كشف أمس، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، محمد الغازي، أن المخطط المنتهج من قبل الحكومة لمحاربة البطالة وترقية الشغل، حقق نتائج جد مشجعة، وشدّد على ضرورة اكتساب التكوين والتأهيل اللازمين للحصول على الدعم والمرافقة لخلق مؤسسات مصغرة. قال محمد الغازي، أن البطالة في الجزائر تمس أساسا الشباب طالبي العمل لأول مرة، والتي تعرف ب«بطالة الإدماج" وأوضح لدى إشرافه على افتتاح الندوة المغاربية حول "تشغيل الشباب وتكييف مخرجات التعلم والتكوين المهني مع متطلبات سوق العمل" بالعاصمة، أن سياسة دمقرطة التعليم والتكوين ومجانيتهما وضمان تكافؤ الفرص سمح للملايين من الشباب باكتساب مؤهلات ومهارات. ليشير في المقابل إلى العقبة التي تعيق إدماج الكفاءات والمؤهلين في مناصب عمل، بسب عدم موائمة مواصفات التكوين مع احتياجات سوق الشغل، ليؤكد أن" قطاعات التعليم والتكوين المهنين والتعليم العالي والبحث العلمي بالإضافة إلى القطاع المكلف بالتشغيل مطالبة بتكوين يستجيب لمتطلبات المؤسسات والاقتصاد الوطني". واعتبر الوزير، أن الاستثمارات العمومية والخاصة، في مجال تطوير البنية التحتية سمحت بخفض نسبة البطالة من 30 بالمائة سنة 1999 إلى 9.8 بالمائة في أفريل 2014. وشرح الغازي المقاربة الحالية للحكومة لترقية تشغيل الشباب، والتي تعتمد حسبه على إشراك عديد القطاعات ومساهمة الفاعلين وضرورة بروز مرفق عمومي لتفعيل سوق العمل. وأفاد أن مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة المصادق عليه سنة 2008، يولي أهمية خاصة لتكوين طالبي العمل من الشباب بغية تكييف مهاراتهم مع احتياجات المؤسسة، وهنا أكد أن الوزير أنه "تقرر عدم تقديم أي دعم في إطار وكالتي أونساج وأونجام إلا لمالكي شهادات تأهيلية". وقدم الغازي الإحصائيات المتعلقة بإحداث النشاطات الخاصة وبالوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة، وقال " تم تمويل منذ إطلاق الجهازين وإلى غاية 30 سبتمبر 2014، ما عدده 429 ألف و29 مؤسسة مصغرة، ترتب عنها إحداث 990 ألف و571 منصب عمل دائم" مضيفا " هناك مؤسسات انطلقت بفردين وأصبحت اليوم ب 60 و70 عامل بمناصب دائمة". وبخصوص ترقية العمل المأجور للشباب، ذكر محمد الغازي أنه منذ اطلاق جهاز المساعدة على الإدماج المهني سنة 2008 وإلى غاية 30 سبتمبر 2014 ، تم إدماج حوالي مليون و839 ألف وتوظيف 173.259 شاب في إطار عقود العمل المدعمة. وختم الوزير بالتأكيد على أن التشغيل والبطالة يشكلان تحديا مشتركا للمنطقة المغاربية داعيا إلى توطيد الجهود والتعاون لتخفيضها وخلق مناصب عمل للشباب التي تشكل الشريحة الأكبر. من جهته قال ممثل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، لدى افتتاحه أشغال الندوة، أن معظم الآفات الاجتماعية التي ينحرف عليها الشباب ناجمة عن البطالة وقلة فرص العمل، ودعا إلى إيجاد صيغ مشتركة لتكييف متطلبات التعليم والتكوين المهنيين مع متطلبات سوق العمل.