تنظم اليوم جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية محاضرة بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بعنوان »مساهمة الكشافة الإسلامية والفرق الرياضية في ثورة الفاتح نوفمبر« والتي سينشطها الدكتور المحاضر بجامعة باريس فاتس يوسف، بالإضافة إلى ذلك ستشهد مختلف ولايات الوطن تنظيم نشاطات ثقافية ورياضية والتي تخلد من خلالها الجمعية ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة وكشف القائد العام للجمعية مصطفى سعدون عن تسطير هذه الأخيرة لمجموعة من النشاطات والتي تندرج في إطار إحياء ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة، مشيرا إلى أن المناسبة من أهم المحطات التاريخية التي صنعت مجد حرب التحرير الوطني وساهمت بشكل كبير في ترسيخ الذاكرة الوطنية ومذكرا بمدى مساهمة الكشافة الجزائرية في إشعال شرارة هذا اليوم والتي كان أغلب أبطالها من الحركة الكشفية على غرار ديدوش مراد والعربي بن مهيدي ومحمد بلوزداد. وفي هذا الإطار أكد ذات المتحدث أن إحياء المناسبة سيكون بمثابة عربون وفاء للشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل الوطن، مضيفا أنه تم تسطير برنامجا ثريا ومتنوعا عبر جميع ولايات الوطن والتي سينشطها 93 إطار كشفي، بالإضافة إلى تنظيم ندوات تاريخية وفكرية، وكذا عرض أفلام وثائقية حول تاريخ الجزائر المجيد بالمناطق النائية من أجل السماح لجميع الشباب من الإطلاع على تضحيات الشهداء. أما ولاية تيزي وزو -يضيف- سينظم بها فوج أورير أوزمور الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للأنشودة الثورية وذلك برعاية مديرية الثقافة للولاية وبمساهمة المجلس الشعبي البلدي، ناهيك عن جملة من الأنشطة الجوارية كتنظيف الأحياء وغيرها من النشاطات المعتادة كالمسيرات الكشفية والمعارض الثورية المحاضرات التي ستعرفها كل من ولاية سيدي بلعباس، معسكر، غرداية وغيرها. وفي نفس السياق أكد القائد العام أن الاحتفالات المركزية بالعاصمة ستكون مميزة من خلال تنظيم ندوة تاريخية قيمة تحت عنوان » مساهمة الكشافة والفرق الرياضية في الثورة التحريرية«، والتي سيقدمها البروفيسور والمحاضر بجامعة باريس يوسف فاتس، الذي قام بنشر مقالين حول الفرق الرياضية والكشافة الإسلامية ودورها في تكوين الشخصية الجزائرية الوطنية معتمدا في ذلك على الوثائق الفرنسية. من جهته أبرز مصطفى سعدون الدور الذي تلعبه هذه النشاطات في تحسيس الشباب بأهمية التاريخ في صناعة المستقبل، من خلال إطلاعه على هؤلاء الذين صنعوا الثورة المجيدة وهم في عمر الزهور على غرار الياس دريش ومحمد بلوزداد والعربي بن مهيدي. من جهته تحدث عميد الجمعية مسعود ثوابتي عن إشكالية كتابة التاريخ بعد أن رحل أغلب المجاهدين الذين كانوا عبارة عن مراجع حية، ناهيك عن أن اغلب الوثائق التي تؤرخ لهذه الذكرى المجيدة تم إحراقها إبان الثورة، وهو السبيل الوحيد الذي كان يلجأ إليه الأهل للتخلص من كل ما يتعلق بأبنائهم إذا ألقي القبض عليهم، مشيرا إلى وجود محاولات من طرف الجمعية لكتابة تاريخ الكشافة الجزائرية بالاعتماد على الوثائق القليلة المتوفرة لديها والتي استعملت منها 10 بالمائة فقط، وهي اليوم تسعى لاستغلال ال 90 بالمائة المتبقية لكتابة بعض الحقائق التاريخية. وحول ذات الموضوع أكد رشيد طوبيشي رئيس اللجنة بالجمعية والذي يعود له الفضل في اكتشاف الوثائق التي تؤرخ للكشافة الإسلامية إبان الثورة، والتي تحصل عليها بعد عملية البحث التي قام بها حول تاريخ التكشيف في الجزائر، حيث عثر على مقالين تطرق فيهما الكاتب إلى الفرق الرياضية التي كانت تحوي كشفيين، ليتوصل على أن هذه الأخيرة كانت تساهم وبشكل كبير في تكوين الشخصية الوطنية الجزائرية. وتسعى جمعية قدماء الكشافة التي تعتبر ملتقى الجيلين الجديد والقديم حسب ما أكده مصطفى سعدون إلى رد الاعتبار للشباب الجزائري وزرع الأمل لديه، حيث تضم اليوم في صفوفها أكثر من 20 ألف منخرط يتوزعون عبر أكثر من 400 فوج كشفي يمثلون 40 ولاية، مضيفا أن الجمعية تعمل جاهدة على توعية هذه الشريحة بأهمية التاريخ من خلال عرض حديث وحي بعيدا عن الكلاسيكية، وهو الأسلوب الذي تعتمده الجمعية من أجل أن يستوعب هؤلاء ذلك ويتفاعل معه.