أكد، أمس، محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن دعم الكتاب الديني في الجزائر، نابع من قيم ثورة نوفمبر المجيدة التي كان الإسلام أحد دعائمها، باعتبارها رمزا للهوية الوطنية، يجب على جيل اليوم الحفاظ على مكتسباتها ومقدساتها. وأضاف عيسى، خلال ندوة صحفية نشطها على هامش زيارته إلى الصالون الدولي للكتاب، رفقة وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، أن المرجعية الروحية للشعب الجزائري نابعة من قيم الدين الإسلامي الأصيلة واللغة العربية والأمازيغية، وهذا ما جسدته الكثير من الكتب التي تم تأليفها من طرف وزارة الشؤون الدينية. وبخصوص حظر بعض الكتب ودور النشر الدينية من ولوج الصالون، أوضح عيسى أن الوزارة لا تصادر الكتب، بل تتحفّظ على بعض منها، مؤكدا حرص الوزارة على حماية عقول الجزائريين من كتب طائفية كالأديان الأخرى أو الكتب التي تمجّد الشخصيات، وحتى تلك التي قد تستصغر القارئ الجزائري. وكشف عيسى في ذات السياق، عن تحفّظ الوزارة هذا العام على 77 كتابا، بينما كانت العام الماضي 300 عنوان. وتمحورت مضامين الكتب المصادرة في مساسها وتعارضها مع الثقافة الدينية الجزائرية، وأشار إلى أن المعايير المتبعة في تقييم الكتب تخضع إلى إشراف اللجنة الوطنية لمراقبة الكتب. كما أوضح المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية، جهود الدولة في دعم الكتاب الديني الذي يحظى باهتمام كبير من طرف القارئ. كما أكد في جولته إلى عدة دور نشر، جناح فلسطين، أمريكا والمؤسسة الوطنية للاتصال والإشهار، على أهمية الكتاب بصفة عامة وهو ما زاد عدد دور النشر في هذه الطبعة. وثمّن الوزير جهود الدولة الجزائرية في العناية الكبيرة التي توليها لخدمة الدين الإسلامي والقرآن الكريم، حيث أعرب عن جهود رئيس الجمهورية في دعم طبع المصحف الشريف سنويا، بعد أن كان يطبع كل خمس سنوات فقط، كاشفا عن رغبة الوزارة في تحقيق طبع 15 مليون مصحف برواية ورش. وفي ذات السياق، كشف عيسى عن طبع مصحف مفسّر باللغة الأمازيغية على نهج المصحف الذي طبعه مجمع الملك فهد بالسعودية، وكذا مصحف باللغة الفرنسية ومجلة دينية موجهة إلى الجالية الجزائرية بالخارج، بالإضافة إلى زيادة عدد المصاحف بلغة البراي الخاصة بالمكفوفين. من جهتها قالت نادية لعبيدي، وزيرة الثقافة، إن دائرتها الوزارية تعمل على نهج وزارة الشؤون الدينية في دعم الكتاب والمحافظة على الهوية الوطنية، من خلال التشاور والتنسيق المحكم بين الوزارتين، لاسيما ما يتعلق بالإسلام والعربية والأمازيغية وكل ما يحافظ على الوحدة الوطنية. وبخصوص الضجة الإعلامية التي واكبت عرض فيلم «الوهراني»، الذي حمل بعض المشاهد قد تسيئ إلى سمعة المجاهدين، بعد عرضه في دور السينما بمناسبة ستينية الثورة، صرحت لعبيدي أن الوزارة تتمسك بموقف الجمهور تجاه أي قضية يراها غير مناسبة أو تمس بسمعة المجاهدين. وأوضحت أن الفيلم هو وجهة نظر، ولا يعبّر عن الرأي الرسمي لوزارة الثقافة.