رجحت حركة النهضة خيار تقديم مرشح مشترك بين حركتي النهضة والإصلاح للرئاسيات المقبلة، التي بدأت معالمها في الارتسام، وعقب اجتماع هيئة التنسيق الإسلامي بين النهضة والإصلاح المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، والتي احتل خلالها موضوع الرئاسيات صلب النقاش، قال الناطق الرسمي لحركة النهضة مصطفى بوقرة أن الكيفية التي ستدخل بها الحركة سبق الرئاسيات ستتم بالتشاور بين النهضة والإصلاح لاختيار "الفارس" الذي سيراهن عليه التنسيق الإسلامي. تتجه حركتي النهضة والإصلاح إلى دخول غمار سباق رئاسيات 2009 بمرشح مشترك بينهما كخيار بات الأرجح على اعتبار معطيات إستراتيجية وتكتيكية المتبعة في السباق نحو قصر المرادية، بالإضافة إلى ما تردد من أصداء في أوساط التنسيق الإسلام في أعقاب ما أسفر عنه اجتماع هذه الهيئة قبل أيام، وهو ما أكده أمس الناطق باسم حركة النهضة مصطفى بوقرة في تصريح أدلى به ل"صوت الأحرار"، أكد فيه أن الموقف النهائي للحركة من الرئاسيات سيحدد بعد الانتهاء من المشاورات الدورية الجارية بين النهضة وشركائها السياسيين في مقدمتهم حركة الإصلاح الوطني، وقبل إحالة ملف الرئاسيات على مجلس الشورى الوطني المنتظر عقده قريبا بالنظر إلى عامل الوقت الضيق الذي يفصل عن هذا الموعد الحاسم ، أبقى المتحدث باسم النهضة على كل الاحتمالات حول الكيفية التي ستشارك بها حركة النهضة في معركة الرئاسيات، لكنه بالمقابل فضل بوقرة إلى إدراج الحديث عن الرئاسيات ضمن آلية التنسيق الإسلامي التي تجمع بين النهضة والإصلاح في إطار لقاءات تعقد بصفة دورية تخصص لمناقشة مواضيع سياسية حاسمة في مقدمتها موضوع الرئاسيات المنتظرة بعد حوالي أربعة أشهر. وقال الناطق باسم حركة النهضة أن كل الاحتمالات والخيارات المتعلقة بالكيفية التي ستخوض الحركة وفقها غمار الرئاسيات واردة بما فيها دخول سباق الرئاسيات بفارس موحد مشترك عن التنسيق الإسلامي بين النهضة والإصلاح أو دعم مرشح آخر، وهو سيناريو رجحت أوساط من هيئة التنسيق الإسلامي أنه يبقى بعيد عن الخيارات الإستراتيجية لكلى الحركتين اللتين من المنتظر أن تمثلا التيار الإسلامي في الرئاسيات المقبلة خاصة بعد أن اختارت حركة الراحل محفوظ نحناح دعم ترشح رئيس الجمهورية لعهدة ثالثة في إطار التحالف الرئاسي وفضل عبد الله جاب الله الذي دأب، منذ عدة سنوات، على المراهنة على الحملة الانتخابية للرئاسيات للانبعاث من جديد، عدم المشاركة في السباق هذه المرة. وفيما تتأهب حركة النهضة لعقد مجلسها الشوري للحسم في مسألة الرئاسيات بناءا على ما ستفضي إليه المشاورات الجارية مع الإصلاح الوطني شريكها السياسي، تشير قيادات من حركة النهضة أن تقديم مرشح مشترك مع حركة الإصلاح يبقى الأقرب بحكم أنة سيحظى بدعم نحو 500 منتخب محلي ينتمون إليهما، ما يجعل المرشح الإسلامي المشترك لهما قريبا من تجاوز عقبة النصاب المطلوب من التوقيعات لقبول ترشحه من المجلس الدستوري، وهو 600 منتخب محلي، والذي يغنيه عن معركة جمع 75 ألف توقيع غير المضمونة لبلوغ النصاب القانوني للمشاركة في الرئاسيات.