شهد قطاع الطاقة انتعاشا حقيقيا في عام 2014 بفضل الارتفاع في سقف الإنتاج إلى جانب الزيادة في عدد الاكتشافات سواء تعلق الأمر بآبار النفط أو الغاز بعد تسجيل ما لا يقل عن 30 اكتشافا جديدا، ويعزز تلك المكاسب الشروع في تهيئة أول حقل للغاز الصخري في الجزائر في تجربة نموذجية هى الأولى من نوعها، ترجمت الإرادة القائمة في تنويع مصادر التمويل بالطاقة والسير نحو رفع الإنتاج ومن ثم الصادرات الوطنية والأهم في كل ذلك أن التجربة جسدت بفضل كفاءات جزائرية وما تجدر إليه الإشارة فإنه تم خلال السنتين الفارطتين اكتشاف ما لا يقل عن 1 مليار طن من النفط والغاز بفضل عمليات تنقيب مجمع سوناطراك وشركات نفطية أجنبية. يُراهن كثيرا على توسيع استغلال الثروات الباطنية المتنوعة في استحداث مناصب الشغل وتأهيل المهندسين والتقنيين الجزائريين، والرفع من سقف الصادرات الجزائرية للاستمرار في تمويل الاقتصاد الوطني خاصة الإستثمارات، لأن قطاع الطاقة الذي سجل خلال السنوات القليلة الماضية تراجعا في الإنتاج، عاد في عام 2014 ليؤكد قدرته على تنويع موارده الطاقوية سواء من الطاقة التقليدية أو غير التقليدية ويشكل الغاز الصخري والطاقة الشمسية أهم الموارد غير التقليدية المستقبلية، خاصة أن الجزائر تخوض تجربة نموذجية هي الأولى من نوعها بعد الشروع في تجسيد عملية حفر 4 آبار بأحنات بعين صالح، ويجري التنسيق مع الخبراء حتى لا يكون أي أثر على البيئة أو المياه، وفي ظل التأكيد أنه لا توجد أي خطورة على الطبقة الأرضية لأنه يتم التحكم في كل الأمور ويتم تسيير العملية بحذر كبير ويتم أخذ جميع الاحتياطات لذلك. 100 بئر تستحدث 50 ألف منصب شغل تمكن مهندسو مجمع سونطراك الانتهاء من حفر أول بئر بحوض أحنات بحوالي 100 كيلومتر حيث يضم الحوض 4 آبار علما أن طاقته تناهز7.500 مليار متر مكعب من الغاز الصخري، وتوجد عدة أحواض بالجنوب الكبير نذكر منها منطقة تميمون وأدرار على وجه الخصوص. وعملية الحفر التي تجري بحوض أحنات تم فيها الانتهاء من حفر بئر واحد بها بينما العملية انطلقت في بئرين آخرين، على أن يبقى البئر تحت الرقابة الدقيقة لمدة 3 سنوات بهدف الوقوف على حجم الاحتياطات وقدرات الاستغلال، لأنه عندما يتحدد حجم الاحتياطات يتم التقليص من التكلفة، علما أن عملية الحفر تقنياتها لا تختلف عن تقنيات استغلال الموارد الباطنية الأخرى، وتتطلب الماء لإجراء عملية التكسير وكذا بعض المواد الكيميائية حيث يقلل منها بشكل كبير لأن أنواعها متعددة، حيث يحرص مهندسو سونطراك على التحكم في الأخطار وتسيرها بشكل جيد، لأنه في عملية الحفر تؤخذ عدة احتياطات للمحافظة على الطبقة الجوفية ولا أخطار بيئية ولا أثار سلبية على المياه مثلما أكده كل من وزير الموارد المائية حسين نسيب وكذا وزيرة البيئة دليلة بوجمعة، ولا يستعمل من احتياطي الماء سوى 1٪ فقط. ..."بالتكنولوجيا يمكن كذلك تجاوز المخاوف أو أي أخطار ومضاعفات على البيئة.." بهذه العبارة طمأن الوزير يوسفي خلال آخر زيارة قادته لمعاينة أول حوض نموذجي بأحنات، والعملية يتحكم فيها جزائريون واعون بأهمية الحفاظ على البيئة". ويتوقع أن تسمح الطاقة غير التقليدية باستحداث الآلاف من مناصب الشغل وتساهم في امتصاص البطالة بشكل مباشر ودائم على اعتبار أن 100 من الغاز الصخري ينتظر منها أن تستحدث ما لا يقل عن 50 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر. يذكر أن الفترة الزمنية لعملية حفر البئر المعقولة لا تتعدى مدة 80 يوما حسب ما أكده الخبراء التقنيون من عين المكان. وانطلاق الجزائر في استغلال الغاز الصخري بحذر واستنادا لخبرة وكفاءة إطاراتها مؤشر على أنها ستكون من البلدان العربية والإفريقية التي تملك القدرات والخبرة في استغلال الثروات غير التقليدية. آفاق واعدة لتطوير إنتاج الطاقة استقرت صادرات المحروقات في عام 2014 عند حدود ال60 مليار دولار، حيث لم تسجل سوى تراجعا طفيفا، ويجري بالموازاة مع ذلك، العمل من أجل تنويع مصادر الطاقة لمواجهة أي تراجع في الطاقة التقليدية، علما أن جميع المؤشرات تعكس الارتفاع في الإنتاج الوطني، فبعد أن بلغت الاحتياطات الطاقوية في الفترة الممتدة ما بين 2013 و2014 نحو 4 ملايير معادل للبرميل، فإن الجزائر مازالت تملك احتياطا معتبرا حسب الخبراء في ظل الإرادة القائمة لتنويع المصادر الطاقوية دون إحداث أي أخطار على البيئة أو التأثير على الجانب الجيولوجي. وبلغت الاكتشافات المحققة في العام المنصرم نحو 30 اكتشافا مسجلة زيادة محسوسة مقارنة بعام 2013، وناهزت الاحتياطات الجزائرية1 مليار طن من النفط والغاز بفضل عمليات تنقيب مجمع سوناطراك وشركات نفطية أجنبية، وتوصف هذه الحصيلة بالإيجابية حيث سطرت آفاق واعدة لتطوير وترقية إنتاج الطاقة، لأنه يتوقع في آفاق عام 2019 الرفع من إنتاج البترول بنسبة لا تقل عن 20 ٪ والغاز ب40 ٪، بينما بخصوص الكهرباء يرتقب تحيين برنامج للطاقات المتجددة يراهن فيه على إنتاج نحو 22000 ميغاواط من الكهرباء بفضل الطاقتين الشمسية والهوائية، لذا مسطر أن يقفز إنتاج الكهرباء إلى حدود 30 ٪ في آفاق عام 2030. وبفضل الطاقة غير تقليدية تبقى الجزائر من أهم البلدان التي تتوفر على الموارد الطاقوية ومن ثم تنوع صادراتها في الأسواق الدولية، لكي لا تتأثر كثيرا باضطرابات أسعار النفط خاصة في المرحلة الراهنة التي تسعى فيها لتوسيع وتعميق استثماراتها في جميع القطاعات بما فها الطاقة غير التقليدية. توسيع الاستثمارات تحدي المرحلة المقبلة دون شك فإن إنتاج وتأمين الطاقة غير التقليدية بات من الأهداف المسطرة في القطاع الطاقوي، ويضاف إليها اليوم تحدي استغلال الطاقة غير تقليدية التي صارت حتمية، فمن شأن استغلالها أن يعزز الاحتياطات والمداخيل بالعملة الصعبة وكذا يحول التكنولوجيا والخبرة الأجنبية بهدف تكوين وتأهيل الإطارات الوطنية في هذا المجال، والجزائر تحضر في هذا الإطار خلال عام 2015 لإطلاق مناقصة دولية لجذب المستثمر الأجنبي في ظل وفرة الثروات الباطنية والطبيعية وكذا البشرية لاستغلال آبار الغاز الصخري كمرحلة أولى. وتبقى سونطراك من أهم المجمعات الطاقوية في القارة الإفريقية في التنقيب وإنتاج النفط والغاز، ولعل تكثيف الشراكة من خلال الانفتاح على الاستثمار والذي يتخذه مجمع سونطراك أولوية ورهانا من شأنه أن يعزز ريادتها ويرفع من قدراتها التنقيبية والإنتاجية على المدى المتوسط والبعيد. وينتظر من استغلال الطاقة الشمسية أن يرشح الجزائر لكي تتبوأ صدارة الدول المنتجة للكهرباء على وجه الخصوص.