقي ل 53 دولة غابت عنها الدولة الشقيقة المغرب الأقصى، وانطلقت المسيرة الاستعراضية من حديقة ''صوفيا'' لتجوب شارع زيغوت يوسف وشارع شيغيفارة لتصل إلى ساحتي الشهداء والكيتاني بحي باب الوادي الشعبي· وبدأ التحضير للمسيرة الشعبية التي أشرف على تنظيمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام في حدود الساعة الواحدة زوالا، حيث تمركزت الفرق الفلكلورية للبلدان الإفريقية داخل حديقة ''صوفيا''، بالإضافة إلى حظيرة السيارات بذات المكان· وكان ذلك في جو بهيج صنعته الأهازيج وطلقات البارود والآلات الموسيقية التقليدية في كل الاتجاهات، لتقدم عرضا فنيا أبهر المتتبعين والمارة الذين تبادلوا التحية والصور مع مختلف الفرق· وفي حدود الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، أغلقت الطريق المؤدية لولاية الجزائر ابتداء من حديقة ''صوفيا'' وصولا إلى ساحة ''الكيتاني'' بباب الوادي، حيث اصطفت شاحنات الجيش الوطني الشعبي الجزائري التي تم تزيينها برموز وألوان الدول الإفريقية، لتتأهب للانطلاق في المسيرة الاستعراضية التي تمت في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، وتلت الشاحنات فرق موسيقية وفرق للرقص الشعبي والفلكلور التابعة لكل دولة إفريقية، بالإضافة إلى لافتات حملتها فتيات وشباب باللباس التقليدي الجزائري، وتميزت بألوانها المشيرة إلى القارة السمراء إلى جانب اسم الدولة· وترأس مقدمة المسيرة الاستعراضية الحرس الجمهوري الجزائري الذي أدى النشيد الوطني، تلته فرقة من ولاية تمنراست أدت رقصة ''تاكوبا'' وكذا فرقة للفنتازية من ولاية غرداية ومجموعة من الخيل· وقد زُيِّنت شاحنة الجزائر بالرموز الثقافية للجزائر، حيث وضع على رأس الشاحنة الفنك المعروف أيضا بثعلب الصحراء، ونجد في خلف الشاحنة الرموز الثقافية الجزائرية على غرار قبر الرومية المتواجد بمدينة تيبازة، وجبال الأهقار ومنازل القبب المعروفة بها مدينة وادي سوف· وتم وضع على جانبي الشاحنة رموز للحلي الأمازيغية، واستمرت المسيرة بمرور شاحنات الدول الإفريقية الأخرى، على غرار دولة أنغولا التي زُينت شاحنتها بمنازل التراب، ودولة نيجيريا التي زينت شاحنتها بحيوان التمساح ودولة ''الرأس الأخضر'' التي تزينت شاحنتها ببواخر صغيرة وبألوان مشيرة إلى البحر وكذا دولة جزر القمر· ولعل الأمر المميز في الاستعراض الشعبي هو الفرق الفلكلورية وفرق الرقص والموسيقى التي تلت الشاحنات المشاركة، الأمر الذي مكّن الجمهور الجزائري الذي اصطف على جوانب الشارع إلى جانب العائلات التي كانت تتابع المشهد من شرفات العمارات، من التعرف أكثر على رموز وموروث الدول الإفريقية المشاركة· ولوحظ في هذا السياق أن بعض البلدان التي شاركت في المسيرة عن طريق الشاحنة المزينة برموز دولتها بغياب الفرق الفلكلورية أو الموسيقية أمثال دول جنوب إفريقيا، تونس، زامبيا، سيراليون، السوازيلاندا، الزيمبابوي والنيجر· واختتم الاستعراض الشعبي في حدود الساعة الثامنة مساء بمرور فرق الديوان الوطني للثقافة والإعلام المشرفة على عملية تنظيم الاستعراض، حيث تراوح عدد المشاركين في إنجاح الحدث حوالي 325 فنان وتقني ومصمم، وانتهى الاستعراض الشعبي في جو ثقافي إفريقي محض، ليترك في نفوس الجزائريين الذين حضروه الكثير من الذكريات والصور الجميلة التي ستبقى راسخة في أذهان الجميع· للإشارة، اُختتمت سهرة أول أمس بإطلاق الألعاب النارية في العديد من مناطق وأحياء العاصمة على غرار حي باب الوادي وبلدية القبة، وهذا احتفالا بمناسبتي عيد الشباب والاستقلال وافتتاح المهرجان الثقافي الثاني بالجزائر· المهرجان الثقافي الإفريقي بالأرقام ميزانية المهرجان: 8 ملايير دينار عدد البلدان المشاركة: 53 دولة عدد الفنانين المشاركين: 8000 عدد الراقصين: 2860 عدد الكتب المنتظر إعادة نشرها: 250 عدد الكتاب والناشرين والمحاضرين والشعراء: 160 عدد السينمائيين: 232 عدد العروض المسرحية: 41 عدد المعارض الفنية والبصرية: 9 عدد الحرفيين: 600 عدد المغنيين والملحنين: 2300 عدد العروض الموسيقية: 500 عدد الفضاءات العامة: 25