لا يزال سكان القرى النائية بأعالي بلدية أغبال التابعة لدائرة قوراية يعانون الويلات جراء غياب أدنى ضروريات الحياة بهذه المناطق المعزولة منها الحالة السيئة للطرقات الرابطة بين قراهم ومقر البلدية والتي تمثل الهاجس الأكبر الذي يؤرق سكان هذه القرى ويعمق همومهم ومشاكلهم اليومية خاصة أنهم يضطرون لسلكها يوميا للذهاب إلى العمل أو التمدرس أو التنقل لقضاء حاجياتهم اليومية. يعاني سكان بلدية أغبال من العديد من المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم، خصوصا أن بلديتهم تقع في منطقة معزولة جدا وبعيدة عن المحيط العمراني حيث تتميز البلدية بتجمعاتها السكنية المتناثرة هنا وهناك اضافة الى وقوعها في منطقة جبلية تتميز بمنعجرات خطيرة الأمر الذي جعاها تعيش عزلة وتأخرا كبيرا في التنمية، عكس البلديات الأخرى الواقعة في الجهة. كما كشف السكان عن مشكل تدهور الطرقات وانعدام التهيئة ومعاناتهم الكبيرة في فصلي الشتاء والصيف. وقد عبر سكان بلدية أغبال عن الواقع المرير الذي يعيشونه في هذه البلدية، خصوصا الشباب، حيث قال سكان المنطقة إن العمل هو شغلهم الشاغل بسبب البطالة الخانقة التي يعيشها شباب المنطقة، معبرين عن غضبهم الشديد من التجاهل الذي تنتهجه الجهات المعنية تجاه الأوضاع المفروضة عليهم وتركهم يواجهون صعوبة وقساوة الحياة دون تحريك أي ساكن أو برمجة مشاريع تنموية تساعدهم والسكان المقيمين بالمناطق النائية المجاورة على الظفر بالحياة الهادئة والعيش الكريم. كما صرح أحدهم بأنه لم يتم استكمال مشروع تعبيد الطرق الرابطة بين قراهم ومقر بلدية أغبال مما يصعب الحركة والتنقل بحكم أنها طرق محفورة ومنعرجة تنتشر فيها الأتربة والحفر تتحول عند تساقط الأمطار إلى مستنقعات تتجمع فيها المياه وتعيق حركة مرور السيارات وتجعل سكانها يضطرون لارتداء أحذية مطاطية بدلا من أحذية عادية رغم مطالبتهم المتكررة للسلطات بتهيئة طرقاتهم وتعبيدها. وأمام تفاقم الأوضاع المزرية لقاطني هذه المناطق ومعاناتهم مع وضعية الطرق المهترئة ناشد السكان مسؤولي بلدية اغبال ضرورة التدخل لإيجاد حلول لمشاكلهم وتعزيز تجمعاتهم السكنية بمشاريع تنموية، خاصة مخططات تعبيد الطرقات وتهيئتها لرفع الغبن عنهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية. هذه البلدية النائية التي تحتاج حسب الشبان البطالين الذين تحدثوا إلينا، إلى برامج تنموية هامة في مجالات عدة منها شق الطرقات الريفية وفك العزلة عن أغلب المناطق المعزولة المترامية في العديد من المشاتي البعيدة نظرا لصعوبة المسالك الجبلية، فقد شكل تبعثر التجمعات السكانية عقبة في نظر المسؤولين المحليين ومنها حرمان العديد من سكان المناطق من الكهرباء الريفية نظرا لتباعد السكنات عن بعضها البعض أو البنايات الريفية الجديدة، لهذا مازالت نسبة التغطية بالكهرباء لم تكتمل لحد الآن مما يتطلب مساهمة البلدية بنسبة معينة ومساهمة المواطن بنسبة أخرى لعدم وجود ميزانية إضافية. ويطالب العديد من سكان بعض المناطق على غرار دوار زادرة 1و2، احدادوا 1 و2، ودوار خيرناس، ودوار بلعافية، وتيزي معزوز، وشحاتة، وبني بختي، وبني ناظور وبالحلول الجدية لرفع الغبن عن أبناء المنطقة في مجال النقل وربط جميع المداشر بالحد الأدنى من وسائل النقل باتجاه مقر البلدية والدائرة. من جهة أخرى تعاني الدواوير من نقص النقل حيث يتجه التلاميذ إلى مقاعد الدراسة مشيا على الأقدام لمسافة تتجاوز 5 كلم ذهابا وإيابا وهذا ما يزيد من متاعبهم اليومية ويقلص من مستواهم الدراسي. ويأمل شباب وسكان البلدية أن يفي والي الولاية مصطفى العياضي بوعوده للسكان والتي قطعها على نفسه أثناء الزيارة الاخيرة التي قام بها للبلدية رفقة المنتخبين المحليين واعضاء من المجلس الشعبي الولائي حيث استمع الى انشغالات السكان واطلع على أوضاعهم المعيشية.