في حوار خص به الفجر ثمّن الدولي السابق علي فرقاني بمستوى المنتخب الوطني في مونديال السامبا وما قدموه من مجهودات جبارة مكنتهم من تحقيق ما عجز جيلهم على فعله وهو بلوغ الدور الثاني وفي نفس السياق امتدح فرقاني العناصر الوطنية دون استثناء واصفا إياهم بالمحاربين بعد كل ما قدموه من تضحيات لإسعاد الشعب الجزائري والعربي كما علق المدرب السابق لشباب باتنة حول رحيل البوسني وحيد حليلوزيتش للعارضة الفنية للخضر وقال أنه حر في قراراته وعلى الجميع احترام أموره الشخصية مضيفا أنه خرج مرفوع الرأس سيما بعد قيادته الخضر للانجاز التاريخي كما حيا فرقاني رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة الذي فكر في مصلحة المنتخب بالبحث عن خليفة البوسني منذ مدة طويلة مؤكدا أن سر نجاحات المنتخب تعود إليه وتيقن صاحب ملحمة خيخون بنجاح المدرب الجديد للخضر غوركوف في توليه الإشراف على المنتخب الوطني بسبب امتلاكه لمنتخب متكاملا تركه البوسني. كما لمح فرقاني إلى قدرة الخضر بتحقيق اللقب الإفريقي وتيقن في نفس الوقت بوصول محاربي الصحراء إلى الدور النصف النهائي بسبب امتلاكهم لخيرة اللاعبين مشددا في نفس الوقت بالحذر من مالي وإثيوبيا اللتان ترغبان في الإطاحة بالخضر بعدما أصبحوا المرشح الأول. وتطرق فرقاني إلى عدة أمور أخرى تخص تتويج ألمانيا باللقب ومستقبله التدريبي يكشفها في الحوار الأتي. الفوز بكان 2015 ممكن جدا لكن هناك أمور قد تقف ضدنا كيف تقيم مستوى المنتخب الوطني في مونديال السامبا؟ الخضر أدوا مونديال أكثر من رائع عدا لقاء بلجيكا الذي لم نعرف الدخول فيه لكن في الحصيلة أعتقد العناصر الوطنية أدت ما عليها وشرفت راية العرب والجزائر بدليل بلوغنا الدور الثاني الذي كان هدفا مسطرا والحمد لله أنه تحقق بعد طول انتظار وبفضل هذا الجيل الذي أمتعنا وخرج مرفوع الرأس من الاستحقاق العالمي بعد تحقيقه ما كان مطلوبا منه. أعتقد أنه منتخب المستقبل وخروجنا من مونديال البرازيل بتلك الطريقة ”يقصد لقاء ألمانيا” زاد من قيمة المنتخب وأعجب الكثيرين الذين أكدوا أن الجزائر صنعت جيلا جديدا يصعب محوه. هل كان هناك من لفت انتباهك في هذه الدورة؟ أظن أن كل اللاعبين كانوا محاربين فوق الميدان ونالوا الثناء دون استثناء فمن الصعب اختيار الأحسن بينهم مادام الجميع لعب دورا في وصول الخضر إلى ما هو عليه دون أن ننسى تهاطل العروض الأوروبية التي تلاحقهم قصد الظفر بخدماتهم ما يؤكد أنهم كانوا أبطالا في المونديال. فالحارس مبولحي كان موفقا في تدخلاته وأكبر المتفائلين لم يتوقعوا صموده في اللقاءات كما أن البركة تعود كذلك إلى دفاع الخضر بقيادة حليش الذي لم يظهر أي نقص في المنافسة وكان صمام الأمان شأنه شأن براهيمي وفيغولي وسليماني وغيرهم الذين أبانوا عن مجهودات خارقة ونالوا ثناء الجميع وكانوا محاربين فوق الميدان يتطلب ذلك شكرهم على كل ما قدموه من تضحيات من أجل الجزائر. ما تعليقك حول رحيل الناخب البوسني وحيد حليلوزيتش ورفضه التجديد مع الخضر؟ حليلوزيتش كان يريد الرحيل من البداية والدليل على ذلك رفضه تجديد العقد قبل مونديال البرازيل بأشهر ما أدى إلى البحث عن خليفته. المدرب البوسني له الحق في قراراته وهذه أمور شخصية لا يمكن التدخل فيها. حليلوزيتش خرج مرفوع الرأس ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بقيادته الخضر إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخه. كما أن الفاف قامت بدور كبير بالبحث عن خليفة البوسني قبل المونديال وقد وضعت احتياطاتها من البداية ووضعت مصلحة الخضر قبل كل شيء ما يؤكد وقوف محمد راوراوة على انجازات المنتخب في المونديال لدى رحيل حليلوزيتش سيعوض من دون شك بنجاح وفقا لما تركه البوسني. تقصد أن المدرب الجديد غوركوف سينجح مثل حليلوزيتش؟ بالطبع سينجح مادام أنه سيجد منتخبا كاملا ينتظره. غوركوف لديه خبرة في الميادين الفرنسية بعدما درب فريق لوريون لمدة طويلة وهو شغوف بتحقيق الانتصارات وقبوله الإشراف على المنتخب الوطني خير دليل رغم عدم امتلاكه للتجربة مع أي منتخب من قبل فقط عليه أن يحتفظ باللاعبين السابقين وأن يغير فقط المدافع الأيمن الذي يبقى النقطة السوداء في الخضر. وهو الآن مطالب برفع التحدي الذي تركه حليلوزيتش ويلزمه الذهاب بعيدا في منافسة كأس إفريقيا المقبلة. عودة إلى كلامك..هل بمقدورنا تحقيق التاج الإفريقي؟ لما لا. لكنني لا أظن أن الفاف قد سطرت الفوز بكأس إفريقيا كهدف رئيسي رغم أننا مرشحين لذلك بعد تأديتنا لمونديال كبير ترك بصمته وزاد الضغط علينا. فأنا أعتقد أن الهدف الذي سيسطره رئيس الفاف محمد راوراوة هو الوصول إلى الدور النصف النهائي رغم أننا في أفضل رواق. لكن لا يجب الضغط على المنتخب فإن وصلنا إلى الدور النصف نهائي يمكننا الفوز بالبطولة المقبلة في 2017 والتي قد تكون الجزائر صاحبة الضيافة ما يجعلنا الأقرب لتحقيق اللقب القاري. لذا أولا يجب التفكير في التصفيات التي تنطلق شهر سبتمبر مادمنا في مجموعة جيدة الحذر فيها مطلوب وهناك أمور قد تعيقنا. ماذا تقصد؟ بعد مونديال البرازيل وتحقيقنا لنتائج رائعة سيكون الضغط عن أشده على المنتخب الوطني والكل يرغب في الإطاحة بنا فمجموعتنا نسبيا سهلة على الورق لكن على الميدان سيكون هناك كلام آخر فالمنتخب المالي يريد الثأر كرويا من إقصائنا له في التصفيات المؤهلة لكأس العالم كما أن منتخب إثيوبيا كثر الكلام عليه كثيرا أنه الحلقة الأضعف والعكس صحيح مادامت قد وصلت إلى دور المجموعات كما أن مباريات كأس إفريقيا تختلف كثيرا عن مقابلات أوروبا والعالم وسفرية المنتخب إلى أدغال إفريقيا ستكون صعبة في ظل الحرارة المرتفعة ومدة الرحلة. لدى على محاربي الصحراء توخي الحذر وتجنب الكواليس وإعطاء كل ما لديهم لتشريف الجزائر. هل كان بإمكان الخضر الذهاب بعيدا في مونديال البرازيل؟ من الصعب معرفة ذلك ونحن خارج المونديال صحيح أننا كدنا نقصي ألمانيا من الدور الثمن نهائي وهي الآن صاحبة اللقب العالمي لكن لو مررنا إلى الربع نهائي قد نخسر أمام فرنسا وحتى في جيلنا الماضي كان بمقدورنا الذهاب بعيدا بعد تخطينا ألمانيا لولا المؤامرة النكراء التي تعرضنا لها. لدى المهم هو وصولنا إلى الدور الثاني والبقية تأتي لاحقا ولا يجب الندم على أي شيء لأن الماضي انتهى والمستقبل بين أيدي الخضر في الاستحقاقات القادمة. في اعتقادك هل تتويج ألمانيا باللقب العالمي مستحق؟ بالطبع هو تتويج مستحق فالمنتخب الألماني أثبت علو كعبه وحقق انتصارات على منتخبات كبيرة كالبرازيلوفرنسا ونتيجة 7-1 أمام السامبا خير دليل على ذلك. المانشافت أدى بطولة في المستوى دخل التاريخ كونه المنتخب الأول أوروبيا يفوز بكأس العالم في أمريكا اللاتينية. كما أن المدرب يوخاكيم لوف أظهر لمسته في العديد من المرات كاستدعائه للاعب كلوزه الكبير في السن ونجاح هذا الأخير في اعتلاء هدافي المونديال عبر التاريخ كما أن لمسته في المباراة النهائية وإقحامه للاعب غوتزه صاحب هدف الفوز في اللحظات الأخير خير دليل على ذلك. لوف يستحق الإشادة والفضل الكبير في تتويج المانشافت يعود له بعدما قاد بلاده إلى تخطي عمالقة الكرة. لكن مباراة الجزائر كادت أن تقصيهم؟ أعتقد أن الألمان لديهم عقدة مع منتخبات شمال إفريقيا بدليل تعادلهم أمام المنتخب التونسي سنة 1978 ثم انهزموا أمام الخضر عام 1982 وهذا العام تعادلوا ضد منتخب غانا بهدفين لمثلهما وانتصروا بصعوبة أمام المنتخب الوطني. مؤشرات توحي بعقدة المانشافات أمام منتخبات شمال إفريقيا لكنهم أثبتوا علو كعبهم بتحقيقهم اللقب العالمي. صحيح أنه كان بمقدورنا تجاوزهم لكن الخبرة هي من صنع الفارق في تلك المباراة والخضر قدموا تضحيات كبيرة لكن سوء الطالع بات أن يخسروا ويغادروا بشرف كما أننا فخورين بمنتخبنا الذي أسال العرق البارد لصاحب اللقب. وهل من تطورات حول مستقبلك التدريبي؟ حاليا لا جديد يذكر صحيح أنني تلقيت اتصالات لأندية من القسم المحترف الثاني لكنني لست متحمسا لها حاليا. سأدرس بقية العروض ولدينا الوقت الكافي لاختيار الأفضل لي كما أن المشروع الرياضي هو الأهم بالنسبة لي وأمل أن أجد الفريق الذي يلعب من أجل ذلك.