أشرفت وزيرة الثقافة نادية شرابي لعبيدي بمعية كل من نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي ورئيس المركز الهندي للثقافة ميساتي مهنتة، أول أمس الخميس، على افتتاح المهرجان العربي الهندي في طبعته الثانية، والذي سيدوم إلى غاية 27 من الشهر الحالي . تشارك في المهرجان 9 دول هي مصر، العراق، السودان، عمان، تونس، المغرب، موريتانيا، فلسطين والهند ضيف الشرف، وسيحطّ المهرجان رحاله بعدة ولايات جزائرية منها عنابة، تيبازة وتلمسان. أكدت الوزيرة لعبيدي على علاقات الصداقة التي تربط الجزائر والهند وعن التأثير والتأثر بين الثقافتين والتشابه الحاصل بينهما، وأعطت مثالا على ذلك، الأفلام الهندية التي بقيت صورا راسخة في أذهان الجزائريين مكوّنة بذلك خلفية ثقافية كان لها الأثر الكبير. وتحدث أحمد بن حلي عن العلاقات العربية الهندية وكيف يمكن أن نجعل الفعل الثقافي يواكب حجم التبادلات التجارية التي وصلت إلى 184 مليار دولار، ودعا إلى تبني لغة الحوار بين الثقافات ومحاربة التطرف وفكرة الصدام بين الحضارات. وفي هذا الإطار أعلن عن إنشاء مكتبة جزائرية - هندية للجزائريين وكل نظرائهم العرب. بدوره رئيس المركز الهندي للثقافة ميساتي مهنتة، نوّه بالعلاقات التاريخية بين بلاده والدول العربية وكذا تأثير الحضارة العربية على الثقافة الهندية معتبرا المهرجان فرصة لتوطيد هذه العلاقات وتمازج الثقافات والتعرف على الآخر. وعرف الحفل عرضا راقصا بعنوان « تناغم» أو «اسموس»، جمع بين فرقة الباليه الوطني وفرقة بساديها الهندية في 14 لوحة فنية رائعة مزجت بين الثراتين الجزائري والهندي. هي لوحات اشتركت في تأديتها الفرقتان وعرّفت بجميع الطبوع الجزائرية والهندية حتى من خلال اللباس التقليدي الذي ظهر به الراقصون. في تصريح ل «الشعب» قالت الوزيرة لعبيدي+: «لقےد تم اختيار الرقص لحفل الافتتاح لأنه الأسهل في الوصول للآخر فالموسيقى ولغة الجسد هما لغتان عالميتان، والهدف كان تشارك وتفاعل الشباب من البلدين في تأدية هذا العرض». العرض كان من تصميم مشترك بين مصممة الرقصات الجزائرية ومديرة معهد الباليه ناموس فاطمة الزهراء التي عبّرت عن فرحها بنجاحه والذي تمّ التحضير له مدة أسبوع فقط بمعدل 10 ساعات لليوم بعد أن تمّ اختيار الفرقة الهندية في وقت سابق لتقارب المستوى مع فرقة الباليه الوطنية. وهو ما اعتبرته مدة قصيرة لهذا فقد تمّ اختيار الرقصات التقليدية الأكثر سهولة كالتلمساني والعاصمي وتمنت لو كانت المدة أطول لتحقيق انسجام ونجاح أكبر، وصاحب الفرقة الهندية «سادهيا» الراقص سانتوش ناير والذي بدوره ثمّن هذه التجربة التي اعتبرها رائعة وسمحت له بالتعرف على الثقافة الجرائرية من موسيقى ورقص ولباس وهو نفس الأمر الذي عبّر عنه الراقص الهندي ساهول بهيتا، والذي قال: «لم أجد صعوبة في تأدية الرقصات الجزائرية». للتذكير فقد احتضنت نيودلهي المهرجان العربي الهندي في طبعته الأولى سنة 2008، ونظم على هامشه المنتدى الاقتصادي العربي الهندي.