أجمع العديد من رؤساء بلديات ولاية تيبازة على أنّ سير وتيرة التنمية المحلية أضحى يميّزه طابع الاستعجال وتحديد الأولويات ولم يتمكن هؤلاء من تلبية حاجيات مواطنيهم المعبر عنها خلال الحملة الانتخابية لسنة 2012 لأسباب تتعلق بتضاعف الحاجيات وتكاثرها مقابل جفاف منابع دعم الميزانيات السنوية لذات البلديات . فإذا كان السكن والشغل يعتبران قاسمان مشتركان لمشاكل الجزائر قاطبة فإنّ تقريب الخدمات الإدارية والصحية والتعليمية من المواطن لم تكن تطرح من ذي قبل بالصيغة التي أضحت تطرح بها حاليا بحيث أضحى الجميع يطالب بتوفير المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة غير بعيد عن مقر الإقامة ناهيك عن دعم الخدمات الصحية من حيث توفير الأطباء ومساعديهم ومختلف المرفقات الأخرى إضافة إلى تهيئة الطرقات على اختلاف أنواعها بما في ذلك تلك التي توصل للمناطق النائية وتبقى هذه المطالب بالرغم من ذلك طبيعية ومعقولة في نظر رؤساء بلديات الولاية الذين فوجئوا بتنامي حقيبة المطالب باحتوائها على أمور أخرى تعنى بالهاتف والأنترنت وغاز المدينة وغيرها الشيء الذي كان يعتبر حلما منذ الاستقلال وأضحى يصنف حاليا ضمن أبسط مطالب عدّة فئات من المجتمع التيبازي الذي شهد تناميا مفرطا في نمط معيشته ومن ثمّ فإنّ مطالبه المرتبطة بتحسين مختلف أوجه الحياة أضحت تتضاعف باستمرار بشهادة القائمين على جرد هذه المسائل الاجتماعية والتقنية، ليكتشف جميع رؤساء البلديات أخيرا بأنّ حزمة مطالب السكان خلال الحملة الانتخابية لسنة 2012 تضاعفت مرات عديدة ولم يعد بالإمكان التجاوب معها بسهولة في ظلّ شحّ الموارد المالية التي تبقى معظمها ترتبط بإعانات الدولة. على صعيد آخر أكّد العديد من رؤساء بلديات الولاية كاغبال وبني ميلك مثلا على أنّ الميزانية السنوية للبلدية تعتمد بنسبة تفوق 90٪ على إعانات السلطات العمومية باعتبار مداخيل تلك البلديات لا تكفي حتى لدفع رواتب الموظفين وبالنظر إلى ضخامة الحاجيات المعبر عنها عبر مختلف البلديات فقد لجأت السلطات إلى توزيع المشاريع بالتقطير عقب إجراء عدة عمليات حسابية تعنى بتلبية الحاجيات وفق منطق الأولويات لاسيما وأنّ التنامي المفرط لميزانية الولاية طيلة سنوات خلت لم يمكّن الجهات المعنية من فك ألغاز دفع وتيرة التنمية المحلية بالشكل الذي يريح المواطن. بلدية أغبال نموذج ثلث الميزانية للموظفين و 95c/o منها من إعانات الدولة أشار رئيس بلدية أغبال النائية "بلقاسم خالدي" إلى أنّ ميزانية البلدية للسنة الجارية قدرت ب 14 مليار سنتيم لم تساهم السلطة المحلية فيها سوى ب600 مليون سنتيم التي تمثل مداخيل الأملاك والجباية المحلية في حين تراكم مبلغ 6 ملايير سنتيم من سنة 2013 أما ما تبقى من ذلك فهو يرجع أساسا إلى عطاء السلطات الولائية مع الإشارة إلى أنّ كتلة الرواتب ل 120 موظف بالبلدية بمختلف الدرجات والرتب تستهلك لوحدها سنويا مبلغ 5 ملايير سنتيم ومن المستبعد بأن تبلغ ميزانية السنة المقبلة هذا السقف الذي يعتبر معقولا جدا بالنظر إلى الموقع الجغرافي للبلدية، وبالنظر إلى تواضع الميزانية المرصودة مقارنة مع شساعة أراضي البلدية وحاجيات السكان المتزايدة والمتراكمة منذ عدة سنوات خلت فقد اعترف رئيس ذات البلدية بأنّ ما أنجز من مشاريع إنمائية خلال السنتين المنصرمتين يعتبر مهما إلا أنّه يبقى بعيدا كلّ البعد عن تطلعات سكان المنطقة الذين لا يزالون يطالبون بثانوية لتمدرس أبنائهم، ترقية الخدمات الصحية وتهيئة شاملة للطرقات الفرعية التي أضحت جدّ مهترئة في حين تبقى مشاكل السكن والشغل أقلّ ضغطا على السلطة المحلية بالنظر إلى انشغال معظم الساكنة بالنشاط الفلاحي وحصول طفرة نوعية محليا فيما يتعلق بتوزيع السكنات الريفية . وفي ذات السياق أشار رئيس بلدية أغبال النائية إلى تسليم الشطر الثالث والأخير ل300 مستفيد من السكن الريفي خلال السنة المنصرمة إضافة إلى 200 مستفيد آخر خلال السنة الجارية، فيما تعكف السلطات حاليا على دراسة أكثر من 700 ملف آخر حاليا توجد معظمها على مستوى الصندوق الوطني للسكن بحيث يرتقب بأن تتم العملية بوتيرة متسارعة عكس ما كان معمولا به من ذي قبل تماشيا ومتطلبات تحسين الخدمة العمومية، أما عن أهم المشاريع المتكفل بها خلال السنتين الماضيتين فقد أشار رئيس البلدية إلى أنّها تعنى بالأساس بالتطهير الصحي لعدة دواوير (زادرة1 بني ناظور بني بختي حدادوة أغبال مركز ) كما أنّ مشاريع أخرى مماثلة يتم إنجازها حاليا بكل من دواوير بوييش وصولاية وشحافة وبني عيرور وبني ناظور في إطار التوسعة، وفيما يتعلق بالماء الشروب فقد أنجزت البلدية بئرا بمنطقة واد قلال خصيصا لتزويد الساكنة بهذه المادة بحيث انتهت الأشغال بها مؤخرا على أن يتم ربط المشروع بالشبكة المحلية للتوزيع قبيل شهر ماي القادم استجابة لمطالب السكان المتزايدة والمتكررة حول المياه وفيما يتعلق بالطرقات فإنّه يرتقب استلام مشروع تهيئة وتعبيد طريق شحافة نهاية السنة الجارية ليضاف إلى جملة مشاريع أخرى في هذا المجال على أن يشرع قريبا في تهيئة طرقات بني ناظور وزادرة2 ، بالنسبة لغاز المدينة فقد بلغت أشغال إنجاز القناة الرئيسية 70٪ لأول مرة منذ الاستقلال على أن يتم توصيل الدواوير بهذه المادة خلال السنة المقبلة وتبقى مطالب توسيع الكهرباء الريفية وتوسيع شبكة الماء الشروب وتدعيم الخدمات الصحية وتهيئة المزيد من الطرقات وإنجاز الثانوية قائمة إلى إشعار آخر.